لم تكن شراكتها الاستراتيجية مع غوغل العالمية البداية الأولى لشركة ريبليت الأردنية، الرائدة في مجال البرمجة والذكاء الاصطناعي، حيث يتجاوز عدد مستخدميها الـ 20 مليون شخص حول العالم وتلقيها عروضا للاستحواذ بصفقات وصلت المليار دولار.
وأكد المؤسس والمدير التنفيذي لشركة ريبليت Replit أمجد مسعد، أن البرنامج المملوك للشركة معروف عالميا ويستخدم من جميع أنحاء العالم، مع وجود أكثر من 20 مليون مستخدم مسجّل؛ من مبرمجين، فنانين، طلاب، وعلماء، بحسب المملكة.
شركة غوغل العالمية، أنشأت الأسبوع الماضي، شراكة استراتيجية مع شركة ريبلت لدمج نماذج الذكاء الاصطناعي من غوغل مع برنامج (Ghostwriter)، الذي يدعم جهود المبرمجين لبناء برامجهم وتطبيقاتهم، حيث ينافس هذا التطبيق كل منGitHub المملوك من شركة مايكروسوفت العالمية، وتطبيق ChatGPT للذكاء الاصطناعي المملوكة لشركة OpenAi .
- شراكة مع غوغل -
وحول الصفقة مع غوغل، قال مسعد "كنا من أوائل الشركات التي بدأت بالذكاء الاصطناعي، وأطلقنا تطبيق (Ghostwriter) العام الماضي، وكنا من أوائل الشركات الناشئة التي عملت عبر الذكاء الاصطناعي مما لفت انتباه غوغل، وأحبوا أن يدمجوا قواهم معنا".
وأضاف أن "الأمر الذي جعل غوغل تعقد صفقة مع ريبلت، هو محاولتنا تخيل البرمجة بطريقة أخرى عبر الذكاء الاصطناعي"، مؤكدا أن "أسواقا جديدة ستفتح أمام الشركة بعد هذه الصفقة، لأن غوغل ستوزع Replit عن طريق google cloud".
وعن مزايا الشركة، قال مسعد إن الطريقة التي بني بها البرنامج مختلف تماما عن بقية التطبيقات بالأدوات البرمجية، ففي العادة تبنى أدوات البرمجة بشكل متعب وممل، ولكن في ريبلت يكون سهلاً وممتعا، بل يمكن أن تقوم بالبرمجة عبر الهاتف المحمول، وأصبح لدى الشركة تطبيق على أنظمة (iOS & Android) يساعد على البرمجة وتعلمها.
"البرنامج يساعد الناس على تعلّم البرمجة بكل سهولة، وكان ناجحا للمدرسين مع طلبتهم والشركات مع موظفيهم"، وفق مسعد، الذي أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سيغير شكل البرمجة وسيساعد المبرمج على كتابة جزء من الـ "كود" والعثور على الأخطاء أثناء البرمجة.
وأضاف أن الشركة تعمل مع الحكومة للمساهمة في إدخال الذكاء الاصطناعي للأردن وجعل البرمجة متاحة للجميع، قائلا "يجب أن يكون الأردن في المرتبة الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربي في البرمجة للمنافسة على مستوى عالمي".
"رفضنا" الاستحواذ
وكشف مسعد عن رفضه والشركاء، صفقات الاستحواذ على الشركة لأكثر من 100 عرض وصل أعلاها مليار دولار، "لإيمانهم أن الشركة ستصبح كبيرة جداً ومهمة في العالم".
وقال "قد نفكر بالاستحواذ، إذا كان سيطور العمل والمواقع والبرمجة بشكل أفضل وأبسط، أما الناحية المادية، فليست أولوية".
- ريبلت كفكرة -
وأوضح مسعد، أن تبسيط فكرة البرمجة وجعلها أكثر سلاسة بدأت في عام 2008، في مرحلة دراسته الجامعية عند دراسته علم الحاسوب في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، موضحا أنه "كان في كل مرة يتعلم لغة برمجة جديدة والعمل على تحميل تطبيقات جديدة لساعات وأيام".
"في ذلك الوقت، كان هناك الكثير من التطبيقات عبر متصفحات الإنترنت مثل yellow Facebook وgoogle docs، وخطرت لي فكرة +لماذا لا أبني صفحة يمكنني البرمجة من خلالها مباشرة بدلاً من ضياع ساعات وسعات تحميل تطبيقات+"، وفق مسعد.
وأشار المهندس الأردني أن الفكرة استغرقت منه قرابة العامين حتى نجحت وكانت من أوائل الأفكار في البرمجة عبر المتصفح.
قال مسعد إن فكرة شركة (ريبلت Replit) بدأت منذ عام 2016، واستغرقَت الكثير من الوقت لحين تهيئة الظروف المناسبة لإطلاقها، مبيناً أنه حاول بناء الشركة في الأردن، لكن "لم يكن موفقا من ناحية الدعم المادي واضطر للسفر إلى الولايات المتحدة للعمل وإطلاق الفكرة".
وأشار إلى أنه عمل مع أخيه فارس وزوجته هيا عودة على الفكرة لعدة سنوات، ودخلوا معا في عام 2018 في برنامج للشركات الناشئة وبدأت الشركة تكبر وتنجح بطريقة متسارعة.
"فكرتنا هي جعل البرمجة لا تتعلق فقط بدراستها عبر 4 سنوات، بل جعل الجميع يعرف كيفية استخدامها، والشركة تتيح لمستخدميها البرمجة من خلال المتصفح بدون الحاجة لأجهزة أو تطبيقات برمجية متخصصة"، وفق مسعد.
وأكد أن "الكثير من الشركات العاملة في هذا المجال في الولايات المتحدة أنشئت عن طريق هذه التكنولوجيا".