موسم الحج 2022.. سر هواء المسجد الحرام البارد المُنقى
تعتمد منظومة تكييف المسجد الحرام بالهواء البارد المُنقى من الجراثيم بنسبة ١٠٠٪ على محطتين رئيسيتين للتبريد، هما الأكبر عالمياً.
وتستهلك منظومة التبريد، التي تديرها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالة الشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة وإدارة المرافق، طاقة تصل إلى (159) ألف طن تبريد.
وتصنف هذه المنظومة، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، ضمن أكبر منظومات التبريد في العالم، وتضخ طاقتها من محطتي "كدي، والشامية"، وتقدر الطاقة التي تنتجها محطة الشامية بـ(120) ألف طن تبريد، وتبعد عن المسجد الحرام مسافة (900) متر، أما محطة أجياد فتصل قدرتها الإنتاجية إلى 39 ألف طن تبريد، وتبعد (500) متر عن المسجد الحرام.
وتعمل مبردات المحطتين على تبريد المياه إلى ما بين 4 إلى 5 درجات مئوية، وتضخها عبر الأنابيب للمسجد الحرام، ثم إلى وحدات مناولة الهواء بالغرف الميكانيكية؛ ليتم فيها عملية التبادل الحراري، ثم يدفع الهواء النقي المبرد إلى أرجاء المسجد الحرام.
وقامت الوكالة بتجديد وتطوير وحدات مناولة الهواء، واستبدال جميع المبادلات الحرارية بمبادلات جديدة، بالإضافة إلى تغيير جميع الفلاتر الخاصة بتنقية الهواء بشكل دوري.
ويُنقى الهواء عبر وحدات مناولة الهواء بعد سحب الهواء الطبيعي من سطح المسجد الحرام، ويتم ذلك على عدة مراحل، عن طريق فلاتر تعمل بكفاءة وتقنية ترشيح عالية، تمنع مرور جزيئات الغبار والجسيمات الصغيرة إلى بيئة التكييف، ثم يتم تعقيمه بالأشعة فوق البنفسجية التي تعمل على قتل البكتيريا والجراثيم، ليصل الهواء إلى مصليات المسجد الحرام خاليا من الجراثيم والفيروسات.
وتشرف الرئاسة العامة على تشغيل وصيانة هذه الأنظمة، حيث يقوم عدد كبير من المهندسين والفنيين السعوديين من ذوي الخبرة والكفاءة العالية في التشغيل والصيانة بالتحكم بدرجات الحرارة، والحفاظ على نسب الرطوبة المطلوبة، ومتابعة الحالة التشغيلية على مدار الساعة.
ويعمل الفنيون على موازنة الهواء في المساحات المختلفة من المسجد الحرام، وذلك اعتماداً على أعداد وكثافة الزوار؛ وهو ما يسهم في الحفاظ على مستوى الراحة الحرارية بكفاءة استهلاك مثالية للطاقة، والإشراف على أوامر الصيانة حسب المرجعيات والإرشادات الفنية الصحيحة، وفق منظومة عمل متكاملة مع مراعاة إرشادات الأمن والسلامة.
وفي موسم الحج، يتم زيادة عدد العاملين بنسبة (25٪)، لسرعة التعامل مع الحالات الطارئة، لضمان تقديم أفضل الخدمات من خلال تهيئة كافة سبل الراحة والطمأنينة، لضيوف بيت الله الحرام، والرقي بمستوى الخدمات المقدمة لهم.
ويبدأ ضيوف بيت الله الحرام أداء مناسك الحجّ في اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة ويُسمّى بيوم التروية، الذي يوافق يوم الخميس 7 يوليو/تموز، على أن ينتهي موسم الحج لعام 2022 يوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز 2022.
وأعلنت المملكة العربية السعودية، الشهر الماضي، أنها ستسمح لنحو مليون شخص بأداء مناسك الحج هذا العام من داخل وخارج المملكة، في زيادة كبيرة لأعداد الأشخاص المسموح لهم بأداء المناسك بعد عامين من القيود الصارمة بسبب فيروس كورونا.
وشملت شروط حج 2022 أن يكون الحاج من الفئات العمرية أقل من 65 عامًا ميلاديًا، وأن يكون استكمل تلقي جرعات اللقاح المعتمدة ضد فيروس كورونا في المملكة، كما أن الأولوية ستكون لمن لم يسبق له أداء فريضة الحج؛ لإعطاء فرصة لأكبر قطاع من المسلمين حول العالم.