محمد محيسن - رئيس تحرير وكالة جراءة نيوز يكتب ..
لن تخفف الورود التي ابتاعها اردنيين في شوارع عمان حجم الضغط التي يعانيه البسطاء، الذي لا يعرفون من الورود الا الحنون والببونج ، واذا تطور الامر لديهم فان صورة "سلفي" بجانب ووردة جورية تفكيهم.
البسطاء في القرى والمخيمات وازقة وحواري المدن الكبيرة الغارقة في اللامبالاة والفقر ، لم يعرفوا قبل تطور وسائل الاتصال الاجتماعي "السوشل ميديا" عن عيد الحب او "فالنتاين " ، فالحب لديهم يختصر بالاستقرار والحياة الكريمة والقليل من تامين متطلبات الحياة.
في الحقيقة، لا يمكن فهم هذا التهافت ، على شراء الرودة الحمراء والاحتفاء بالعيد الا محاولة بائسة لينسى البعض همومة المتراكمة، والتي غالبا ما تبدأ قبل انتهاء يوم العيد .
فقراء يلتهون بوردة ، هذا هو ابسط تعبير يمكن ان تطلقة على بعض الشاباب الذين جمعوا جزءا من مدخراتهم ، لشراء هدية حمراء ، لينسى بعضهم حقيقة ما يعانية ذويهم من عوز وفقر ومعناة تتفاقم كل ساعة حد الاختناق.
لا نريد ان نتهم احد، الا ان الحكومات وبعض وسائل الاعلام المتحالفه ضمنا معها، تحاول التركيز على عيد "الفلنتاين" وكأنه عيد وطني ، وهي وسيلة غربية للاغراق وتناسي الواقع المر.
ولكن الحقيقة لتي يصعب تغطيتها بورد تشير بكل وضوح ان والواقع يسير باتجاه معاكس، لما يحاولون تزينة ، او تجاهله او حتى القفز عليه.
بالامس القريب تهافت الكثير من الناس على محطات الوقود فقط لتوفير خمسة دنانير ، وقبل ذلك تهافت الناس على روابط دعم الخبز ، اما الاكثر ايلاما وقسوة من كل الذي مضى هو طوابير المتعطلين عن العمل والذين يمكن الهائهم اليوم بوردة ولكن غدا قد يجبرون على افعال مناقضة تماما لمفهوم الحب ، عنما لا يجدون الخبز .
هناك دراسات اجتماعية وسايكولوجية ظهرت في الغرب عن النتائج الكارثية للبطالة خصوصا حين تؤدي الى العزلة، وعندما نقراء عن ضحايا البطالة والعزلة نشعر بالفزع، فالبطالة سبب مباشر لتصاعد وتيرة الجريمة ومجال حيوي لاستثمار العنف والارهاب وهي ايضا المادة الخام التي تنسج شرورا كثيرة ، اكثرها وضوحا ما نشاهده حاليا من جرائم لم نكن نسمع عنها قبل انتشار عيد "الفلنتاين " ..