خبير عسكري أردني:إغلاق هرمز سيؤدي لحرب لم نشهدها من قبل

وكاله جراءة نيوز - عمان - يتوقع اللواء المتقاعد من سلاح الجو الملكي الأردني والخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية مأمون أبو نوار أن تنشب حرب شاملة لم نشهدها من قبل في حال إغلاق إيران لمضيق هرمز.

وقال في دراسة صغيرة:إن تأمين المضيق ومنع إيران من إغلاقه هو احد الأهداف الإستراتجية الأمريكية وعليه إذا تم اختيار الخيار العسكري لفتح المضيق ستركز البحرية الأمريكية على تدمير البحرية الإيرانية ودفاعاتها الساحلية".

وأضاف أن إيران ستقوم بالرد على الهجوم الأمريكي بالمثل وسوف يتكبد الجانبيان خسائر فادحة فكلاهما يحضران لمثل هذا السيناريو ولفترة طويلة من الزمن.

وأضاف انه "من المحتمل أن تستمر هذه الاشتباكات المحدودة دون تطويرها لمدة أسبوعين لحين احتمالية تدخل طرف ثالث لاحتواء الأزمة يرضى الطرفين من خلال بعض الاتفاقيات الجانبية ".

واعتبر أن "موقف روسيا والصين التي تعارض أية عقوبات إضافية على إيران سيكون ضعيفا" من خلال الضغوط الدولية عليهما وإقناعهم بأن هذه المنطقة تحتاج أن تكون أمنه" .

 

وتاليا نص الدراسة:

 

ليس هنالك من جديد بما يدور الآن من اتهامات بين إيران وأمريكا فخلال الشهرين الماضين كان هنالك حرب إعلامية شرسة بين الطرفين هددت فيه إيران بإغلاق مضيق هرمز في حال تعرضها لهجوم أمريكي أو إسرائيلي على منشاتها النووية.

وألان صعدت إيران الموقف في حالة تعرضها لأية عقوبات إضافية جديدة بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز وهذا يعكس مدى قلقها من هذه العقوبات .

ما تقوم به إيران الآن من تهديد بإغلاق مضيق هرمز عبارة عن رسائل غاية الأهمية تستهدف الإرادة السياسية الغربية وخاصة أمريكا لإعادة النظر بعدم استصدار أية عقوبات أخرى على مؤسساتها المالية وخاصة البنك المركزي الإيراني ومنعها من تصدير نفطها واستيراد الغازولين التي هي بحاجة إليه.

تقوم الآن إيران باستعراض لقواتها البحرية وأسلحتها البحرية المختلفة خاصة الصورايخ متوسطه وبعيدة المدى ولقد ركزت خلال العقد المنصرم على تطوير هذه القوة وقامت بتنظيم وهيكلة هذه القوات لتتناسب مع أهدافها العسكرية الإستراتجية في الخليج ولدى إيران الخطط للسيطرة على المضيق وإغلاقه بأقصر وقت ممكن.

وبنفس الوقت لابد أن أمريكا وحلفائها لديهم أيضا خطط قد وضعت للتعامل مع السيناريوهات المختلفة في منطقة مضيق هرمز.

بالرغم من جميع البدائل المطروحة لمضيق هرمز لتصدير النفط فلا يوجد بديل حقيقي لهذا المضيق ومن هنا لابد من حمايته ويوصف بأنه العنق الرئيسي للعالم وهو الممر الذي يربط اكبر مستودع نفط عالمي حوالي 40% من احتياجات النفط العالمي حيث يتم تصدير 18 مليون برميل يوميا عبر هذا الممر من النفط وهو أكثر الممرات ازدحما في العالم وبمعدل ناقله كل ستة دقائق في وقت الذروة.

البديل لمضيق هرمز هو رحلة 7000 ميل ولمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للوصول إلى أسيا أوروبا وأمريكا وبقدرة 4 ملايين برميل يوميا.

ومن المفيد أن نذكر هنا أن مضيق هرمز قانونيا وطبقا لقواعد القانون الدولي ليس من حق أي دولة أن تعترض السفن التي تعبره ضمانة لحرية الملاحة في البحار والممرات الدولية وإغلاقه يعتبر بمثابةإعلان حرب.

