ملياردير أمريكي: الحسد يقود العالم الآن

قال المستثمر والملياردير الأمريكي تشارلي مونغر، إن العالم يدفعه "الحسد وليس الجشع، وإنه لا يهتم أبدا بمقارنة ثرواته بأموال الآخرين.

وأضاف خلال اجتماع سنوي لصحيفة "ديلي جورنال" يعمل بها مديرا أيضا، أن دافعه لبناء الثروة كان دائما يدور حول تأمين الاستقلال، وحرية فعل ما يشاء في العمل وفي الحياة، ويتمنى أن يحذو المزيد من الناس حذوه، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن بي سي".

وتابع المستثمر البالغ من العمر 98 عاما، والذي جمع ثروة تقدرها مجلة "فوربس" بنحو 2.2 مليار دولار: "العالم لا يحركه الجشع، إنه مدفوع بالحسد".

أضاف أنه من السهل والشائع أن يصبح الإنسان حسودا، مشيرا إلى أنه بغض النظر عن مقدار ما يمتلكه بعض الأشخاص، فسيحصل شخص آخر دائما على المزيد وأردف:"لقد قهرت الحسد في حياتي الخاصة. أنا لا أهتم بما لدى شخص آخر، لكن الناس الآخرين يدفعون إلى الجنون".

في عام 2017 ، قال مونغر في مقابلة إنه يحاول دائما تجنب مشاعر "الحسد والغيرة" في مجال الأعمال. وأضاف أن هذه الأنواع من الأفكار يمكن أن تضر حياة المرء المهنية، لأنه من المرجح أن يتخذ قرارات متحيزة قد تؤدي إلى نتائج سيئة.

في عام 2019، تحدث ضد الحسد مرة أخرى، وقال إن تجنب الحسد هو أحد الأسرار "البسيطة" لعيش حياة طويلة وسعيدة. في الواقع، وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن الأشخاص الذين يدفعهم الحسد هم أكثر عرضة للمرور بتجربة صحة نفسية ورفاهية أسوأ.

انتُقدت وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تغذي مشاعر الناس بالحسد والمادية، من خلال توفير نوافذ على حياة الأشخاص الذين لديهم أو يبدو أنهم يتمتعون بحياة فاخرة بشكل خاص.

قال مونغر في اجتماع "ديلي جورنال" إن الحسد ببساطة "مبني على طبيعة الأشياء"، مضيفا أنه لا يستطيع فهم سبب عدم رضى الناس اليوم بما لديهم، خاصة عند مقارنتهم بالأوقات الصعبة التي عانت منها الأجيال السابقة.

عاش مونغر نفسه خلال فترة الكساد الكبير في الثلاثينيات، واستشهد بظروف معيشية فقيرة وأعمار أقصر تعود إلى القرن التاسع عشر كأمثلة على الوضع الذي وصلت إليه البشرية.

واستطرد: "حقيقة أن الجميع أفضل بخمس مرات مما كانوا عليه من قبل، فإنهم يعتبرون ذلك أمرا مفروغا منه. كل ما يفكرون فيه هو أن شخصا آخر (لديه) المزيد الآن، وليس من العدل أن يحصل عليه وهم لا يفعلون ذلك".