احتشد قادة وملوك من أنحاء العالم في لندن، الاثنين، بعدما تمت دعوتهم لتوديع الملكة إليزابيث الثانية، لكن آخرين لم تتم دعوتهم، في حين فضل بعض القادة عدم الحضور وأرسلوا من ينوب عنهم، وفق موقع تايم.
وقالت وكالة أسوشيتيد برس إنه تمت دعوة حوالي 500 رئيس دولة وأفراد من العائلات المالكة وكبار الشخصيات الأجنبية الأخرى، ومن بينهم الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي وصل هو وزوجته جيل إلى وستمنستر آبي، لحضور الجنازة الرسمية للملكة الراحلة.
وتلعب العلاقات الدبلوماسية والرأي العام دورا في استبعاد بعض الشخصيات، وفق تايم. وتشير إلى أنه لم تتم دعوة ممثلين من روسيا وبيلاروس بسبب غزو أوكرانيا، لذلك لم يحضر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وهو ما أثار انتقادات موسكو التي قالت على لسان وزارة الخارجية إنه تصرف "غير أخلاقي".
وحسب رويترز، لم تتم دعوة زعماء ميانمار (بورما)، بسبب الحملة القمعية التي شنها الجيش ضد المعارضين وإطاحته حكومة منتخبة ديمقراطيا.
وتقول "بي بي سي" إنه طُلب من كوريا الشمالية وإيران ونيكاراغوا إرسال سفراء، لكن لم توجه دعوة مماثلة إلى سوريا وفنزويلا وأفغانستان. وتقول سيندي ماكريري، محاضرة التاريخ في جامعة سيدني المتخصصة في الملكية والاستعمار، إن المملكة المتحدة ليست لديها علاقات دبلوماسية كاملة مع أفغانستان.
وهناك بعض قادة الدول الذين تمت دعوتهم لكنهم اختاروا عدم الذهاب بأنفسهم، مثل الرئيس الصيني، شي جينبينغ، الذي أرسل نائبه، وانغ كيشان، وهو ما أثار انتقادات أعضاء محافظين في البرلمان البريطاني تم منعهم من دخول الصين بعد أن فرضت لندن عقوبات على أربعة مسؤولين صينيين بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في شينجيانغ.
ولم يحضر البابا فرانسيس، الذي التقى بالملكة في عام 2014، الجنازة رغم دعوته وأرسل ممثلا عنه.
وكذلك لم يحضر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي. وكان مودي قد ألقى خطابا قبيل وفاة الملكة دعا فيه الهند إلى التخلي عن علاقاتها الاستعمارية.
وذكر مصدر لرويترز أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تلقى دعوة، لكنه توقع أن يرسل ممثلا عنه.
وكانت دعوة ولي العهد السعودي قد أثارت انتقادات جماعات حقوقية تتهمه بالتورط في مقتل الصحفي، جمال خاشقجي.
ومثَّل السعودية في الجنازة حفيد الملك فهد، الأمير تركي بن محمد آل سعود، وهو وزير دولة وعضو في مجلس الوزراء منذ عام 2018.
وتشير ماكريري، محاضرة التاريخ، إلى عامل آخر يحدد من تتم دعوتهم هو " التكلفة" لأن العائلة المالكة لا تريد أن يُنظر إليها على أنها "مسرفة" بزيادة عدد الحضور.
والقدرة الاستيعابية أيضا عامل مهم، فمساحة وستمنستر آبي تتسع فقط لحوالي 2000 شخص، لذلك يتم تحديد أولوية الحضور.
ولهذا السبب، تعتقد أنه لم تتم دعوة رؤساء الولايات المتحدة السابقين، مثل دونالد ترامب وباراك أوباما، على أن يحضروا حفلا تذكاريا، يوم الأربعاء، في واشنطن.