جراءة نيوز - اخبار الاردن :
نتقدت منظمة العفو الدولية تصريحات رئيس الوزراء عبدالله النسور حول إمكانية "منع" استقبال اللاجئين السوريين في حال تدهورت الأوضاع في سوريا، معتبرة أن "منع" اللاجئين السوريين من دخول الأردن هربا من الصراع في بلادهم سـ"يزيد من المعاناة الإنسانية، ويرفع من انتهاكات حقوق الإنسان، ويقود إلى مزيد من الدم".
وكان النسور قال، خلال لقائه مراسلي وكالات الأنباء والصحف العربية والأجنبية في عمان يوم الخميس الماضي، إن الأردن "لن يسمح" بتدفق موجات بآلاف اللاجئين السوريين إلى أراضيه، في حال تفاقمت الأوضاع أكثر وازدادت تدهورا في بلادهم.
وأوضح أنه "إذا حدث نزوح بالآلاف من اللاجئين السوريين، فلن نستقبلهم داخل الأردن"، وأن "القوات المسلحة الأردنية ستسهل إبقاءهم بالأراضي السورية في منطقة عازلة داخل حدود بلادهم".
وقالت عضو فريق اللاجئين في المنظمة شارلوت فيلبس، في بيان صحفي السبت "في الوقت الذي يحتاج به الشعب السوري إلى مزيد من الحماية، فإن الأردن يهدد بإغلاق الحدود ما يزيد من خطر تعرض اللاجئين للأذى".
وأضافت إن "مناصري نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، والكثير من الأقليات في سورية، يعانون اليوم من انتهاكات لحقوقهم من القوى المعارضة"، مبينة "لو انهار نظام الأسد فهناك قلق حقيقي حول مصير مؤيديه وسيتعرضون للأذى بما في ذلك هجمات انتقامية من جماعات المعارضة المسلحة".
وتابعت أنه "من المرجح أن يطلب الكثير من السوريين اللجوء إلى ملاذ آمن هربا من العنف المستمر، فالمدنيون بغض النظر عن أي جماعة أو فئة ينتمون اليها قد يحتاجون لمغادرة سورية لتجنب الوقوع في أتون القتال بين الفصائل المختلفة".
واعتبرت فيلبس أن "الأردن كغيره من الدول المجاورة لسورية ملزمة بموجب القانون الدولي بتأمين الأشخاص الفارين من الاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان، كما يحق لهؤلاء طلب حق اللجوء السياسي في مناطقهم الآن وفي المستقبل".
المنظمة انتقدت كذلك منع اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سورية من دخول الأردن، وقالت فيلبس إن "حق اللجوء السياسي ومغادرة الدول المضطربة حق لكل الناس، كما يمنع على الدول إعادة أي شخص بالقوة بأي شكل من الأشكال إلى بلد أو منطقة حيث من الممكن مواجهة مخاطر حقيقية كاضطهاد أو انتهاكات جادة لحقوق الإنسان، وهذا بالمحصلة يشمل منع الأفراد من الدخول عند الحدود".
واعتبرت أنه "لا يجوز حرمان الفلسطينيين من حقهم في اللجوء بسبب هويتهم"،ووفقا للبيان، فإنه لغاية الآن بلغ اجمالي اللاجئين الذين هربوا من سورية إلى الدول المجاورة 620 ألف لاجئ، في حين يقدر عدد ضحايا النزاع الدموي 60 ألف قتيل وفقا لأرقام الأمم المتحدة،كما أوضح أن العديد من الذين عبروا الحدود يعانون من أوضاع معيشية صعبة خصوصا مع الظروف الجوية الصعبة والفيضانات التي عمت مخيمات اللاجئين في الأردن.
وقالت فيلبس إنها "تدرك أن الدول المجاورة لسورية بما فيها الأردن يستضيفون بكرم أعدادا كبيرة من اللاجئين رغم الضغط الكبير على موارد تلك الدول"، داعية المجتمع الدولي إلى زيادة حجم الدعم المقدم للاجئين والدول التي تستضيفهم لتتمكن الدول من استيعاب التدفق الكبير للاجئين. الغد