الأمير الحسن : المجتمعات العربية لديها ارادة واضحة للتغيير و جاءت هذه المجتمعات لتعبر عن نفسها بحرية.

وكاله جراءة نيوز - عمان - قال سمو الامير الحسن بن طلال أن الشعوب والمجتمعات العربية لديها ارادة واضحة للتغيير وقد جاءت هذه المجتمعات لتعبر عن نفسها بحرية.

واضاف سموه في حديث الى صحيفة الوطن البحرينية اليومية: علينا أن ننتبه إلى أن التنبؤ بالأحداث فيما يخص الثورات أمر في غاية الصعوبة، وذلك لأن هناك ثورات أخذت قرونا لكي تتضح معالمها، وثورات أخرى كان لها ارهاصات على مدى قرون أيضا مثل الثورة الفرنسية، ومنها أيضا تلك التي سارت بخطى ثابتة مثل الثورة الأميركية على سبيل المثال.

واوضح ان الثورة الحقيقية هي تلك التي تنجح في تغيير المفاهيم لاشراك المواطنين في صنع القرار، وتعاملهم كأصحاب حق وقضية، وهي تلك التي تنجح في ايجاد التغيير في الذهنية العامة السائدة في المجتمع، وقد أذهلنا في هذا الصدد الطابع السلمي الذي غلب على هذه الحركات.

وفي رد سموه على سؤال قال أن الحراك الحالي ما هو الا استئناف لمسيرة سابقة وليس بداية من نقطة الصفر، لقد نهضت الشعوب العربية من أجل الاصلاح في بداية القرن الماضي، وكانت حركة النهضة العربية التي قادها مفكرون عرب ابان الحكم العثماني خير دليل على وجود الارادة العربية.

واشار الى أن الاعتراف بوجود هذه الارادة العربية منذ زمن ينبغي ألا يقلل من شأن الحراك الحالي، وانما يؤكد على الوعي العربي، وانبعاث الارادة من جديد.

وقال سموه علينا ألا نتوقع أن تدخل أي من القوى الخارجية سيكون نابعا عن حرصها على المصالح العربية فقط، وانما لكل واحدة من هذه الدول مصالحها التي ربما تدفعها إلى التدخل، إلا أننا لا يجب أن ننجر إلى هذا الاتهام ووصف الحراك العربي بأنه مدعوم من الخارج، حيث يسجل للشباب العربي أن حراكهم كان نابعا من ارادة حقيقية ووعي وطني، وهم لم يطلبوا التدخل الأجنبي ولم يرحبوا به.

واضاف يطل علينا أحيانا بعض المسؤولين الغربيين الذين ينسبون إلى أنفسهم الفضل في الهام الشعوب العربية وكأنهم هم من قادوا الربيع العربي وليس الشباب الذين ثاروا على الأوضاع القائمة، وهذا مرفوض تماما، فثورة الياسمين في تونس هي ليست ثورة براغ ذاتها، وثورة الأرز هي ليست حركة الاحتجاج في وول ستريت، وان كان هناك عوامل تشابه، إلا أن كل حالة لها خصوصيتها ويجب ألا نغفل أن قيام الحركات المطالبة بالتغيير كان بفعل ارادة الشعوب.

علينا اليوم أن ننتقل من دائرة التأثر بما يمليه علينا الآخرون إلى دائرة التأثير في مستقبلنا، اذا لم نتحرك اليوم، فسنبقى موضوعا للأبحاث الغربية التي تحلل أين يجب أن يقودنا الربيع العربي من دون أن يكون لنا القول الفصل.