كشفت الحقوقية والمحامية، مديرة مركز "حياة" لحماية وتمكين النساء، زينب الغنيمي، تفاصيل جديدة بشأن قضية فتاتي عائلة الطويل في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أثارت قضية الفتاتين جدلاً كبيراً في قطاع غزة، بعد تدول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لوالدهما، يشير فيه إلى أن ابنتيه غادرتا المنزل ولا يعرف المكان الذي تتواجدان فيه.
وتقول الحقوقية الغنيمي في تصريحات صحفية: إن الفتاتين تبلغان من العمر (23 و22 عاماً) إحداهما تدرس في كلية الحقوق، والأخرى، آداب لغة إنجليزية، مشيرة إلى أن لديهما وعيا بشكل جيد جداً، وأنهما قادرتان على اتخاذ قرارهما، وتستطيعان العيش بمسؤولية كاملة عن نفسيهما.
وقالت الغنيمي: "الفتاتان كانتا على خلاف مع والدهم، حيث كان يقوم بحبسهما وتقييد حريتهما، وحسب ما أعلنت إحداهما فإنه ولعدة مرات قام بالتشكيك بسلوكياتهما، رغم أنه تحدث في مقطع الفيديو بأن ابنتيه رائعتان وشريفتان".
وأضافت: هو بالأصل يقوم بحبسهما وتقييد حريتهما، وحسب أقوال إحدى بناته، فقد تم حبسهما (35 يوماً) قبل أن يصلوا إلينا بأسبوعين، مشيرة إلى أنه "من الواضح أنه معتاد على هذا السلوك".
وزادت: "توجهت الفتاتان إلى مكتبنا بإرادتهما، وذلك بعد (24 ساعة) من خروجهما من منزلهما، حيث مكثتا عند صديقة لهما في هذه الفترة، بعدما كانتا على خلاف مع والدهما".
وتابعت مديرة مركز "حياة" لحماية وتمكين النساء: "سبق وأن نشرت إحدى الفتاتين مقطع فيديو أوضحت من خلاله، أنهما خرجتا من المنزل بإرادتهما، وأنهما لم يُختطفا".
وأشارت الغنيمي إلى أنه "بدورنا كبيت حماية تم استقبالهما عندما توجهتا إلينا ظهر الاثنين الماضي، وبحسب قوانين وقواعد العمل في مركز حياة يتم إخبار الشرطة بعد مجيء أي سيدة أو فتاة، لضمان حمايتها وعدم إثارة أي بلبة أو إساءة لها".
وتابعت: "وبناءً على ذلك أبلغنا الشرطة، وحاولت الشرطة فهم الموضوع في منطقة سكنهم في محافظة رفح، وباليوم التالي توجه إلينا كل من مدير الشرطة المجتمعية، د. وئام مطر، ومدير شرطة محافظة رفح، رياض القاضي، ووكيل وزارة التنمية الاجتماعية، د. غازي حمد، وتمت مناقشة الموضوع والاستماع إلى الفتاتين وشكواهما، وكان من الواضح عدم ارتياحهما في الحديث، وبحاجة إلى وقت لأخذ قرارهما بحرية ودون ضغط، وبقيتا في المركز".
وقالت الغنيمي: "الفتاتان قالتا إنهما سيشعران بالأمان لو جاء شقيق والدهما يوسف الطويل، وبالفعل قدم إلى المركز، يوم الثلاثاء، برفقة زوجته ومختار العائلة وبعض الشخصيات الحكومية، وتم النقاش بينهم بشكل خاص إلى أن توصلت الفتاتان إلى خيار ترغبان فيه الخروج مع عمهم، وبدورنا لا نستطيع منعهما أو إجبارهما على البقاء".
وأكدت الغنيمي أنها تواصلت صباح اليوم مع عم الفتاتين، يوسف الطويل، للاطمئنان عليهما، "وأخبرني بأن الأمور جيدة ولا يوجد أي مشكلة حيث تشعران بالأمان".
وقالت: إن الأنباء بشأن أن إحدى الفتيات مريضة نفسياً عارية عن الصحة تماماً، حيث إنها في كامل وعيها، مشددة على أننا أساساً نحن في عملنا لا نستطيع أن نستقبل أيا من النساء يكون عندها مرض نفسي أو إعاقة".
وأكد "أننا في مركز حياة نُقيم نفسياً أي حالة تدخل إلى المركز"، لافتة إلى أن الفتاتين بالأصل والدهما يسافر بشكل دائم، و"عايشين حياتهم ومدبرين أمورهم".
وفيما يتعلق بالأنباء التي تحدثت عن أنهما كانتا تتواصلان مع مؤسسة إسرائيلية، أكدت الغنيمي، أن "هذا غير صحيح إطلاقاً، وهذه الأنباء إساءة كبيرة لهما واتهام خطير".
وأضافت: "فقط عمهم كان بالأردن، وإحداهما وتحديداً المحامية كان لديها عدم ممانعة للأردن وكانت تفكر بزيارة عمها ليس أكثر، والفتاتان لم يتحدثا عن رغبتهما بالسفر أو بالهروب إطلاقا، وقالتا إن أمنيتهما كانت الدراسة في الخارج فقط"٠
وزادت: "والدهما سامحه الله من تحدث عن هذه القصة ومن المستغرب أن يتحدث عن ابنتيه بهذه الطريقة".
وعن وضعهما في الوقت الحالي، قالت الغنيمي: إن "مبنى العائلة من عدة طوابق، ووفق ما فهمته من عمهما أن الفتاتين كانتا مساءً مع والدهما وقد زارهما في شقة عمهما، وكانتا مرتاحتين ولا توجد أية مشاكل حسب أقوال العم والأمور طيبة".
وأكدت أنه حسب الاتفاق مع عمهما، فإنه تم التأكيد على ضرورة الراحة لمدة ثلاثة أيام، ونحن سنبقى على تواصل ومتابعة معهم، مشيرة إلى أن "ثقة البنات في عمهما ورغبتهما بالخروج معه هي التي عززت رغبتنا بأن نقتنع أن يخرجا معه".
وفيما يتعلق بالسيناريو المقبل لحياة الفتاتين، قالت الغنيمي: "إنهما تعيشان بأمان وعمهما يشرف على كل تفاصيل حياتهما وهذه هي رغبتهما"، مشددة على أنه وعد بتلبية كل ما تحتاجانه.