وسط حالة من الغضب الشعبي وفقدان الثقة، يواجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملات من السياسيين ووسائل الإعلام تُحمّله مسؤولية كل تبعات هجوم حماس، رغم أن الحرب لم تضع أوزارها بعد.
ويعتقد محللون ونواب في الكنيست الإسرائيلي أن نتنياهو يريد الإفلات من تحمل المسؤولية عن نتائج الحرب الحالية ويحاول مسبقاً خلط الأوراق.
فقد قالت هيئة البث الإسرائيلية هذا الأسبوع إن نتنياهو يريد تشكيل لجنة تحقيق حكومية، وليست رئاسية أو مستقلة، بشأن نتائج هجوم حماس وحرب غزة.
وأضافت أن رئيس الوزراء يريد تشكيل لجنة تحقيق حكومية تظل صلاحياتها تحت إدارة الحكومة للتحقيق في نتائج هجوم حماس، مشيرة إلى أن نتنياهو يهدف من هذا إلى إبقاء كل صلاحيات اللجنة في يده.
فيما يعتقد مراقبون أن نتنياهو يخشى النتائج، لهذا يريد أن تكون اللجنة "على مقاسه".
وأثار المقترح غضب أعضاء في الائتلاف الحكومي، حيث شعر مختلف الأحزاب بالصدمة إزاء خططه واعتبروه "لا يدرك حجم الحادث والضرر الذي لحق بثقة الجمهور".
لكن حزب الليكود، قال إن نتنياهو "مشغول الآن فقط بالقتال من أجل النصر".
غضب في إسرائيل
بدورها، قالت عايدة توما، عضو الكنيست الإسرائيلي، إن هناك حالة غضب ضد رئيس الوزراء "فهو رئيس الحكومة ومن يتحمل المسؤولية عن أداء حكومته وأداء مؤسسات الدولة، بما في ذلك أداء الجيش" يوم السابع من أكتوبر، مشيرة إلى أن الغضب كبير داخل المجتمع الإسرائيلي.
وأكدت توما أن هناك مطالبات جديّة بتحمل نتنياهو مسؤولية ما حصل، بالإضافة إلى مطالبته بمغادرة الحلبة السياسية، لافتة إلى أن الأيام القادمة هي التي ستحكم على مصير رئيس الوزراء بشكل أكبر.
من جهته، يرى عضو الكنيست الإسرائيلي عبد الله أبو معروف أن الأمور ما زالت غامضة بشأن مستقبل نتنياهو. لكنه اعتبر أن مستقبله متعلق بحرب غزة.
وشدد أبو معروف على أن نتنياهو كرئيس حكومة هو المسؤول الأول والأخير عما جرى ويجري الآن من إخفاقات، سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو حتى العسكري.
فقد الثقة
وعن ثقة الإسرائيليين، قال المحلل السياسي المصري سمير غطاس إن نتنياهو فقد نحو 50% من أصوات الإسرائيليين الذين كانوا يؤيدونه قبل هذه الحرب، وإنه المسؤول عن تشكيل هذه الحكومة اليمينة الدينية المتطرفة.
يشار إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لاحقت نتنياهو ونجله يومي الأربعاء والخميس، حيث التقطت صورا له على شواطئ ميامي الأميركية في الوقت الذي ينتشر فيه الجيش على جبهات القتال.
بعد ذلك، فجرت القناة 13 في هيئة البث الإسرائيلية قصة جديدة، حيث كشفت عن أن رئيس الوزراء وزوجته انتقلا للإقامة في منزل ملياردير أميركي في مدينة القدس، وأخذا معهما الطباخ الحكومي لإعداد الطعام لهما هناك، وهو ما اعتبرته مخالفة قانونية.
كما سبقت ذلك دعوات من سياسيين إسرائيليين لنتنياهو بإعلان تحمل مسؤوليته عمّا حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية الأسبوع الماضي إن ثلاثة وزراء يفكرون في الاستقالة لإجبار نتنياهو على إعلان تحمله مسؤوليته على غرار ما فعله رئيس هيئة أركان الجيش، الذي قال في خطاب أمام الجنود إنه يتحمل المسؤولية، وكذلك فعل رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك).