نشرت صحيفة "رأي اليوم" والتي تصدر في لندن، تحليلًا قبل أيام عن حادثة النائب عماد العدوان وتوقيفه من قبل الاحتلال الاسرائيلي بتهمة تهريب اسلحة.
وجاء فيه، ما قاله وزير العمل الأسبق الدكتور معن قطامين في مقطع فيديو ما أسماه "بمكيدة" تعرض لها إبن الاردن البار عضو البرلمان المحامي عماد العدوان .
وتحدث الوزير قطامين عن تقديرات معلوماتية لديه لم يوضحها الى ما وصفه بمكيدة وأمر دبر بالليل .
لكن قطامين لم يقدم تفصيلات فيما تتبلور معطيات معلوماتية على رواية مختلفة وقصة أخرى خصوصا بين زملاء النائب العدوان المقربين لما حصل معه عندما إعتقلته السلطات الاسرائيلية وداهمت سيارته لتتحدث عن ضبط كمية كبيرة من الأسلحة ومن الذهب دون اظهار التفاصيل.
يطرح النواب الذين منعهم رئيسهم أحمد الصفدي ملاحظات على شكل ثغرات في المسألة فيما يمكن ترسيمه كرواية اخرى للحدث الذي اشعل فتيل أزمة جديدة بين الاردن و (إسرائيل) واقلق الرأي العام في الاردن .
أبرز تلك الملاحظات ما يتعلق بكيفية تورط نائب متعلم ومثقف وقانوني بنقل كمية كبيرة من الاسلحة والذهب وفقا للمزاعم الاسرائيلية رغم علمه المسبق بوجود ثلاثة مرافق لوجستية الكترونية للتفتيش ما بين بوابة العبور الاردنية والبوابة الاسرائيلية الثالثة على جسر اللنبي، حيث تدعي (اسرائيل) انها ضبطت النائب ومرافقين وكمية التهريب.
يقول مقربون من النائب العدوان ان ذلك المشهد سينمائي وغير معقول .
لكن الملاحظة الثانية المهمة هي الآلية التي حملت تلك الشحنة فجمارك (إسرائيل) تحدثت عن 3 حقائب في بيانها الاول .
في الاولى 100 كيلوا غرام من الذهب وفي الثانية نحو 160 مسدسا من طراز جلوك وفي الثالثة مسدس بندقية بفوهة طويلة وبعدد 37 قطعة .
تلك كمية او شحنة من المستحيل حملها والعبور بها مهربة بسيارة واحدة وحسب النظرية البديلة لا يوجد مهرب عاقل بصرف النظر عن دوافعه يمكنه ان يمضي قدما بشحنة بهذه الكمية والوزن عبر معبر رسمي للبضائع والركاب .
في السيناريو البديل ثغرات في الرواية الاسرائيلية فجمارك الاحتلال تحدثت عن كمية ذهب كبيرة وفي بيانها الثاني عند التحقيق مع العدوان عبر جهاز الشاباك تصريح (اسرائيلي) لا يشير لكمية ذهب .
تلك ثغرات في الرواية الاسرائيلية أنتجت عشرات التساؤلات وخلقت انطباعا مبكرا بان حلقة ما مفقودة في المسالة لكن مصدر برلماني مقرب من العدوان نفسه تحدث عن "مخبر ما سري" في جنوب فلسطين له دور غامض في كل القضية وفي استدراج النائب العدوان بكمين محكم .
والقرائن على هذا السيناريو متعددة حيث خلافا للعادة لم يبلغ الصهاينة على المعبر السلطات الامنية بالمعلومات او الاخبارية التي لديهم مما شكل مسالة مريبة في استدراج عضو البرلمان الاردني ومرافقيه .
والانطباع تشكل مسبقا بان الجانب الصهيوني يعرف بزيارة النائب وان الشحنة المقصودة قد لا تكون موجودة اصلا في سيارته خلافا لان السلاح المعروض في الفيديو باعتباره مهرب مع النائب الاردني وبفوهة بندقية طويلة غير معروف لدى الاردنيين والخبراء حتى في التهريب يقولون بان هذا الصنف لم يسبق له ان تواجد شرق الاردن لا برخصة ولا بدونها .
فوق ذلك اللون الواحد اللافت للنظر لكمية مسدسات الجلوك التي تم ضبطها لم يسبق لخبراء المسدسات الاردنية ان تعاملوا معها فجميع القطع هنا من لون واحد واصناف المسدسات بنوعيها لم يعثر عليها سابقا في السوق المحلية الاردنية لا بل لا يعرفها الخبراء.
يرجح الإستنتاج هنا إلى وجود شبهة الاستدراج المقصود وهو ما المح له الوزير القطامين علنا بمعنى ان جهة ما برمجت وخدعت وضللت النائب الاردني وان المخبر الغامض له صلة بهذه العملية وان الثغرات في الرواية الاسرائيلية مرصودة .
ويبقى بالتالي الهدف إسرائيليا وهو على الارجح توفير مساحة لإبتزاز الاردن والضغط عليه بسبب عدة اعتبارات اهمها وقف الاجتماعات التنسيقية الشهر الماضي بقرار اردني والحملة التي يشنها الاردن في المجتمع الدولي على حكومة اليمين الصهيونية اضافة الى قرار وزير الخارجية أيمن الصفدي بعدم الرد على اي اتصال (اسرائيلي) طوال شهر .
رأي اليوم