فتوى مصرية: الوعد بالزواج لا يترتب عليه أي التزام شرعي
تلقىالمستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية المصرية، الدكتور مجدي عاشور، سؤالًا من أحد الأشخاص، يقول: وعدت فتاة قريبة لي بالزواج، وقد رفضتْ هذه الفتاةُ عددًا من الشباب تقدموا لخطبتها منذ خمس سنوات من أجلي، فهل أنا ملزم بالزواج منها؟.
وقال الدكتور المصري عاشور، خلال رده على السؤال السابق، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الوعد بالخِطبة لا يعَد عقدًا بين طرفين، ولا يترتب عليه أي التزام شرعي من أي طرف تجاه الآخر، وإذا تراجع أحد الطرفين عن إتمام ما وَعَد به لا يُسمى ذلك رجوعًا عن عقد، بل يُعَدُّ إخلافًا للوعد.
وأضاف عاشور أن الفقهاء قد اختلفوا في حكم الالتزام بالوعد، فذهب جمهور الفقهاء إلى أن الوعد مُلزِم ديانةً، وغير ملزِم قضاءً، إلا أنه يُكْرَه إخلافه، وذهب القاضي ابن العربي المالكي إلى أن الوعد ملزمٌ قضاء، وذهب الإمام الغزالي الشافعي إلى أن الوعد مُلزِم قضاءً إذا كان مُتَعلِّقًا بسببٍ مطلقًا، أي: سواء تَرتَّب عليه فعلٌ للموعود له أم لا، وذهب المالكيَّة في قولٍ إلى أن الوعد مُلزِم قضاءً إذا كان مُتَعلِّقًا بسبب ودخل الموعود بسبب الوعد في شيء من الالتزام، بحيث يقع عليه ضرر إن أَخَلَّ بهذا الالتزام، وهو المختار للفتوى.
واختتم فتواه بقوله إنه ما دامت الفتاة قد ركنت إلى من وعدها بالخطبة والزواج، مما تسبب في انقطاع الخُطَّابِ عنها فيجب حينئذٍ الوفاء بهذا الوعد، ولو أخل الشاب بهذا الوعد فقد فاته فضل عظيم، بل يكون هذا سببا في إلحاق الإثمُ والضرر به، وهو تعطيل الفتاة عن الخِطْبة والزواج من غيره.
ونصح عاشور، السائل، بأنه إذا كان أعرض عن موضوع الزواج بمن حكى عنها، فيحب إعلامها حتى لا تظل معلقة هكذا.