جراءة نيوز - الدكتورة مرام بني مصطفى تكتب ..
التقاعد هو تخلي الفرد إجباريا أو اختياريا عن عمل كان يقوم به طوال سنوات عمره بالتالي يتحول مصدر الدخل عنده من الراتب الشهري الثابت إلى معاش التقاعد.
لذا يعد التقاعد سواء كان إجباريا أو اختياريا ظاهرة اجتماعية معقدة يترتب عليها آثار نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية تمس حياة الفرد وأسرته ومجتمعه، فقد يؤدي عدم التكيف مع التقاعد إلى شعور بالعجز والعزلة الاجتماعية، خصوصا إذا شعر بعدم جدوى في حياته، وافتقد قيمة المثابرة والإنجاز، وبالتالي سوف يؤدي ذلك إلى شعوره بالإحباط والعصبية والقلق المستمر.
التقاعد هو تخلي الفرد عن العمل سواء كان عند الرجال او النساء و يشير إلى ترك العمل بشكل دائم عند بلوغ سن معين أو عند تحقيق شروط محددة. يهدف التقاعد إلى منح الفرصة للأفراد للاسترخاء والاستمتاع بالحياة بعد سنوات العمل الطويلة. في العديد من البلدان، تكون هناك أنظمة خاصة للتقاعد تعتمد على العمر والمسار المهني للفرد، وتكون هذه الأنظمة مدعومة بالمعاشات أو الإعانات المالية لضمان استمرارية دخل الفرد بعد التقاعد.
دور الأسرة
إن كثيرا مما يحتاجه الفرد المتقاعد هو العيش في وسط أسري يوفر له الاطمئنان النفسي ويساعده على تلبية حاجاته النفسية والبيولوجية، وكذلك التغلب على مظاهر القصور البدني والعقلي.
ومما يبعث على الارتياح، أن الأسر العربية ما زالت متمسكة بتعاليمها الدينية وتقاليدها الاجتماعية التي تعد واجبا وتنظر لمن يسيء معاملة المتقدمين بالسن نظرة عدم الرضا وعدم القبول.
فعلى الأسرة مراعاة التعامل مع المتغيرات العقلية والبدنية والانفعالية، بحيث يتحقق للمتقاعد وذويه الرضا والسعادة وأشعارهم بقيمتهم وأهميتهم وبمكانتهم الكبيرة .
ومما يجدر التأكيد عليه في معامله المتقاعد إشراكه بالآتي:
- البدايه بعمل جديد أو عمل مشروع خاص.
- النشاطات الاجتماعية والمشاركات العائلية والاجتماعية .
- التطوع ومساعدة المحتاجين
.
- زيارة دور العبادة والأماكن المقدسة.
- ممارسة الهوايات أو السفر.
- قراءة الكتب والاستماع إلى الندوات الأدبية.
- الاستمتاع مع الابناء والاحفاد وباقي افراد العائلة .
ولا بد من الإشارة إلى أن منظمة الأمم المتحدة أقرت عددا من المبادئ المتعلقة بالمتقدمين في السن، وهي مبدأ الاستقلال ومبدأ المشاركة ومبدأ تحقيق الذات ومبدأ الكرامة.
وترى الأمم المتحدة وجوب العمل على مشاركة متقدمي السن، وذلك بمراعاة إبقائهم مندمجين في المجتمع، وإتاحة الفرصة لهم لخدمة المجتمع في أعمال تناسب اهتماماتهم وقدراتهم لأنهم يمتلكون من الخبرة والحكمة والصبر ما يكفي ونفرح بمشاركتهم للتفاصيل الكبيرة والصغيرة لان لديهم المعرفة والخبرات الطويلة المليئة بالتجارب الواسعه ولديهم الرغبة في مساعدة الاخرين والمواساة والتشجيع والدعم المعنوي والروح المرحه .
الدكتورة مرام بني مصطفى
الاستشارية النفسية والتربوية