أثار المتحور الجديد لفيروس كورونا، الذي اُكتشف مؤخراً في جنوب أفريقيا قلقاً واسعاً حول العالم.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها أطلقت اسم "أوميكرون"، مؤكدة أنه مثير للقلق وينتشر بسرعة في مقاطعات عدة بجنوب أفريقيا.
واتخذت عدة دول حول العالم إجراءات وقائية لحماية نفسها من المتغير الجديد بينها حظر السفر من جنوب إفريقيا، وليسوتو، وبوتسوانا، وزيمبابوي، وموزمبيق، وناميبيا، وإسواتين، ومالاوي لمنع انتقال المتغير بشكل لا يمكن السيطرة عليه وإتاحة الفرصة للعلماء لدراسته لفهمه.
ويحتوي المتحور الجديد على أكثر من 30 طفرة في جزء من الفيروس يسمى "بروتين سبايك"، وهو هيكل يستخدمه الفيروس التاجي لدخول الخلايا التي يهاجمها.
ويستعرض التقرير التالي رأي علماء الفيروسات وعلماء الأوبئة الإيطاليين في المتغير الجنوب أفريقي المثير للقلق.
قالت ستيفانيا سالماسو، عضو الجمعية الإيطالية لعلم الأوبئة التي أدارت لفترة طويلة المركز الوطني لعلم الأوبئة والمراقبة وتعزيز الصحة التابع للمعهد العالي للصحة في إيطاليا"ISS": "ما زلنا نعرف القليل عن هذا المتحور، وبالتالي لا أعرف حتى مقدار ما يجب أن نقلق بشأنه".
وفي مقابلة لموقع "فان بيدج" الإيطالي، شددت على أنه "نظراً لوجود العديد من الطفرات، فهناك احتمال كبير بأنه قد يفلت من الأجسام المضادة التي يسببها التطعيم".
أما ماتيو بازيتي، مدير عيادة الأمراض المعدية في عيادة سان مارتينو الشاملة في مدينة جنوة الإيطالية فقال: "إنه فيروس معزول في أفريقيا، ولا سيما في بوتسوانا وجنوب أفريقيا، التي خضعت للعديد من الطفرات في كل من التركيب الرئيسي للفيروس وبروتين سبايك".
وأضاف: "لا أريد أن أقلق الناس بسبب المتغير الجديد، ولكن في الوقت الحالي، ليس لدينا بيانات معينة، في الواقع يبدو أنه أقل استجابة للقاح، ولكن يجب القول إن المتغيرات وُلدت في بلدان لم يتم تطعيمها، لذلك في حالة البلاد التي تم تلقيحها، فلن تكون هذه الحالة الطارئة موجودة، وسيكون كل شيء على ما يرام".
وتابع: "يبدو أن المتغير الجديد هو تطور لسلالة "دلتا"، والحقيقة الإيجابية هي أنه يبدو من السهل جداً العثور عليه فقط من خلال اختبار PCR البسيط، وليس التسلسل الجيني".
وأجاب على سؤال "هل يجب أن نشعر بالرعب؟، قائلاً: "لا أعتقد، نحن بحاجة إلى الاستمرار في توخي اليقظة والحذر".
من جانبه، أوضح فرانشيسكو فايا، مدير الصحة في معهد "Spallanzani" بالعاصمة الإيطالية روما أن الرسالة التي يجب أن نرسلها هي أننا نولي اهتماماً، ونلاحظ، وندرس، ثم نتحقق من الإجراءات لمكافحة هذا المتحوّر الجديد".
كما أوضح خبراء من المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها "Ecdc" في أحدث تقرير أسبوعي عن التهديدات الصحية المتعلقة بالأمراض المعدية أن البيانات الأولية تظهر أن السلالة الجديدة من فيروس سارس كوف 2 يمكن أن تكون أكثر عدوى من سابقاتها وتهرب من اللقاحات المضادة للفيروس المستخدمة حالياً، ولكن في الوقت الحالي لا توجد تغييرات في شدة العدوى المتولدة.