جراءة نيوز - اخبار الاردن :
مشهد لا يعقل أنه يحدث في أحراشنا وغاباتنا، بل تخاله جزءاً من فيلم سينمائي عن عصابات الأمازون مثلا.. فالعصابات التي اعتادت الاعتداء على الاشجار بقطعها وتحطيبها، تنشط بصورة فعالة وتهاجم دوريات الطوافين، وتطلق عليهم الرصاص الحي، بل وتطاردهم في غابات عجلون.
وفي المشهد الذي يبدو سينمائياً أيضاً، اعتداء إفراد هذه العصابات على احد الطوافين بالضرب المبرح الذي أدى الى ادخاله المستشفى، إضافة الى تكسير سيارات الطوافين في أحد شوارع محافظة عجلون، وإلقاء حجارة بكثافة عليها إثناء عبورها الطريق. ذلك غيض من فيض مما يحدث في غاباتنا، وفق مصادر وزارة الزراعة.
إلى ذلك، ضبطت الوزارة ثلاثين سيارة محملة بمختلف أنواع الحطب المستخرج من قص أشجار الغابات، من بينها سيارات مرخصة لحمل اللحوم المجمدة.
وبحسب مدير عام الحراج محمد الشرمان فإن وجهة هذه السيارات، تزويد أصحاب الفلل والقصور الفخمة التي تحوي مدافئ حطب بها.
وانتشرت موضة الـ (fire place) في فلل عمان، ويتراوح استهلاك الواحدة منها ما بين 1 – 2 طن من الأخشاب.
وقال الشرمان لـ"السبيل": إنه تم ضبط سيارات تحاول تهريب كميات من الحطب والأخشاب موضوعة في كراتين، عليها علامات منتجات "شيبس وبسكويت".
وارجع الشرمان ارتفاع التعديات على الثروة الحرجية الى الارتفاع الملحوظ الذي طرأ على أسعار الحطب في الفترة الماضية، في ظل توالي الارتفاعات على أسعار المحروقات، فقد تجاوز ثمن طن حطب البلوط الـ(150)دينارا، وبلغ سعر طن حطب الزيتون(80) دينارا، وحطب الكينا(100)دينار.
وبين أن نسبة الاعتداءات على الغابات زادت بعد رفع أسعار المحروقات في الفترة الأخيرة، وبشكل ملحوظ، كون السكان المحيطين بالغابة هم من ذوي الدخل المحدود.
ولفت مدير الحراج إلى ان غالبية أولئك الذين تم ضبطهم يحملون أخشاب اشجار مقطوعة هم من أصحاب الأسبقيات، والذين لهم جرم سابق في التعدي على الأشجار في غابات جرش وعجلون وزي والسلط والكورة وبني كنانة، وتم تحويلهم إلى القضاء، مبينا أن قانون الزراعة يعاقب على الاعتداء على الأراضي الحرجية، سواء بإزالة أو بتخريب علاماتها وأسيجتها الحدودية، بالحبس لمدة ثلاثة أشهر، وبغرامة قدرها 100 دينار، كما يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنة، وبغرامة مالية قدرها 100 دينار عن كل شجرة حرجية تم قطعها، أو غرامة 50 دينارا عن إشعال الحرائق، ويلزم الفاعل بدفع تكاليف إطفاء الحريق.
وأوضح أن هناك غرامات كبيرة تفرض على المعتدين، تتراوح بين 100 -300 دينار، وسجن يصل إلى ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن هناك "تهاونا في تطبيق القانون يستوجب إعادة النظر في حيثياته، من خلال إنشاء محاكم خاصة للنظر في قضايا الاعتداءات على الأشجار، وانتداب قضاة إلى المحافظات للبت في هذه القضايا.
وتشير إحصائيات رسمية الى إن أكثر من(250)حالة اعتداء سجلت خلال العام الماضي على الغابات والثروة الحرجية، وبلغ عدد الأشجار المعتدى عليها أكثر من(3500)شجرة، فيما يزيد عدد القضايا المقدمة للمحاكم والحكام الإداريين عن(162) قضية، منها( 109) قضايا متعلقة بقطع الأشجار.
وسجلت أكثر من(250)حالة اعتداء على الغابات والثروة الحرجية خلال العام الماضي، وبلغ عدد الأشجار المعتدى عليها أكثر من( 3500) شجرة، وجرت إحالة( 400)مواطن إلى المحاكم المختصة بتهم الاعتداء على الأراضي الحرجية، سواء بوضع اليد أو قطع الأشجار أو اعتداءات أخرى.
وتنشط تجارة الحطب في غابات عجلون، ثغرة عصفور، ريمون وساكب وبرما، وغابة الشهيد وصفي التل وغيرها، فضلا عن مناطق جلعاد وبدر الجديدة ومنطقة بلال وابوالسوس، وعراق الأمير، ومناطق متعددة في محافظات البلقاء واربد.
من جهة أخرى أشار الطوافون الى أن معظم الأشجار التي تتعرض لغزوات مافيا التحطيب من الأشجار التراثية المعمرة مثل: البلوط والصفصاف والصنوبر والزيزفون، والسنديان واللزاب، وتعتبر من أشجار العائلات النباتية النبيلة، ولا توفر عصابات الحطب أنواعا أخرى من الأشجار من التقطيع؛ مثل أشجار السرو والبلوط واللزاب، والصنوبر والخروب، وهي أشجار ممنوع قطعها لندرتها، وتراوح سعر الطن منها ما بين 170-200 دينار.
يذكر ان عمال الحماية "الطوافين" ممن يقومون على حماية الغابات في الوزارة يبلغ عددهم حوالي 730-750 موظفاً.
وتصل نسبة مساحة الغابات في المملكة إلى حوالي 0.9 % من مجمل مساحة المملكة، 0.04 % منها غابات طبيعية بمساحة 378 ألف دونم و0.05 % غابات صناعية بمساحة 460 ألف دونم، وحوالي 60 ألف دونم غابات ملكيات خاصة."السبيل"