أثار إعلان عن فرصة عمل معد للشطائر مخصصة للإماراتيين في سلسلة مطاعم للوجبات السريعة في الدولة، جدلا واسعا وردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أعاد النقاش عن التباين في تقييم بعض المهن.
وتداول رواد منصة تويتر بالإمارات، إعلانا وظيفيا، يعرض فرصة عمل للمواطنين في وظيفة "تحضير الساندوتشات لدى شركة الأطعمة "صب واي"، في إطار دعمها لما أسمته "جهود الدولة لتوطين الوظائف".
وتزداد إعلانات الوظائف الموجهة للمواطنين تحديدا، إذ تفرض دولة الإمارات على الشركات التي تضم 50 عاملا ماهرا وأكثر تعيين 2 بالمئة على الأقل من الإماراتيين، وإلا تتعرض المنشأة لغرامات ضخمة وعقوبات بداية من 2023.
وتسعى الشركات إلى الإسراع في توظيف المواطنين قبل موعد تطبيق الغرامة، في حين تسعى شركات أخرى للتهرب من خلال "التوطين الصوري"، وتوظيف مواطنين بأعمال إشرافية عن بعد، من خلال عقود عمل بأجور زهيدة، دون مطالبتهم بالحضور أو ممارسة الوظيفة فعليا، حسبما رصدت "الإمارات اليوم" المحلية.
وخلف عرض العمل ردودا وتعليقات واسعة، بين من انتقد الوظيفة اليدوية وعدَّها "إهانة غير مقبولة" للمواطنين، وبين رافضي تحقيرها، الذين اعتبروا أن الكثيرين في حاجة ماسة إليها.
عضو المجلس الوطني الاتحادي السابق، حمد بن حارث قال في تدوينة: "قلة الوظائف الإدارية والمالية والفنية ليصل الأمر إلى "محضر سندويشات..آه يا زمن!".
وأضاف في تغريدة أخرى: "ربما يكون من المقبول بعد عقود من الزمن أن يوافق مواطن ما على وظيفة متواضعة تعلن عنها شركة ما.. لكن إعلان حول توطين "محضر سندويشات" إهانة، ولا يتفق أبدا مع مقولة "الشغل مب عيب".
وتوالت الردود المنتقدة للإعلان ولسياسة توطين الوظائف، وقالت مدونة أخرى: "هذا هو التوطين اللي تريدونه، أبناء البلاد بعد التعب والجهد والدراسة، لا يجدون إلا وظيفه محضر سندوتشات والله عيب".
وعلق مغرد آخر، لو كان هذا الإعلان في الدول الفقيرة لتفهمنا وقلنا "الشغل ليس عيبا"، ولكننا في دولة تنفق على دول أخرى بالتريليونات، مضيفا: "يجب توطين العقول قبل توطين الوظائف".
بالمقابل، ذهب معلقون آخرون إلى رفض الانتقادات الموجهة لعرض العمل، معتبرين ألا عيب أو إهانة في العمل بمجال تحضير الساندويتشات أو في أي مهنة أخرى كريمة.
في هذا الجانب، قالت إحدى المعلقات، إن على المواطنين تغيير تفكيرهم قليلا، وأنه ليس هناك أي عيب في الاشتغال في هذه الوظيفة، مشيرة إلى أن هناك أشخاصا في حاجة إلى الوظيفة.
وبعد الردود الغاضبة الواسعة التي أثارها الإعلان، سحبت الشركة الإعلان، ونشرت بيانا تعتذر فيه عن "خطأ مطبعي حوّل إعلان وظيفي لإماراتيين إلى "وظيفة محضّر سندوتشات"، بحسب ما نقله موقع "مصدر".
وأضاف الموقع ذاته أن شركة مجموعة كمال جمجوم، اعتذرت في بيان رسمي لها، "عن إعلان لمسمى وظيفي غير مناسب ناشئ عن خطأ فني ومطبعي من سوء الترجمة لإحدى شركات التسويق والذي أدى إلى لبس غير مقصود".
وأورد الموقع: أن المجموعة "قامت بسحب الإعلان ومحاسبة الشركة المعلنة وتؤكد أنها ملتزمة بجميع توجهات الدولة في دعمها للمواطنين وتوفير وظائف مهارية مناسبة لهم في شتى علاماتها التجارية على مستوى الدولة".
وتعرف مجموعة كمال عثمان جمجوم، التي تأسست عام 1987 نفسها بأنها "مالكة لعلامات تجارية رائدة ومستقلة، فضلا عن كونها شريكا موثوقا لوكالات عالمية على المدى الطويل"
وطبقا لموقع الشركة، فقد بدأت المجموعة في قطاع التجزئة كوكيل لأول علاماتها التجارية وهي "ذي بودي شوب" في جدة، المملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك الحين ، تطورت المجموعة لتضم توكيلات متنوعة لشركات أميركية وأوروبية.
وتعرض الشركة على موقعها إعلانا آخرا لتوظيف المواطنين في مهنة "موظف مبيعات".
وتواصل موقع "الحرة" مع الشركة للحصول على تعليق، ولم يصل رد لحين موعد النشر.
"دعم كل المشاريع" الخبير الاجتماعي، عبد الله الشحي، يقول إن موضوع الإعلان، أثار تعليقات كثيرة على وسائط التواصل الاجتماعي بالإمارات، مشيرا إلى أن بعضها كان "مثيرا للإحباط" وبعضها الآخر إيجابيا وتضمن انتقادات بناءة.
ويورد الخبير الإماراتي في تصريح لموقع "الحرة" أن بعض المواطنين لا يتقبلون مثل هذه المهن، ولكن مع الوقت تتغير هذه الأمور، مشيرا أنه إلى وقت غير بعيد كان من العيب أن يشتغل مواطن في قطاعات إصلاح السيارات والكهرباء والنجارة، واليوم هناك شباب أطلقوا مشاريع ناجحة في هذه المجالات، بحسب قوله.
ويضيف الشحي، أن الأهم هو أن يشتغل الإنسان في أي مهنة خدمة لوطنه ولنفسه، موضحا أن "المجال المهني اليوم واسع، ويمكن للشخص أن ينشئ له مشروع خاص في أي مجال كان، والدولة تدعم المشاريع الفردية".
ويلفت المتحدث ذاته، أن الموضوع يحتاج إلى وقت حتى يعرف البعض صعوبات الحياة، مشيرا إلى أنه ينبغي دعم المشاريع في كل المجالات، وأن يختار كل مواطن الأعمال والمشاريع التي يريدها.
ويطرح الخبير الإماراتي، فكرة إعداد وتدريب الشباب في عدد من القطاعات والمجالات المهنية، وبعدها دعمهم ومواكبتهم من أجل إطلاق مشاريعهم الخاصة لإدارتها، من أجل تفادي مثل هذه النقاشات.
"ملياردير في المطبخ" من جانبه، نشر رجل الأعمال الإماراتي، خلف بن أحمد الحبتور، فيديو ترامنا مع النقاش المثار، تحدث فيه عن قصة ابنه محمد الذي أنهى دراسته بأميركا وعاد إلى الامارات، ظانا أنه سيحصل منصب رفيع في الفندق الذي يملكه وغيرها من الامتيازات.
لكن، بحسب الحبتور: "طلبت منه أولا، العمل في المطبخ وغسل الصحون ثم حمالا للأمتعة، لمدة سنة ونصف، لتعلم قواعد الشغل".
وتابع الملياردير الإماراتي، إذا أردت أن تعطيه وظيفة رفيعة بالشركة، ينبغي أن يفهم العمل، وأن يثبت أحقيته بعمله وليس بالاسم.
"وظائف مهارية" من جانبها، أكدت وزارة الموارد البشرية والتوطين في الإمارات، أن قرار مجلس الوزراء الصادر في مايو 2022 والمتعلق برفع نسبة 2 % من المواطنين العاملين في شركات القطاع الخاص التي تضم 50 موظفا فأكثر معني بالوظائف المهارية.
وأوضحت الوزارة في تغريدة عبر حسابها على تويتر، أنها تراقب عن كثب الإجراءات التي تتبعها الشركات في ما يتعلق بالتوطين، ونوعية الوظائف التي يتم طرحها، بحسب وكالة الأنباء الرسمية
وشددت الوزارة على أهمية أن "يستهدف التوطين الوظائف المهارية من أجل تحقيق مستهدفات التوطين وتفاديا للغرامات المقرر تطبيقها ابتداء من يناير 2023 في حق الشركات غير الملتزمة"
سيناتور امريكي: يجب على الولايات المتحدة أن "تسحق اقتصادات" تلك الدول التي ستحاول إعتقال "نتنياهو"
كنائس فلسطين تدعو إلى اقتصار فعاليات عيد الميلاد المجيد على الشعائر الدينية
اخترق مؤسسات وباع بياناتها .. مصر تقبض على "هاكر" خطير
إيلون ماسك: أمريكا تتجه بسرعة كبيرة نحو الإفلاس
توجيه صادر عن وزير الاشغال العامة والاسكان المهندس ماهر أبو السمن
تفاصيل الإتفاق "المتحمل" بين "إسرائيل" ولبنان لوقف إطلاق النار .. هدنة لـ60 يومًا
بالاسماء - دول تعلن نيتها إعتقال "نتنياهو" في هذه الحالة!
بعد تدريبات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان .. كورويا الشمالية تحذر!
