ارتبط شهر رمضان في أذهاننا منذ الصغر بعدة أشياء منها مدفع الإفطار و"الإمساكية" التي تنتشر بكثرة مع بداية الشهر لكريم كأحد الأدوات المهمة التي يعتمد عليها الصائمون في تنظيم أوقاتهم، بحسب مواقيت الصلاة، طوال الشهر الكريم.
وتتضمن الإمساكية تقسيم أيام شهر الصيام، ومواعيد الصلوات الخمس، ووقت الإفطار ووقت الإمساك لكل يوم.
لكن ما قصة هذه الإمساكية ومتى ظهرت؟ وكيف كان شكلها في القدم؟
ويقول الباحث في التاريخ الإسلامي الدكتور أحمد عادل إن الإمساكية ظهرت لأول مرة في عصر محمد علي باشا (الذي حكم مصر ما بين عامي 1805 إلى 1848)، وتحديدا عام 1846 ميلادية، لترتيب أوقات الصلاة والصيام وطلوع الشمس وغروبها بشكل منظم، وفقا للتقويم الهجري.
ويوضح أن الإمساكية كانت مكونة من صفحة واحدة، أعلاها صورة محمد علي، وإلى جانبها نص يقول: "أول يوم رمضان الإثنين، ويرى هلاله في الجنوب ظاهرا كثير النور قليل الارتفاع".
وعن مدفع الإفطار، يضيف الباحث المصري أنه بجانب الإمساكية فقد استورد محمد علي مجموعة من المدافع، أحدها من ألمانيا، ونصبه فوق قلعته، ليطلق قذيفة وقت السحور وأخرى وقت الإفطار؛ ومنذ ذلك الحين أصبحت إمساكية رمضان والمدفع من أهم مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم.
ويشير إلى أن الخديوي إسماعيل (الذي حكم مصر من 1863 إلى 1879) قام بعد ذلك بتعديل شكل الإمساكية في عهده، وأدخل التقويم الميلادي إلى جانب الهجري؛ كما قام باقتناء مدفع آخر أطلق عليه مدفع "الحاجة فاطمة"، نسبة إلى ابنته فاطمة ابنة إسماعيل، التي تبرعت فيما بعد بأرضها لإنشاء الجامعة المصرية أو "جامعة القاهرة" حاليا.
وفق الباحث المصري فقد أخذت مدافع الإفطار في الانتشار، ووصل عددها في بداية القرن العشرين إلى 5 مدافع، كان منها اثنان في القلعة، واثنان في حي العباسية، وواحد في حي مصر الجديدة.
ويقول إنه ومنذ ذلك الحين أصبحت الامساكية ومدفع رمضان من مظاهر الشهر المبارك.