يمثل الحضور الجماهيري في مباريات كأس العالم 2022، المقرر إقامتها أواخر العام الحالي في قطر، لغزا كبيرا حتى الآن.
صحيفة "جارديان" البريطانية أعدت تقريرا مطولا قالت فيه إن هناك عدد كبير من الأسئلة التي تحتاج لإجابات دقيقة، مع تبقي أقل من 6 أشهر فقط على الحدث الكروي المرتقب.
وحسب المصدر، فإن السؤال الأكثر جدلا والذي لا يحظى بإجابات قاطعة حتى الآن، يتعلق بعدد المشجعين المفترض حضورهم في المباريات.
واستشهدت الصحيفة بعدد التذاكر التي أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بيعها حتى الآن، والتي لم تتجاوز الـ800 ألف تذكرة فقط من أصل 3.1 مليون تذكرة متاحة لكافة المباريات.
الصحيفة أشارت إلى وجود العديد من الصعوبات في سبيل اقتناء الجماهير للتذاكر، أبرزها الحصول على تصريح حكومي لتسهيل دخول قطر.
وشدد على أنه: "لا يمكن حجز تذكرة الطيران نفسها إلى الدوحة، قبل الحصول على هذا التصريح، المعروف باسم بطاقة هيّا. بعدها ستحتاج للعثور على مكان مناسب للإقامة".
المصدر لفت إلى أن: "الجماهير التي اقتنت التذاكر حتى الآن، وجدت صعوبات جمة للحصول على أماكن إقامة بأسعار مناسبة، علاوة على أن سعر كابينة قرية المشجعين يقدر سعرها بـ200 دولار أمريكي في الليلة الواحدة، أمام الشقق الجاهزة تصل لـ1000 دولار كاملة في اليوم الواحد".
وطالبت الصحيفة بضرورة إعادة النظر في هذه الأسعار، خلال الفترة المقبلة لتسهيل توافد الجماهير إلى قطر، ومتابعة المباريات من قلب الحدث.
وحسب المصدر، فإن التقارير الواردة من فرنسا مثلا تؤكد أن عدد جماهير حامل اللقب سيقل عن ربع ما كانوا عليه في مونديال روسيا.
أغلى مونديال في التاريخ؟ وحسب الجارديان فإن التوقعات تشير إلى أن مونديال قطر سيكون أغلى بطولة كأس عالم على مر التاريخ، بالنسبة لأسعار تذاكر المباريات.
واستعادت الصحيفة ذكريات مونديال روسيا قبل 4 سنوات، الذي شهد بيع 2.5 مليون تذكرة وسجل رقما مذهلا آنذاك.
وقال في هذا الصدد إن "تكلفة كل مشجع لحضور 3 مباريات لفريقه المفضل في دور المجموعات بمونديال قطر، ستبلغ نحو 2770 يورو، مقابل 1000 ألف فقط لنفس المدة في نسخة روسيا".
رونان إيفين الرئيس التنفيذي لمجموعة "FSE" الخاصة بتقديم قروض واستثمارات تجارية، يعتقد أن الفيفا مع قطر، يرغبان في إبعاد الجماهير عن هذا الحدث الضخم.
وأضاف في تصريحات للصحيفة: "نحن نعاني من نقص حاد في المعلومات بشأن أسعار إقامة الجماهير وتصريح الدخول وكل ما يتعلق بتكلفة حضور المباريات".
وتسائل: "هل الفيفا مع قطر يرغبان في حرمان الجماهير من الحضور في المباريات؟".
ومن المرجح أن يعلن الفيفا عن نتائج الشريحة الثانية من عملية بيع التذاكر، في أواخر الشهر الحالي.
ثقة قطرية كبيرة في المقابل، مازالت اللجنة القطرية العليا للمشاريع والإرث، والمسؤولة عن تنظيم البطولة، واثقة بدرجة كبيرة من تنظيم حدث يجذب الاهتمام العالمي.
وقال متحدث باسم اللجنة حسب الصحيفة: "نتوقع أن نرحب بأكثر من مليون زائر طوال مدة البطولة. ستوفر قطر نحو 130 ألف غرفة. تسير قطر على الطريق الصحيح لضمان أن يتمكن عشاق كرة القدم من جميع أنحاء العالم من الحضور".
وأتم في هذا الصدد: "سيتمكن المشجعون من الاستمتاع بالمتاحف والأسواق التقليدية الرائدة عالميا في قطر، وتناول الطعام التقليدي والاستفادة القصوى من الشواطئ والقيام بالمغامرات المثيرة في الصحراء".