ألقت مديرية أمن محافظة المنيا بصعيد مصر، وشرطة السياحة والآثار، القبض على مهندس تزعم عصابة مكونة من 6 أفراد للتنقيب عن الآثار فى إحدى قرى المدينة.
والغريب في القضية، وفقًا لما نشرته الأجهزة الامنية، أنّ العصابة تمكنت من اكتشاف مدينة أثرية كاملة تعود للقرن الثاني الميلادي من العصر القسطنطيني، فضلاً عن كنيسة أثرية، في محافظة المنيا.
وبدأت القضية عندما تلقت الأجهزة الأمنيّة معلومات تفيد بأن مهندسًا استعان بمجموعة من العمال المتخصصين في التنقيب من محافظات أخرى، ومدّهم بمعدات الحفر للعثور على الآثار، فبدأت التحركات الأمنية للقبض عليه.
وخلال عملية المداهمة، اكتشفت أجهزة الأمن، أن العصابة اكتشفت مدينة كاملة للآثار وكنيسة بمنطقة "شيبة الشرقية” بمركز "أبوقرقاص”، فتم ضبط أدوات الحفر و484 قطعة أثرية، بالإضافة لجميع أفراد التشكيل العصابي، كما أخطرت الجهات المعنية بالتوصل إلى مكان المدينة الأثرية التي تعود للعصر القسطنطيني، وتكتشف للمرة الأولى.
وأفادت معلومات الأجهزة الأمنية، بأن التشكيل اتفق مع سماسرة على أن يقوم بتصريف وبيع القطع الأثرية بشكل جزئي وعلى دفعات، وهو ما أثار فضول أهالي المنطقة الذين أبلغوا رجال الأمن، لافتة إلى أنّ الدفعة الأولي كانت تضم أواني كبيرة بها 484 عملة أثرية تعود للعصر اليوناني الروماني.
وفي أغسطس/آب الماضي، أعلنت مصر بناءً على أعمال حصر قامت بها أخيرًا، فقدان 32 ألفًا و638 قطعة أثرية على مدار أكثر من 50 عامًا مضت.
كما تشير الإحصاءات غير الرسمية، إلى أن حجم تجارة الآثار في مصر تبلغ قرابة الـ 20 مليار دولار سنويًا، إلا أن تلك النسب زادت بعد عام 2011، بنسبة 90%، نتيجة الاضطراب الأمني الذي شهدته مصر عقب ثورة الـ 25 من يناير.
وفيما يمثل القطاع الأثري صلب السياحة في مصر، فإن القاهرة تعوّل على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويًا، فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه (9.5 مليار دولار)، حسب بيانات وزارة السياحة.