بعد ما يزيد عن ربع قرن على اغلاق طريق جرش في منطقة الجعيدية وتحويل السير بشكل كلي الى طريق بديل، عادت الحركة المرورية لتدب في هذا الجزء من الشريان الحيوي بمنطقة "الانزلاق"، الواقعة على أول الطريق عند التوجه من العاصمة الى محافظات الشمال.
حيث افتتح وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس ماهر أبو السمن اليوم الطريق أمام حركة السير إيذانا بانتهاء العمل في هذا الجزء من الطريق الذي كان قد اغلق عدة مرات منذ العام 1992، عقب موسم أمطار استثنائي، تسبب بحدوث انزلاق كبير في الشارع والتلال المحاذية له، ليتم تحويل السير بشكل كامل الى طريق بديل منذ العام 2013 حفاظا على سلامة مستخدمي الطريق.
منطقة الجعيدية واحدة من سبعة مواقع على طريق عمان-جرش صنفتها وزارة الأشغال كبؤر ساخنة تعاني من الانزلاق والانهيارات نظرا لطبيعة الطبقات الصخرية على طول الطريق.
وقد شهدت "الجعيدية" في تلك الفترة ثلاثة انزلاقات رئيسية، امتد الأول منها على مسافة 200 متر، والانزلاق الثاني على مسافة 100 متر تقريباً بمحاذاة الطريق من الجهة الشرقية، والانزلاق الثالث بالقرب من جسر سلحوب.
وشمل مشروع معالجة انزلاق الجعيدية، ازالة الكتل الصخرية المنهارة واعادة تشكيل المنطقة على شكل بسطات واعادة انشاء الطريق ضمن المنطقة المتضررة،
وتطلبت معالجة الانزلاقات إزالة كتلة الانزلاق بالكامل وتشكيل المنطقة العلوية لجوانب الطريق على شكل مصاطب بما يوفر ميول قطع آمنه وبما يزيل الاحساس بالخطر.
حيث تم تنفيذ أعمال حفريات عامة لمناطق الانزلاق وانهائها وفق استشارات فنية وهندسية من خبراء في هذا المجال وبعد دراسات علمية ومخبرية تراعي الطبيعة الطبوغرافية والجيولوجية للمنطقة.
كما تم إعادة إنشاء طبقات الطريق في المناطق المتضررة نتيجة الانزلاق وتنفيذ أعمال جدران حجرية وتخطيط الطرق والعاكسات والإشارات وجميع الأعمال اللازمة لمعالجة مناطق الانزلاق وتعزيزه بعناصر السلامة العامة والعديد من الأعمال اللازمة وفق أعلى المعايير الهندسية المتبعة عالميًا.
كما افتتح أبو السمن اليوم مشروع اعادة تأهيل طريق النعيمة-بلعما في المنطقة الممتدة من جسر الشيخ مكازي أخو ارشيدة في منطقة رحاب وحتى جسر النعيمة.
ووجه أبو السمن المعنيين في الوزارة الى عدم استلام المشروع من المقاول بشكل نهائي الا بعد استكمال الاعمال الفرعية على جانب الطريق والمتعلقة بمجاري تصريف المياه.
وشملت الأعمال بالمشروع أعمال إعادة إنشاء الطريق ليصبح بأربعة مسارب مفصولة بجزيرة وسطية، حيث تضمن العمل تنفيذ الاعمال الترابية (القطع والردم) وتنفيذ طبقات الفرشيات واعمال الخلطات الاسفلتية (طبقة سطحية +رابطة) ،أعمال المنشآت المائية من عبارات (صندوقية وانبوبية) وأعمال حماية المنحدرات وتنفيذ اعمال السلامة المرورية (اللوحات الارشادية والتحذيرية، تخطيط الشوارع ،العواكس الأرضية) بالإضافة الى اعمال الانارة للطريق وأعمال التحويلات المرورية اللازمة، وفق أعلى المعايير الهندسية المتبعة عالميًا.
وكان أبو السمن قد تفقد موقع الحادث الأليم الذي وقع يوم الأربعاء الماضي على طريق جرش "نزول سلحوب" والذي وقع نتيجة انزلاق حافلة كانت تقل طلبة جامعة العلوم والتكنولوجيا.
وعبر أبو السمن عن أسفه لفقدان عدد من الطلبة نتيجة الحادث المؤسف الذي نتج عن انزلاق حافلة لتجاوز سائقها السرعة المقررة، داعيا السائقين الى الالتزام بالشواخص الارشادية والتحذيرية والسرعات المقررة وبقواعد القيادة الآمنة.