الخبير العسكري مأمون أبو نوار

التهديد الإيراني له أهمية إستراتجية لا لبس فيها ،والسؤال هنا هل تستطيع إيران أن تغلق المضيق وهل هي قادرة بالفعل على تنفيذ ذلك ؟

موقع إيران الجغرافي المثالي واحتلالها للجزر الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى يعطيها القدرة على تنفيذ مجموعة من الخيارات والهجمات لتتحكم بشدة مستوى خطر الملاحة في الممر دون أن تخوض حرب شامله وهى ورقة مساومه قويه لديها فهي تستطيع أن تقوم بعمليات إعاقة واستفزاز لمعظم ناقلات النفط العملاقة والسفن المختلفة.

ولديها قدرة كبيرة في حرب الألغام الذكية والألغام الطائفة التي تحتاج إلى عملية تنظيف طويلة يترتب عليها تأخير الملاحة في الخليج والمضيق كما لديها قوة محترفه في حرب العصابات البحرية التي تعتمد على قوارب صغيره محملة بالصورايخ المختلفة ضد السفن الحربية الكبيرة من مدمرات فرقاطات وحاملات طائرات والسفن التجارية من اجل إعاقتها أو تدميرها .

إيران تدرك الخطر الذي يهددها من قبل أمريكا وتتخذ عادة الخطوات الضرورية لتجنب أي هجوم أمريكي ولذلك نراها تهدد أكثر من مره بإغلاق المضيق وهى تقول الهجوم على إيران سيعادل نفط الخليج كاملا وإذا لم نتمكن من تصدير نفطنا فلن نسمح لأحد من تصدير نفطه.

احد السيناريوهات المحتملة انه في حالة تضيق الخناق على إيران بعقوبات إضافية ستقوم بتجاهل هذا وتبدأ بعمليات تأخير وإعاقة بعض السفن والناقلات المختلفة من خلال الهجمات الاستفزازية وعمليات إعاقة دون تصعيد مما يربك سوق النفط العالمي ويبدأ تأثيره في زيادة رسوم التامين على السفن وزيادة أسعار النفط للتجاوز 200 دولار للبرميل الواحد والتي سوف تتأثر به خاصة دول آسيا وكل من أوروبا وأمريكا المعتمدة حياتها وصناعاتها على استمرار تدفق هذا النفط وحتى الدول الخليجية سوف تتأثر صادراتها واستيرادها من العالم .

أمريكا وأوربا تعرف خياراتها جيدا وتدرك مدى تأثير عملية العقوبات والحصار فإيران كانت تقوم بتصريف نفطها بطريقه أو أخرى من عمليات التهريب مما سيؤدى إلى فشل الحصار أما بالنسبة للخيار العسكري الحرب فهي غير مناسبة حاليا" لأوضاع المنطقة والاقتصاد العالمي بشكل عام والعواقب الكارثية التي سوف تترتب على مثل هذه الحرب الأقرب لمثل هذه الحالة الحرب العراقية الإيرانية عندما هاجم كل جانب الملاحة في الخليج في محاولة لقطع صادرات النفط.

إن تأمين المضيق ومنع إيران من إغلاقه هو احد الأهداف الإستراتجية الأمريكية وعليه إذا تم اختيار الخيار العسكري لفتح المضيق ستركز البحرية الأمريكية على تدمير البحرية الإيرانية ودفاعاتها الساحلية وستقوم إيران بالرد على الهجوم الأمريكي بالمثل وسوف يتكبد الجانبيان خسائر فادحة فكلاهما يحضران لمثل هذا السيناريو ولفترة طويلة من الزمن.

من المحتمل أن تستمر هذه الاشتباكات المحدودة دون تطويرها لمدة أسبوعين لحين احتمالية تدخل طرف ثالث لاحتواء الأزمة يرضى الطرفين من خلال بعض الاتفاقيات الجانبية .

موقف روسيا والصين التي تعارض أية عقوبات إضافية على إيران سيكون ضعيفا" من خلال الضغوط الدولية عليهما وإقناعهم بأن هذه المنطقة تحتاج أن تكون أمنه .

أمريكا وأوروبا ستكون حذره جدا" في اختيار القرار الأفضل لها وليس لدول المنطقة من المحتمل أن تخرج الأزمة عن السيطرة خلال هذه الاشتباكات المحدودة لحرب شامله من نوعية أخرى حيث لم نشاهدها من قبل ومن الصعب التكهن كيف ستنتهى.

لكن حاليا لا اعتقد أن أمريكا راغبة في الاستمرار في هذه الأزمة لأنها ستسبب كارثة اقتصاديه اجتماعية عالمية شبيهة بأزمة الكساد العظيم.