نشرت مؤسسة دارة الملك عبدالعزيز السعودية وثيقة تاريخية تكشف واقعة حصلت عام 1926 ميلادية لحاجين فقدا ملابسهما فشكا الأمر إلى أمير العلا، الذي قبض على السارقين، ونكل بهم، ورفع الأمر إلى مكة المكرمة ليحكم الشرع في المسألة.
وتدل الحادثة التي أوردتها صحيفة "أم القرى" في عددها رقم 71 لعام 1344 هـ/ 1926م، على استتباب الأمن في ربوع الجزيرة العربية، وتحقق العدالة، برغم قلة الإمكانات في تلك الفترة.
وتكشف الوثيقة عن ورود برقية من أمير العلا تفيد بأن اثنين من الحجاج عابري سبيل، قد فقدا ملابسهما في منطقة العلا شمال المملكة العربية السعودية، وذلك حينما ناما وتركا بجانبهما ما يحملانه من أمتعة، إلا أنهما فوجئا باختفائها عقب استيقاظهما.
وعلى الفور أبلغ الحاجان الأمر إلى أمير العلا، الذي بدوره أمر بالقبض على المشتبه فيهم، وبعث من يقص أثر السارقين، وحينما تحقق لديه أمر الفاعلين، أمر أن يساق جميع ما يملكونه من الإبل إلى بيت المال، وكانت 60 ناقة، فرد على أصحابها منها 8 ناقات، وأرسل البقية إلى مكة؛ وذلك نكالاً بالسارقين.
وعندما وصلت النياق إلى مكة، ونظر في القضية بالحكمة اللازمة، أخذ منها 4 نياق، وردت البقية إلى أصحابها، وذلك بعد أن ردت الثياب المسروقة لأصحابها.
وتوثق الحادثة التي حدثت قبل نحو 100 عام، بدايات تطبيق النظام الأمني على طرق الحج في غرب السعودية، وذلك على الرغم من قلة الإمكانات المتاحة، كما تحمل دلالة تحقق العدالة، ومعاقبة السارقين على قدر فعلهم، والنظر في القضية بالحكمة اللازمة.