قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور مهند المبيضين، إن الأردن دفع بمقترحي الاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع جميع شركات الإعلام الدولية، والتربية الإعلامية والمعلوماتية، والتي تحولت بعد جهدٍ عربيٍ مشتركٍ إلى استراتيجيات شاملة قطعت اللجان العربية فيها شوطاً مهماً.
وبيّن المبيضين خلال مشاركته في الدورة الرابعة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب، المنعقدة في العاصمة البحرينية المنامة، أهمية السير في إجراءات وخطواتٍ لتحويل هذه الاستراتيجيات إلى برامج عملية نلمس نتائجها، مؤكداً أن كل تأخير في مواكبة التطور والثورة الإعلامية ستكون كلفته أكبر على الدول العربية "وعلى أجيالنا ومنظومة إعلامنا".
وأكد وقوف المملكة إلى جانب الدول العربية الشقيقة للمساهمة في التنسيق والتعاون والتنفيذ لآليات ومشاريع التعاون الإعلامي العربي المشترك، التي تُطرح عبر مجلس وزراء الإعلام العرب وفرق العمل المنبثقة عن قراراته، وبما يخدم تكاملية العمل وتكاتف الجهود وتنسيق الأداء ومراكمة الإنجاز على قرارات تستهدف خدمة التعاون الإعلامي العربي وتعزيز دوره في القضايا العربية والإسلامية، لاسيما في ظل ما نشهده من ثورة في عالم المعلومات ونهضة في قطاع تكنولوجيا الاتصال وعولمةٍ إعلاميةٍ، الأمر الذي يتطلب منّا مواكبة هذا التغيّر والتطوّر المتسارع لنمكّن أدوات الإعلام والاتصال في العالم العربي من دورها المطلوب.
وحول القضية الفلسطينية، قال المبيضين: "فلسطين ستبقى روح العروبة وريحانها، وقضيتنا الأم وركيزة أساسية في مسار العروبة وقضاياها، ومحور تعاوننا الإعلامي في قضايا نناقشها، وتتربع في البند الأول والأولوية الأبرز من جدول أعمالنا وتصب في مجملها بخدمة هذه القضية العادلة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإبراز معاناته، التي تعكسها الأحداث المأساوية وغير المسبوقة في قطاع غزّة، والتي اتخذت القمة العربية في دورتها الـ33، قراراتٍ تؤكد ثوابت الموقف العربي حيالها ونصرة أهلها".
وأضاف: "لقد أرسل الأردن للأهل في فلسطين القمح والدواء، وأقام ثلاثة مستشفيات ميدانيةٍ في الضفة الغربية وقطاع غزّة، وتوسعنا في إرسال المساعدات الإنسانية بكل الطرق، وتكاملنا بدعم من أشقائنا وأصدقائنا لنقدم نموذجاً في إرسال المساعدات الإنسانية عبر الإنزالات الجوية، كما استقبلنا أطفالًا من غزة في مركز الحسين للسرطان، في جهد تجاه أشقائنا وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني ومتابعة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد".
وحول أهمية الدورة الحالية لمجلس وزراء الإعلام العرب، قال إن التحديات العظيمة التي تشهدها المنطقة العربية والتي تواجه قضاياها الرئيسة، والتغيّرات المتسارعة في منظومة الإعلام وتزايد قدرته وتأثيره في إبراز الحقائق والتصدي للتضليل وتعميق الوعي وتحصين الفكر والنشء، تجعل من دورة مجلس وزراء الإعلام العرب في هذا العام ذات أهميةٍ خاصة، ومعوّل عليها في اتخاذ قرارات وإقرار استراتيجياتٍ من شأنها تعزيز التعاون الإعلامي العربي المشترك من جهة، "وما يحقق ذلك في بوتقة خدمة قضايا دولنا وتطلعات شعوبنا نحو كل ما يصون هويتها ويحفظ حقوقها ويبرز دورها الإنساني على الساحة الدولي ويوضّح أي تزييفٍ لكل حقيقةٍ أو مبدأٍ يتصل بصورة أمتنا العربية والإسلامية، هويةً، ديناً وثقافةً".
كما أشار المبيضين إلى أهمية الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب التي أقرتها القمة العربية الأخيرة في المنامة، إضافة إلى البنود المهمة المدرجة على جدول أعمال اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب الحالي مثل: خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، والخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة، وميثاق الشرف الإعلامي العربي، مؤكدًا أن هذه القضايا تجعل الدورة الحالية لمجلسنا أمام متطلبٍ لكثير من الجهد وتكثيف العمل المشترك وتسريع وتيرته لتحقيق ما نصبو إليه جميعا في المجال الإعلامي العربي.
وكان وزير الاتصال الحكومي استهل كلامه بتهنئة مملكة البحرين بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم قائلًا: "في ظل دورتنا الرابعة والخمسين في المنامة، أهنئ مملكة البحرين، قيادةً حكيمةً وحكومةً رشيدةً وشعباً شقيقاً، بنجاح استضافة القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين، وأيضاً بمناسبة احتفالات البحرين باليوبيل الفضي لتولي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله مقاليد الحكم، ولا يفوتني أن أهنئ البحرين بجهودها وهي تحتضن عاصمة الإعلام العربي في دورتها الحالية".
يشار إلى أن الوفد الأردني المشارك في أعمال الدورة ترأسه وزير الاتصال الحكومي وضم المستشار الإعلامي في المندوبية الدائمة للمملكة لدى جامعة الدول العربية الدكتور علاء الزيود، الذي مثّل الأردن في اجتماعات اللجنة الدائمة للإعلام العربي التي حضرت لجدول أعمال اجتماع وزراء الإعلام العرب.