قال الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، إن الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا على اليمن، لن تحول دون استمرار إطلاق جماعة أنصار الله الحوثي للصواريخ، كما أنها لن توقف نشاطها في البحر الأحمر.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية ضد أهداف لجماعة الحوثي باليمن في وقت مبكر من فجر اليوم الجمعة، وقال مسؤول أميركي للجزيرة إن الضربات استهدفت مواقع رادار ومنصات مسيّرات وصواريخ ومواقع رصد ساحلية، مشيرا إلى أن العملية انتهت، "ولكن نحتفظ بحق الرد إذا تواصلت التهديدات".
وأرجع الدويري في تحليل للجزيرة ذلك إلى طبيعة الجغرافيا المعقدة في اليمن، واتساع مساحتها بشكل يخدم الحوثيين، مشيرا في هذا السياق إلى الهجمات التي استمرت لأشهر من السعودية والإمارات واستهدفت مواقع للحوثيين في اليمن، لكنها في النهاية لم تمنع استمرار إطلاقهم الصواريخ والمسيّرات.
وأوضح أن المواقع التي استهدفتها أميركا وبريطانيا كانت مطارات ونقاط إطلاق صواريخ، واستهدفت بشكل واضح إلحاق ضرر كبير بنقاط القوة لجماعة الحوثي وتحجيم قدراتها، وهو الأمر الذي يمكن أن يتحقق لكنه لن يمنع استمرار هجمات الحوثيين.
اليد الطولى لأميركا
وأشار إلى أن مشاركة بريطانيا كانت من خلال 4 طائرات وإطلاق صواريخ جو أرض، بينما كانت اليد الطولى للولايات المتحدة من خلال إطلاق صواريخ توماهوك أكثر صواريخ العالم تطورا، التي يزيد وزنها عن طن ونصف الطن، وتحمل رأس حربة تزن 420 كيلوغراما.
وأضاف بأن هذه الصواريخ تعمل بالجي بي إس ويمكن أن تصل إلى مداها بسرعة 880 كيلومترا في الساعة، وتطير على ارتفاع مداه ما بين 15 إلى 100 متر، وأُطلقت من خلال غواصة ومدمرة وطائرات حربية انطلقت من على حاملة الطائرات آيزنهاور.
لكن الخبير العسكري يرى أن هذه الهجمات لن توقف نشاط الحوثيين، مشيرا إلى أنهم أعلنوا إخلاء تلك المواقع من الأسلحة، وهو أمر متوقع -حسب تقديره- بعد استيعابها رسالة الإنذار البريطانية التي سبقت الاستهداف بنحو 48 ساعة.
وحول قدرات الحوثي، أشار الدويري إلى امتلاكها صواريخ بر بحر (عاصف 2)، و(المندب 2)، إضافة للصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والزوارق الحربية السريعة المفخخة.
وفي سياق الحديث عن الوضع في غزة، أوضح الخبير العسكري أنه خلال الـ36 ساعة الماضية لا يوجد فارق كبير في تطور المعركة، لكن النشاط الذي زاد معدله هي عمليات الاستطلاع عبر طائرات الدرون، وبدء استخدام طائرات هجومية بدل القناصة في الشمال.