آخر الأخبار
  ماذا نعرف عن المتحوّر الجديد للإنفلونزا المنتشر في 34 دولة؟   مهم حول رفع اشتراك الضمان   جمال السلامي يعبّر عن شعورٍ ممزوج بالحسرة والفخر بعد مباراة النشامى   أجواء باردة نسبيًا في أغلب المناطق حتى الثلاثاء   الأرصاد: لا حالات مطرية متوقعة حتى 25 كانون الأول   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت   الأرصاد: مربعانية الشتاء الأحد .. واستعدوا لأبرد فترات السنة   الأردن يتسلم رئاسة الدورة 45 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب   سان جورج الفحيص- يطلق موسماً احتفالياً بعيد الميلاد المجيد   الأردنيون يستقبلون "النشامى" ابطال الوصافة التاريخية لكأس العرب   الانقلاب الشتوي يبدأ الأحد 21 كانون الأول 2025… ومربعينية الشتاء تدخل أبرد أيام العام   ولي العهد للنشامى: رفعتم معنويات كل الأردن .. والمرحلة القادمة مهمة   النشامى يعودون إلى عمان الجمعة بعد وصافة كأس العرب 2025   تقرير فلكي حول إمكانية رؤية هلال شهر رجب   أجواء باردة في أغلب المناطق الجمعة   الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب

استقلال الأردن.. ميلاد وطن وإرادة شعب

{clean_title}
� "لقد كان استقلال المملكة الأردنية الهاشمية ثمرة نضال طويل قاده الهاشميون الذين وضعوا اللبنات الأولى لدولة المؤسسات، واستمر هذا البناء في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يقود اليوم مسيرة التحديث الشامل بثبات ورؤية طموحة.
في مثل هذا اليوم من عام 1946، لم يكن الأردنيون يحتفلون بمجرد نهاية حقبة استعمار، بل كانوا يصيغون فصلاً جديداً في كتاب الأمة؛ فصلاً كُتب بدماء الشهداء، وعزيمة الهاشميين، وإرادة شعب لا يعرف إلا الكرامة.

استقلال المملكة الأردنية الهاشمية لم يكن حدثاً عابراً، بل لحظة فارقة أعادت للشرق العربي صوته ومكانته، حين أعلن الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين، أن الأردن قد انتزع حريته بإرادة أبنائه، لا بمنّة من أحد. وكان ذلك إيذاناً بولادة دولة عصرية، تقوم على الانتماء العروبي والوفاء للمبادئ الإسلامية، وتفتح ذراعيها لمستقبل مزدهر رغم التحديات.

السيادة التي لا تقبل المساومة

لقد خاض الأردن معركة البناء منذ لحظة الاستقلال، وسط محيط مضطرب، ومخاطر إقليمية لا تنتهي. لكن الدولة التي وُلدت من رحم التحدي، ظلت وفيّة لثوابتها. من الدفاع عن فلسطين، إلى احتضان اللاجئين، إلى مقاومة كل محاولات التدخل في شؤونها الداخلية، لم تنحنِ الراية الهاشمية يوماً، لأن الشعب اختار قيادته، والقيادة اختارت أن تكون خادمة للأرض والإنسان.

إنجازات تُكتب بالمواقف لا بالكلمات

في عهد الاستقلال، لم يقتصر الإنجاز على بناء مؤسسات الدولة، بل على بناء الوعي الوطني. التعليم، الصحة، البنية التحتية، والجيش العربي المصطفوي، كلها أعمدة قامت عليها الدولة الحديثة، لكن العمود الأهم ظلّ المواطن الأردني، الذي تربى على قيم الشرف، والتضحية، والانتماء.

ورغم الأزمات المتلاحقة، من حروب الجوار إلى الضغوط الاقتصادية والسياسية، حافظ الأردن على استقراره، لأنه امتلك قيادة شرعية، وشعباً واعياً، ومؤسسات راسخة. ولأن سياساته الخارجية لم تكن يوماً رهينة لمصالح ضيقة، بل امتدت نحو العمق العربي، بكل مسؤولية وصدق.

اليوم.. مسؤولية التجديد لا تقل أهمية عن لحظة التأسيس

في ذكرى الاستقلال، لا نكتفي بالاحتفال، بل نتأمل. لأن الاستقلال ليس وثيقة تُقرأ، بل عهد يُجدد. وعلينا اليوم أن نكمل المسيرة بثقة، نواجه الفساد بالحزم، ونتصدى للبطالة والفقر بالإبداع، ونعيد الثقة للمواطن بأن الوطن له، وأن مؤسساته وجدت لخدمته.

في هذا اليوم العظيم، نرفع الراية ذاتها التي رفعها الأجداد، ونردد القسم ذاته: أن يبقى الأردن حراً، عربياً، هاشمياً، لا يخضع ولا يُباع، ولا يُشترى.

ثمرة الاستقلال.. نهضةٌ تكتبها الطرقات والمستشفيات والمدارس

على امتداد ربع قرن من الزمن، شهد الأردن تحولات عميقة رسمت ملامح دولة حديثة، تتقدم بثقة في ميادين البناء والعلم والخدمات. في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، لم تكن مسيرة الإنجاز مجرد شعارات، بل واقعاً ملموساً على الأرض: طرق رئيسية تربط المحافظات ببعضها كبنية تحتية متطورة تسهل الحركة والتنمية، وجامعات تضاهي نظيراتها في الإقليم والعالم، تخرّج جيلاً واعياً مسلحاً بالعلم والانتماء.

في قطاع التعليم، ارتفعت معايير الجودة، وتوسعت رقعة المدارس لتصل إلى أقصى قرى الوطن وبواديه، مؤكدة أن التعليم حق للجميع، لا امتياز لفئة. أما في المجال الصحي، فقد تطورت المستشفيات والمراكز الصحية بشكل نوعي، فبات الأردني يلمس الرعاية الطبية المتقدمة في كل محافظة، مع مستشفيات جامعية وتخصصية تضاهي المراكز الطبية الإقليمية.

هذه الإنجازات لم تكن إلا امتداداً لحلم الاستقلال، ولرؤية قائد آمن بأن الإنسان الأردني هو الثروة الحقيقية، فاستثمر فيه علماً وصحة وأملاً. ومع سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، تستمر المسيرة بحيوية الشباب، وعمق الإيمان بوطن لا يعرف إلا الارتقاء.

كل عام والوطن بخير.. كل عام والأردنيون أحرار، أعزاء، واقفون كالرايات في وجه العواصف.
# الأردن وبس
الدكتور نصار القيسي