أكّد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور ياسر الدوسري؛ أن القرآن هو دستورُ هذه الأمة، ومصدرُ عزها وفخرها، ومنه تستمد نهجَها ومنهاجها، مستشهداً بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 9]، وهو الضياءُ الذي تحمله الأمة للعالمين؛ لتخرج الناس من الظلمات إلى النور والحق المبين.
واضاف "الدوسري"؛ في كلمة ألقاها خلال الحفل الختامي للمسابقة الوطنية الرابعة عشرة لحفظ القرآن الكريم، التي نظّمها المجلس الأعلى للقرآن الكريم وعلومه في مسجد نور الإسلام ببريتوريا بجنوب إفريقيا، إن مِن نعمةِ الله علينا ومنّتِهِ العظيمة في هذا اليوم، والتي تستوجبُ منَّا الحمد والشكرَ والامتنان، أن أكرمنا الله بالاجتماع على مائدة القرآن، والاحتفاء بحَفَظَتِهِ في هذه المسابقة القرآنية الكبرى".
وتابع قائلًا: "القرآن هو الروحُ والهدى، والرحمةُ والشفاء. والاشتغال به من أفضل العبادات، وحفظه وتعلمه من أجل القربات، وهو خير ما أنفقت فيه الأعمار، وأفضل ما أنفقت فيه الأموال. وأوصى الدوسري؛ حفظة كتاب الله الكريم بوصايا كريمة، فقال: وبعد أن أكرمكم الله بحفظ القرآن فجِدوا واجتهدوا في تعلم معانيه، وتدبرها، وطلب العلوم الشرعية؛ لتبنوا بذلك شخصية طالب العلم الشـرعيِّ المؤصَّلةَ علمياً ومنهجياً على كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ وعلى فهم السلف الصالح، والتي تعكس الإسلامَ في صورته الصحيحة بوسطيتِهِ واعتدالِهِ وسماحته، وتنبذ كل ألوان التطرف والغلو.
وختم كلمته بعبارات جميلة، فقال: قد جئتكم من مكةَ المكرّمةِ بكل حبٍ ومودة، وجئتكم من المملكة العربية السعودية -حفظها الله-، والتي أُسّست على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وأولت اهتماماً عظيماً بالقرآن الكريم وأهله ونشـره، والتسابق في رحاب حفظه وتلاوته وتفسيره وتعليمه.