أياكس يجني ثمار مخطط الراحل كرويف
أعد أسطورة كرة القدم الهولندية يوهان كرويف قبل وفاته في 2016 إرثه في ناديه أياكس أمستردام بشكل جيد، بصماته تظهر جلياً، والفضل يعود إليه بشكل كبير في تألق النادي الهولندي في مسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وبلوغه الدور نصف النهائي، إذ يحل ضيفاً ذهاباً على توتنهام الإنجليزي غداً الثلاثاء في لندن.
وأوضح الرئيس التنفيذي للنادي حارس المرمى الدولي السابق إدوين فان در سار: "كل ما يحدث الآن ليس وليد الصدفة.. أعتقد أن يوهان كرويف يجب أن يكون فخوراً بما يحدث حالياً".
وأضاف أن ناقوس الخطر بالنسبة لكرويف دقَّ مطلع 2010 عندما خفت بريق ناديه أياكس، فتعهد بالعمل لإعادة بناء مدرسة الشباب "دي تويكومست" (المستقبل) للنادي الأغلى على قلبه، مع مبدأ: "التركيز على الفرد.. لأنه من خلال تكوين الأفراد الاستثنائيين، سنبني فريقاً رائعاً".
ومدرسة المستقبل هي مجمع يتكون من 12 ملعباً، حيث تجتمع المواهب التي يتم اختيارها محلياً في دائرة بقطر 60 كلم في محيط العاصمة الهولندية، ويتم اكتشاف المواهب الشابة عبر ثمانية متعاقدين يعملون بدوام كامل، لكن أيضاً عبر 90 متطوعاً أغلبهم مروا بصفوف النادي.
وكانت النتائج بطيئة في البداية لكنها الآن مذهلة.
ويشكل الشباب فرانكي دي يونغ (21 عاماً)، ماتيس دي ليخت (19 عاماً)، دوني فان دي بيك (22 عاماً)، حارس المرمى الكاميروني أندريه أونانا (23 عاماً)، الدنماركي كاسبر دولبرغ (21 عاماً) ومواطنه راسموس كريستنسن (21 عاماً) العمود الفقري لهذا الفريق الشاب، إلى جانب بعض المواهب الأكبر سناً مثل دالي بليند (29 عاماً)، المغربي حكيم زياش (26 عاماً) والصربي دوسان تاديتش (30 عاماً).
وفي تصريحات مؤخراً لمجلة "بانينكا"، قال المدرب السابق لويس فان غال، الذي كان على خلاف لفترة طويلة مع كرويف: "هذا الجيل قوي تقريباً مثل جيل عام 1995 (عام التتويج الأخير في دوري أبطال أوروبا).. سبق أن قلت ذلك في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما كان أياكس سيواجه بايرن ميونخ (الألماني في دور المجموعات) وسخر الناس مني".
في 1995، قاد فان غال أياكس للقبه الرابع الأخير في دوري الأبطال مع لاعبين شباب مثل فان در سار وفرانك ورونالد دي بوير وإدغار دافيدس وكلارنس سيدورف ومارك أوفرمارس والفنلندي ياري ليتمانن.
وأصبح لأياكس أمستردام طموحات شرعية في التواجد في المباراة النهائية للمسابقة القارية العريقة في الأول من يونيو (حزيران) المقبل على ملعب واندا متروبوليتانو في مدريد، وذلك بعد صموده أمام بايرن ميونخ وبنفيكا البرتغالي في دور المجموعات، وتجريده ريال مدريد الإسباني من اللقب الذي ظفر به في الأعوام الثلاثة الأخيرة عندما أطاح به من ثمن النهائي، وإزاحته يوفنتوس الإيطالي ونجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو من الدور ربع النهائي.
وطموح لم يعد القائد ماتيس دي ليخت يقوى على إخفائه، بقوله: "نعم، نؤمن بقدرتنا على بلوغ النهائي".
ويمني أياكس النفس بالاستفادة من هذا الجيل الاستثنائي لعام 2019، لأنه يبدو من الصعب عليه الاحتفاظ بمواهبه الواعدة في الأشهر المقبلة بالنظر إلى الرغبة الكبيرة التي يبديها كبار القارة للحصول على خدماتهم.