صحيفة روسية: لماذا يساعد العرب موسكو؟
نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن الاجتماع الذي جمع بين فلاديمير بوتين ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، والتوترات الجيوسياسية الحالية وتداعياتها على أسواق الطاقة العالمية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن الكثيرين يجهلون سبب لعب روسيا دور صانع السلام خلال الحرب في سوريا وإشراك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في عملية التسوية الدبلوماسية للصراع السوري، بحسب تعبيرها.
المكاسب
رغم العلاقات الوثيقة التي تجمعها مع الولايات المتحدة، اختارت السعودية دعم روسيا فيما يتعلق بخفض إنتاج النفط وبهذه الطريقة أبطل السعوديون مفعول إجراء تسقيف سعر النفط الروسي الذي حدده الغرب. ومع تناقص المعروض في الوقت الحالي، سيكون من السهل على موسكو بيع النفط إلى البلدان التي لا تلتزم بسقف السعر المحدد.
وتعليقا على الزيارة التي أداها الجانب الإماراتي إلى روسيا، نقلت الصحيفة عن المستشارة السياسية في مركز الدراسات الدولية، إيلينا سوبونينا، أن "المفاوضات الناجحة التي جمعت بين قادة البلدين تأتي في ظرف استثنائي يجعل أي نوع من العلاقات مع روسيا مصدر قلق للولايات المتحدة، وقد نُظمت مباشرة بعد قرار أوبك بلس خفض حصص الإنتاج".
ذكرت قناة "فوكس نيوز" أن الإمارات تحافظ على علاقات جيدة مع روسيا ولا تنوي الانضمام إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفائها على روسيا في أعقاب تنفيذها العملية العسكرية على الأراضي الأوكرانية. وهذا الموقف استفز بعض أعضاء الكونغرس الذين هددوا بسحب أنظمة الدفاع الجوي المنتشرة على أراضي الإمارات وكذلك السعودية.
وتابعت سوبونينا: "في السنوات الأخيرة، أصبحت تصرفات الولايات المتحدة تثير غضب الإمارات والسعودية. فعلى سبيل المثال، قُوبلت رغبة الإمارات في الحصول على المزيد من الأسلحة الأمريكية، خاصة في بداية الحرب في اليمن، بالرفض بتعلة أن هاتين الدولتين العربيتين انتهكتا حقوق السكان المحليين. ونتيجة عدم تلقي الإمارات شحنة الأسلحة رفض قادتها في وقت لاحق الاجتماع مع بايدن".
واستنادا إلى البيانات الصحفية والرسمية تعتبر المسائل الاقتصادية، بما في ذلك الملف النفطي، أحد المواضيع الرئيسية التي تطرق إليها الجانب الروسي والإماراتي في سانت بطرسبرغ. وترى سوبونيا أن "التعاون الاقتصادي والمالي مع روسيا يكتسي أهمية كبرى عند الإمارات التي تحتاج إلى إثبات قدرتها على انتهاج سياسة مستقلة عن الضغط الأمريكي. أما بالنسبة لروسيا، فإن الموارد المالية التي تمتلكها الإمارات لا سيما في الوضع الراهن تحظى بأهمية قصوى".
وأشارت الصحيفة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها خبرة واسعة في مجال التجارة مع الدول الخاضعة للعقوبات، لا سيما أنه لسنوات عديدة ظلت العديد من الدول تجري مبادلات تجارية مع إيران عبر الإمارات.
السمعة
ذكرت الصحيفة أن الأزمة الروسية الأوكرانية كانت من بين المواضيع التي طرحت على طاولة النقاش خلال لقاء الرؤساء. حيال هذا الشأن، يقول الأستاذ المساعد في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو ليونيد إيزيف: "تؤيد الإمارات فكرة إنهاء الصراع، الذي باتت أضراره واضحة على مستوى الأمن الغذائي والطاقي. وترى الإمارات أن الوضع في أوكرانيا حال دون تسوية الصراعات في الشرق الأوسط وغذا الأزمات الإنسانية في المنطقة، وهي قلقة بشأن احتمال تحول الصراع في أوكرانيا إلى صراع نووي".
كشف أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات عن موقف الإمارات الرسمي من الصراع قائلا إن "تصعيد الوضع في أوكرانيا يتطلب حلولا عاجلة وتظافر الجهود الدبلوماسية وعقد حوارات واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي".
من جانبها، أوضحت سوبونينا أن "الإمارات مدفوعة بطموحاتها وهي مستعدة للعب دور الوسيط بين روسيا والغرب من أجل إيجاد مخرج سياسي من الأزمة الأوكرانية. في السنوات الأخيرة، عملوا في العديد من المناسبات كوسطاء في أزمات مختلفة، لكن لأول مرة يتجاوزون نطاق آسيا وأفريقيا".
وفي ختام، التقرير نوهت الصحيفة بأن الإمارات تريد الاستفادة من العلاقات الجيدة التي تجمعها مع بوتين و قديروف وواشنطن لذلك تعرض خدماتها.