آخر الأخبار
  الشوبكي: تخفيض ملموس متوقع على أسعار الديزل وبنزين 95 في الأردن   قرار صادر عن "وزير الصحة" لتسريع حل المشاكل الفنية والطبية في المستشفيات الاردنية   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي بوفاة العضايلة   "البوتاس العربية" توقع اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد مع "يارا" النرويجية لتوريد البوتاس للأسواق العالمية   مكافآت وحوافز من أمانة عمّان- تفاصيل   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة   بيان صادر عن عشائر النعيمات بخصوص اللاعب يزن النعيمات   إصابة 4 بحالات إختناق في الاغوار الشمالية .. مصدر طبي يكشف عن حالتهم الصحية!   هل سيسلم بشار الاسد للسلطات السورية الجديدة؟ السفير الروسي في بغداد يجيب ..   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   أكثر مدن العالم اكتظاظاً بالسكان في 2025   سوريا تسعى لاستعادة بريقها السياحي   حسان وابوالسمن يتفقدان بدء أعمال البنية التحتية في عمرة   تحويلات مرورية في الشميساني لتنفيذ شبكات تصريف الأمطار   البلبيسي لامناء عامي الوزارات: هكذا نقدم أفضل الخدمات للمواطنين   الحكومة: العام المقبل سيكون نقطة تحول بعلاقات المملكة التجارية مع أميركا   أمانة عمان تباشر أعمال تعبيد بمساحة 500 ألف متر مربع   الحملة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية توزعان وجبات ساخنة في شمال وجنوب غزة   الحكم السويدي لم يعتذر وصفحة المنشور لا تمت له بصلة   رمزي المعايطة مديرا عاما لهيئة تنشيط السياحة

بالتفاصيل .. اليكم اسباب "التطرف الجوي" على بلاد الشام هذا العام

{clean_title}
تميز موسم 2018/2019 بتطرفه الكبير في شدة السحب الرعدية الماطرة والسيول التي حدثت بالفعل في مختلف المناطق خلفت خسائر بالأرواح والممتلكات كما انتشرت السيول على مساحة جغرافية واسعة شملت غالبية المشرق العربي (بلاد الشام والجزيرة العربية).

ويسلط هذا التقرير الضوء على أهم الأسباب وراء ذلك التطرف في أجواء هذا الموسم مقارنة مع الأعوام القليلة الماضية.

التغيرات المناخية وانماط الغلاف الجوي

يتبع الغلاف الجوي والمحيطات على حد سواء، دورات طبيعية تمتد بين 5 الى 30 عام، يعمل على فرز أنماط جوية محددة في النصف الشمالي من العالم، وفي هذا العام، يلاحظ تطور ظاهرة النينو وتعني ارتفاع في حرارة سطح المياه الاستوائية في المحيط الهادي، وتؤثر في بعض السنوات على حرارة سطح المياه في المحيط الهندي، إضافة الى تكدس المياه الباردة شمال المحيط الأطلسي والغطاء الجليدي في سيبيريا.

وهذا يعني تولد أنماط جوية مناسبة (أكثر من المعتاد) لاقتراب الكتل الهوائية الباردة من الشمال نحو بلاد الشام والجزيرة العربية، وتفاعلها مع اندفاع تيارات رطبة من مناطق مدارية نحو الجزيرة العربية وأجزاء من بلاد الشام، مما يعني تواتر في فرص الأمطار.

وترتبط تلك الظواهر (إحصائياً) بمواسم مطيرة في بلاد الشام والجزيرة العربية بنسبة ارتباط بين (60-70) %.

ظاهرة الانحباس الحراري

لعب الانسان ومنذ بدء الثورة الصناعية منذ عام 1840 وحتى يومنا هذا، في زيادة انبعاث غازات الدفيئة والتي تخترن الحرارة بداخلها وتعيد إشعاعه مرة أخرى نحو الأرض، وهو ما أدى الى ارتفاع حرارة الأرض بين 1-2 درجة مئوية، فماذا يعني ذلك؟.

لدى الأرض 3 طرق طبيعية لإفراغ المخزون الحراري منها وهم: الجبهات الهوائية والتيارات المائية داخل المحيطات والأعاصير، وذلك لإعادة التوازن الحراري، اذ إن غياب تلك المصادر، تؤدي الى زيادة سخونة المناطق الاستوائية بالتزامن مع زيادة برودة المناطق القطبية ... الى الابد!.

بالرجوع الى ظاهرة الانحباس الحراري، فإن الطاقة الحرارة الفائضة أو الزائدة، تعني زيادة في شدة تصريف تلك الطاقة في نفس الوقت، أي أن الأرض تحاول التخلص من الطاقة الحرارة الإضافية عن طريق زيادة في عنف وعدد السحب الرعدية والتي تتطور الى الأعاصير في المناطق الاستوائية جنباً الى جنب مع المنخفضات الجوية وخاصة التي تتشكل في العروض الوسطى والعليا (Mid Latitude Low Pressure & Polar Fronts).

ويضاف لها السحب الرعدية المرافقة لتأثير حالات عدم الاستقرار والمنخفضات الجوية التي تحدث في مناطقنا (بلاد الشام والجزيرة العربية).

لكن يوضح طقس العرب، وبالرغم من تواجد ظاهرة الاحتباس الحرارية منذ سنين عديدة، الا أن الظواهر الجوية التي تتحكم بها الطبيعة بحرارة سطح المحيطات وتوزيع الكتل الهوائية حولنا، هي من أدت الى استفادة بلاد الشام والجزيرة العربية بالأصل من السحب الرعدية الماطرة بشكل أكثر من المعتاد نسبة للسنوات الأخيرة، فيما أثر الانحباس الحراري على زيادة ورفع مقدار تطرف الأحوال الجوية بعد مشيئة الله.

وعلى العكس في السنوات القليلة الماضية، فقد استفادت مناطق الضد بذات ظروف التطرف الجوي (سيول وفيضانات)، وهو ما يؤكد أن دور ظاهرة الانحباس الحراري محصور فقط في رفع شدة الحالات الجوية، جدير بالذكر أن لظاهرة الانحباس الحراري أدواراً أخرى تتمثل في زيادة تطرف الجفاف وموجات الحر.

وبالرجوع الى البيانات الأرشيفية، نجد أن الظواهر الجوية التي نعيشها مؤخراً ليست تاريخية ولا غير مسبوقة، بل على العكس، حدثت في السابق وستحدث مراراً وتكراراً في المستقبل بلا توقف.

وهو ما يعني ضرورة عدم الاستهانة بالطقس وقوة الطبيعة وخطرها على حياة البشرية، والتي تحكمت على مدار 2000 سنة ماضية في ازدهار وموت حضارات العالم.