آخر الأخبار
  الملك وبايدن يبحثان هاتفيا المستجدات الخطيرة في غزة   مسؤول إسرائيلي ينتقد هاريس حول تصريحاتها عن غزة: "فوجئنا بتغير نبرتها"   أسيرة إسرائيلية سابقة نادمة لأنها لم تقتل نتنياهو   لازريني: اكتشاف فيروس شلل الأطفال في غزة تطور خطير في رحلة البؤس التي لا تنتهي   أمسية مميزة بصوت هبة طوجي والموسيقار أسامة الرحباني على الساحة الرئيسية في جرش   جوقة سراج والفرقة الجورجية يبهران جمهور جرش في الساحة الرئيسية   وزيرة الثقافة الأردنية تفتتح جناح السفارات في مهرجان جرش الثقافي 2024 وتشيد بجناح المملكة العربية السعودية   مهرجان جرش يفتتح برنامجه الثقافي باستعادة إرث محمود درويش   افتتاح البرنامج الثقافي لاتحاد الكتاب والادباء الاردنيين في مهرجان جرش"38".   كم يبلغ عدد متقاعدي الضمان الاجتماعي في الأردن؟   إدارج موقع أم الجمال الأثري على لائحة التراث العالمي   "الأمانة" تطرح عطاء مشروع عمان مدينة ذكية الحزمة الأولى   قطر تسلم الأردن 7 مقطورات لإرسالها إلى غزة   أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وحارة نسبيا غدا   النجار تشيد بمشاركة سفارات الدول العربية في مهرجان جرش   انطلاق فعاليات بشاير جرش للمواهب الشابة بنسخته 11   حضور جماهيري قوي يعزز فعاليات مهرجان جرش في يومه الثاني..صور   ترامب: إذا اغتالتني إيران .. يجب محوها عن وجه الأرض   "الاحتلال" يكشف تفاصيل تحريره لخمس جثث من مواطنيه بخانيونس   ترمب يُطالب بإنهاء الحرب على غزة بسرعة

ثنائية الفقر والبطالة في الطفيلة دلالات ومضامين تدق ناقوس الخطر

{clean_title}
.

بقلم الدكتور المهندس هيثم احمد المعابرة. 

نشرت دائرة الإحصاءات العامة التقرير الفصلي لمعدل البطالة في الأردن حيث بلغ معدل البطالة في الأردن خلال الربع الثاني من العام الحالي 22.6%
 واحتلت محافظة الطفيلة أعلى معدل للبطالة في المملكة، بنسبة بلغت 27.0% وبالتالي فان ما ينجم عن هذه النسبة كثير من التبعات والنتائج غير المشجعة على محافظة الطفيلة خاصة بزيادة عدد جيوب الفقر والمتعطلين عن العمل بين حملة الشهادات الجامعية ومادونها ويؤثر سلبا على حركة السوق والأمن الإجتماعي .

كل ذلك يعطي اهمية بالغة وكبيرة لوضع النقاط على الحروف والمباشرة فورا باجراءات حاسمة وسريعة على اعلى المستويات لتلمس هذا التراجع السلبي والكبير في محافظة الطفيلة بعد التقرير الأخير والشروع بوضع الخطط الناجعة والبرامج والمشاريع الحقيقية في مختلف المجالات التي تتواكب مع الاحتياجات الفعلية للمحافظة بعيدا عن الشعارات والدراسات التسويفية. 

محافظة الطفيلة تزخر بالكثير من الموارد الطبيعية كالغابات و والمناطق الخضراء المنتشرة في كافة أرجاء المحافظةوالسياحية 
كحمامات عفرا وقلعة الطفيلة والحسا والسلع ومحمية ضانا الطبيعية ووادي فينان ومقامات الصحابة بالإضافة إلى الأراضي الزراعية المختلفة والخامات المعدنية كالفوسفات والأسمنت والنحاس والمنغنيز والصخر الزيتي بالإضافة إلى الكثير من مشاريع الطاقة المتجددة التي تحتاج إلى تفعيل شامل لدورها في خدمة المجتمع المحلي ومع كل هذة الثروات وتعيش المحافظة تحت واقع الفقر والبطالة والهجرة وغياب العدالة في توزيع مكتسبات التنمية والمشاريع ذات الفائدة والتي يمكن أن تساهم في تخفيض معدلات البطالة وتحسين الحياة المعيشية لأبناء المحافظة. 

