وقف دعم التعليم عن 56 طفلا معاقا في «الخالدية» بالبادية الشمالية!!

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

يتعرض 56 طفلا معاقا مدمجين بمدرسة جمعية الخالدية للتنمية الاجتماعية بالبادية الشمالية الى العديد من المخاطر ومنها الانتكاسة النفسية والجسدية وخطرالتشرد ، نتيجة توقف المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين عن دعم التعليم للعام الدراسي الحالي لأولئك الطلبة  ورفضه تجديد الاتفاقية المبرمة بشأنهم مع المدرسة منذ عام 2008،وبما أن هذه المسؤولية تجاه أولئك الأطفال المعوقين هي مسؤولية المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين ، جاءت مدرسة الجمعية لتكون معينا للحكومة في عملها عبر مد يد العون ، وفقا للمساهمات والتبرعات والدعم ، إلا أن المدرسة وجدت نفسها وحيدة في الميدان.

وقال رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية بالمفرق رئيس الجمعية ابراهيم العطين ل» الدستور»  أن الطلبة المعاقين الذين يتلقون التعليم بالمدرسة هم من المصابين بالضمور والشلل والجلطات الدماغية والصم والبكم والإعاقات الحركية وأن بعض هؤلاء المعاقين حالاتهم تستدعي رعاية وتأهيل خاصين والتي تعد ضرورية لمثل حالاتهم،موضحا أن المجلس  يدفع للمدرسة مبلغ 30 دينارا عن كل طالب ضمن اتفاقية دعم التعليم للطلبة ذوي الاعاقة منذ عام 2008،  مشيرا الى ضعف قيمة المبلغ مقابل حجم الخدمات التعليمية والتأهيلية المقدمة للطالب ، مبينا أن المدرسة تؤمن الى جانب التعليم والتأهيل المواصلات من والى المدرسة .

 وبين ان المجلس رفض توقيع اتفاقية دعم التعليم للطلبة المعاقين الموجودين بالمدرسة للعام الدراسي الحالي بحجة نقل ملف دعم التعليم الى وزارة التربية والتعليم ودمج الطلبة المعاقين ضمن مدارسها الحكومية مما يجعل الطلبة المعاقين في خطر يهددهم بالتشرد والمدرسة في مأزق لعدم قدرتها على الايفاء بالتزاماتها تجاه الطلبة والموظفين ،اذ ان هناك تقريرا صادرا عن وزارة التربية والتعليم بعد تشكيل فريق من المختصين لمعاينة المدارس الحكومية بقضاء الخالدية لمعرفة مدى استعدادها لاستقبال الطلبة المعاقين aغير مهيأة حاليا لاستقبال الطلبة من ذوي الاعاقات،في حين نسب فريق الكشف من قبل المجلس لمدرسة الجمعية في شهر شباط الماضي بامكانية توقيع اتفاقية دعم التعليم معها للعام الدراسي 2012/2013 للطلبة من ذوي الاعاقات .

وأشارت مديرة المدرسة رائدة الفواخرة الى أن المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين والذي يقدم الدعم للمدرسة لقاء الخدمة للطلبة بمبلغ اجمالي يبلغ  16.200دينار ، توقف عن دفع مستحقاتها للطلبة ، مشيرة الى أنه استحق على المدرسة مبلغ 25 الف دينار رواتب وأجور،وبينت أن المدرسة غير ربحية وينتسب اليها الى جانب الطلبة المعاقين  254 طالبا وطالبة من الصف الاول وحتى السادس الابتدائي  بينهم 54 طالبا وطالبة أيتام تتكفل بدراستهم بالمجان ، موضحة ان هناك دعاوى قضائية لدى المحاكم المختصة من قبل معلمات بحق المدرسة لعدم قدرتها على دفع مستحقاتهن من الرواتب .

وأوضحت ان المجلس اتخذ قراره بشكل مفاجئ ولم يبلغ ادارة المدرسة بتوقف الدعم مما جعل المدرسة والطلبة أمام تحد كبير على حد سواء،ومن جهته قال مدير البرامج بالجمعية الدكتور خالد العظامات أن المجلس استمر في دعم تعليم الطلبة المعاقين بالمدرسة منذ سنوات حتى اتخذ قرارا يقضي بعدم تجديد توقيع اتفاقية الدعم مع المدرسة وتحويل ملف الدمج الى وزارة التربية والتعليم، مشيرا  الى قيام ادارة المدرسة بإرسال عدة رسائل وكتب للمجلس الاعلى وأصحاب القرار للابقاء على اتفاقية دعم الطلبة الا أنها باءت بالفشل ، موضحا  أن مصير الطلبة المعاقين متوقف على موافقة المجلس على التجديد .

وأكد أن خطر التشرد بات يتهدد نحو 56 طفلا وطفلة هم من الطلبة المدمجين بالمدرسة ، بعد قرار المجلس بتوقف دعم التعليم لهم ، في ظل عدم قدرة  المدرسة على متابعة تغطية نفقاتهم،وقالت معلمات بالمدرسة إن ما ينبغي الالتفات إليه هو أن العمل التطوعي الذي تمارسه هذه المدرسة  بجهود استثنائية للمشاركات فيها من المتطوعات بأجور رمزية يتوقف على ما تحظى به هذه الجمعية من تبرعات من ذوي القلوب الرحيمة ، وأكدن أن هذه التبرعات ليست دائما بالحجم الذي يسمح للمدرسة أن تمارس رسالتها كما ينبغي ومع توقف المجلس الاعلى لدعم تعليم الطلبة المعاقين فان مصيرا مجهولا سيلحق بهم ويعود بهم الى نقطة البداية بعد أن تم دمجهم وتكيفهم لسنوات مضت .

وأوضحن أن كل معلمة يشكل ما تتقاضاه من اجر بسيط  لقاء رسالة التعليم بالمدرسة مصدر دخل لأسرتها الى جانب ما يعني لهن العمل وتدريس الاطفال المعاقين في حياتهن كواجب انساني واجتماعي محذرات من أنهن قد يتركن العمل اذا ما استمر المجلس الاعلى بسياسته الحالية،وقالت أسر عدد من الطلبة المعاقين بالمدرسة ، إنها باتت تفكر في تنفيذ اعتصامات ، بسبب القرار الذي أصبح يهدد أطفالهم ويجعلهم يواجهون مصيرا مجهولا في ظل عدم التزامهم بدفع النفقات المترتبة عليهم مما يزيد من أعباء النفقات اليومية لأبنائهم وبخاصة تأمين التنقل للمدارس الحكومية الى جانب الرعاية الصحية والتأهيلية .

وقالت أم نصار أن المعاقين وخاصة بالمناطق النائية محرومون من حقوقهم ، مستنكرة على المجلس استمراره في تقديم الدعم لمعاقين في مدارس بالعاصمة عمان واربد وحرمان أبنائهم في منطقة هي من أشد مناطق المفرق فقرا وحاجة، ووجه أهالي الطلبة والقائمون على ادارة الجمعية والمدرسة نداء الاستغاثة إلى أصحاب القرار في المجلس الاعلى للاشخاص المعوقين ،متمنين الاستمرار في دعم التعليم للاعاقات بالمدرسة،وتوقعوا أن تعلن الجمعية الإفلاس المالي، الذي سينعكس سلبًا على أسر الاطفال الايتام  والمعاقين