أفادت دراسة أجرتها جامعة ولاية كارولاينا الشمالية، أن الذاكرة العاملة هي أحد الأسباب الرئيسية لقدرة الأزواج على حل خلافاتهم.
والذاكرة العاملة هي القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات في محور الاهتمام خلال فترة قصيرة، ووجد البحث، أن الأزواج الذين لديهم ذاكرة عاملة أفضل، لديهم القدرة على تذكر ما يقولونه لبعضهم بدقة أكبر خصوصا خلال حدوث مشكلات عائلية وهذا يساعدهم بشكل كبير في حل مشاكلهم مع مرور الوقت، بحسب مجلة "سيانتيفيك أميريكان".
لهذا تعد الذاكرة العاملة العامل المعرفي الرئيسي الذي يؤثر بشكل مباشر على جودة تواصل الأزواج مع بعضهم البعض.
وشارك 101 زوج في الدراسة من الذين تزوجوا لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وفحص العلماء سعة الذاكرة العاملة لدى المشاركين، وما إن كان أحد الزوجين منتبه لما يقوله الآخر.
وأحد الاختبارات التي تم استخدامها تعود للباحث بيكر وزملاؤه ويدعى "operation span"، حيث كان يجب حل مشكلات حسابية تظهر على الشاشة وبعد إيجاد الحل لكل مسألة تظهر رسالة ثم بعد حل عدة مسائل يطلب من الشخص تذكر الرسائل التي قدمت له بالترتيب.
وفي اختبار آخر شارك الأزواج في مناقشات حل المشكلات العائلية، حيث حدد كل زوج مشكلة يمكن حلها من خلال التغييرات في سلوك شريكه، وناقشوا المشكلة لمدة ثماني دقائق ثم ذهب كل منهم إلى غرف منفصلة وسجلوا محاولتين في تذكر أقوال بعضهما البعض. أخيرًا، بعد أربعة أو ثمانية أشهر، تم إرسال استبيانات عبر البريد الإلكتروني إلى الأزواج والتي طلبت منهم تقييم مدى شدة المشاكل مرة أخرى.
أظهر الأزواج الذين يملكون قدرة أعلى على التذكر (الذاكرة العاملة) انخفاض في شدة الخلافات، علاوة على ذلك كانوا الأكثر دقة في تذكر مناقشات بعضهم البعض. بالإضافة إلى ذلك وجد الباحثون عوامل أخرى أثرت على حل المشكلات منها القدرة على اهتمام الأزواج بشكل أفضل ببعضهم البعض عند مناقشة المشاكل والاستماع إلى الآخر.
وذكرت المجلة، أن النزاعات الزوجية هي جزء من العلاقة وربما يساعد هذا البحث الجديد بإيجاد الأسس المعرفية لتسوية الخلافات وبذلك يساهم في حلها والتركيز على الأشياء الأهم في العلاقة.