محافظة الطفيلة بحاجة الى نظرة خاصة في مجال الخطط التنموية والمشاريع الاقتصادية وجذب الاستثمارات في كافة المجالات بما يحقق زيادة نسب النمو الاقتصادي وتشغيل الايدي العاملة والمحافظة على استدامة الموارد بطريقة متوازنة ويجب ان يكون هناك تناغم وملامسة حقيقية لمشاريع الجهات المعنية بمكافحة جيوب الفقر من خلال ادراج محافظة الطفيلة بمشاريع تنموية واقتصادية واجتماعية وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص بصورة فاعلة وشفافة للمساهمة في تنفيذ المشاريع التي تساهم في رفع نسبة دخل المواطنيين وتخفيض نسبة البطالة بعمل منظم ومدروس وعملي وخلق جو استثماري جاذب قادر على تحفيز الاستثمارات المحلية واستقطاب الاستثمارات الاجنبية المشغلة للأيدي العاملة ودعم وتشجيع التعاون الفعلي مع القطاع الخاص بتوفير الكثير من الحوافز التشجعية كالاعفاءات الضريبية والجمركية وتسهيل الإجراءات لإقامة المشاريع التنموية والاقتصادية والصناعيه والزراعية وتوفير خدمات البنى التحتية خاصة في المناطق خارج التنظيم وتوفير مصادر تمويل طويلة الأمد للمشاريع المختلف ودعم الدولة للشركات الناشئة وريادة الأعمال والمشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة لتمكين الشباب وصغار المستثمرين .

مع أهمية تفعيل الاستراتيجية الوطنية للتشغيل ضمن أهداف واجندات وبرامج محددة لتنمية المحافظة وضرورة التركيز على ثقافة التدريب المهني واستبادل التخصصات الأكاديمية الراكدة بتخصصات مهنية مقابل توفير أجور لخريجي تلك التخصصات المهنية بحيث تكون جاذبة ومجدية والتي تأتي ضمن الرؤى الملكية المستقبلية لجلالة الملك وولي عهده الأمين. 

بالإضافة إلى التوسع في إقامة المدن الصناعية إذا ماعلمنا أن مدينة الطفيلة الصناعية التي لازالت منذ سنوات طويلة تعاني من البطء الشديد في عمليات البناء والتفعيل والتسويق حيث من المفروض حال تشغيلها أن تستقطب المدينة الصناعية الجديدة حوالي 110 شركات بحجم استثمار 300 مليون دينار وتوظيف حوالي 4300 شاب وفتاة  

محافظة الطفيلة تحتاج إلى الكثير من العناية والدعم والإهتمام الخاص وتسهيل إجراءات تسجيل وترخيص المشاريع الاستثمارية التي تؤدي تعزيز التنوع الاقتصادي وتنشيط حركة التجارة وتحسين المناخ الاقتصادي الذي لن يأتي الا بتقديم كافة أشكال الدعم للقطاع الخاص ليكون قويا فاعلا ويقوم بدورة الحيوي في خدمة المجتمع المحلي كما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في مختلف اللقاءات الاقتصادية. 

على الجهات الحكومية المعنية القيام بمزيد من الاجراءات الدعائية والتسويقية للتعريف بالمناخ والمزايا الاقتصادية والاستثمارية والموارد المختلفة في محافظة الطفيلة وبشكل مستدام عبر تأسيس مؤسسات تسويقية متخصصة بمشاركة مع القطاع لتسويق المحافظة محليا وعربيا وعالميا .

وبالختام لقد دق تقرير دائرة الإحصاءات العامة الأخير ناقوس الخطر وأعطى دلالات ومضامين واضحة المعالم أن المحافظة أصبحت تعاني الأمرين في مختلف القطاعات وبات شبابها يرزخ تحت وطأة الفقر والبطالة بشكل غير مسبوق مما يستوجب من الجميع التكاتف والعمل الجاد والجماعي والدؤوب من النواب ومجلس المحافظة والبلديات ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام والقطاع الخاص وكافة الجهات ذات العلاقة للعمل سويا لإيجاد الحلول والخطط والبرامج والمبادرات الناجعة لحل مشاكل الفقر والبطالة وتحسين البيئة الاستثمارية والاقتصادية والاجتماعية وعرضها على الجهات الحكومية لنستطيع جميعا النهوض بمحافظة الطفيلة الهاشمية وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وحياة فضلى للمواطنين كافة مجسدين روح الانتماء والمواطنة الصالحة والمصلحة الوطنية العليا فوق أي اعتبار آخر