آخر الأخبار
  حسان يرعى إطلاق الاستراتيجيَّة الوطنيَّة للنَّزاهة ومكافحة الفساد   مهم للأردنيين بشأن زيت الزيتون المستورد   منتخب عمان الاهلية يتألق ويظفر بوصافة بطولة كرة السلة بين الجامعات   ارتفاع أسعار الذهب محليًا   ضبط مركبة تسير بسرعة 205 كم/ساعة على طريق الأزرق   مهم من التنفيذ القضائي إلى "الكفيل   إجراء القرعة الإلكترونية لاختيار مكلفي خدمة العلم اليوم   إصابات بالغة ومتوسطة بحوادث تدهور على الطرق الخارجية   طقس بارد نسبيًا في أغلب مناطق المملكة الإثنين   انسحاب إيران من سوريا قبل سقوط الأسد .. كواليس الساعات الأخيرة   مدرب فلسطين: أتلقى نصائح تكتيكية وفنية من والدتي المقيمة بخيمة بغزة   بدء إنتاج الخبز من المخابز الأردنية المتنقلة في غزة بطاقة 70 ألف رغيف يوميًا   مجلس الوزراء يعيد تشكيل مجلس الأوقاف في القدس   بلاغ حكومي بتحديد عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّ   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الخميس .. ومنخفض جوي قادم   شركة Joeagle وجمعية البنوك تنظمان ورشة عمل حول تقنيات المصادقة الخالية من كلمات المرور   سلطة البترا بعد السيول: عجز مالي حال دون طرح عطاءات البنية التحتية   فيضان سد الوحيدي في معان   الملك يلتقي نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية   معان تحقق 66% من معدلها المطري في اول هطول

قانون ضريبة الدخل والعبء الضريبي .. للحقيقة وجه آخر

{clean_title}
نافح خبراء صندوق النقد الدولي في معرض تبرير مطالبتهم بإجراء تعديلات هيكلية على قانون ضريبة الدخل بأن مؤشر العبء الضريبي (المؤشر) في الأردن (يقاس بنسبة حصيلة الحكومة من إجمالي الضرائب المحصلة إلى الناتج المحلي) منخفض.
وبالرجوع الى المسار التاريخي إلى هذا المؤشر، نجد أنه بلغ نحو 20 % العام 2006 ثم انخفض إلى 16 % في العام 2010، وإلى 15 % في العام 2017. إذا فادعاء الخبراء يبدو في ظاهره صحيحاً.
لكن مهلا: فللحقيقة وجه آخر ... وربما وجوه عديدة أخرى، قد تغير الاستنتاج إلى الاتجاه الآخر. ومن هذه الوجوه يمكن أن نوردها بهذا الشأن ما يلي:
اولا. المقارنة المعيارية: لا تبدو قيمة المؤشر منخفضة، إذا ما تم مقارنتها مع بعض الدول الأخرى. وهنا علينا أن نكون موضوعيين في اختيار دولة أو دول المقارنة. فقد بلغ المتوسط العالمي لهذا المؤشر نحو 15 % في العام 2016 حسب آخر البيانات المنشورة. ولنأخذ دولة مثل مصر مقاربة في الوضع الاقتصادي معنا والذي بلغت قيمة المؤشر فيها نحو 13 % خلال السنوات الأخيرة وكذا بالنسبة لدول أوروبا الوسطى والدول الآسيوية المتوسطة والمنخفضة الدخل التي بلغت نفس النسبة. اذا، فنحن على الحد الأقصى تقريبا في منحنى العبء الضريبي، وأية زيادة في هذا العبء ليس لها أي مبرر اقتصادي موضوعي.
ثانيا. مستوى الدخل الحقيقي: في حين انخفضت قيمة مؤشر العبء الضريبي بنسبة 4.4 % خلال فترة 2010 الى 2017، نجدا أن مستوى الدخل الحقيقي للمواطن الأردني انخفض بنسبة تقارب نحو 20 %. أي أن هناك زيادة صافية في العبء الضريبي خلال هذه الفترة بنسبة تطاول 15 %، وهو أمر لعمري عبء ثقيل يقع على كاهل هذا المواطن.
ثالثا. في اعتقادي أن نسبة الـ 15 % لمؤشر العبء الضريبي في العام 2017 هي أعلى من ذلك في واقع الأمر، وذلك لأن قسما من الناتج المحلي الاجمالي قد تولد نتيجة وجود اللاجئين الذين يشكلون حسب مختلف التقديرات نحو 20 % من السكان، في حين لا يتم تحصيل ضرائب بشكل يوازي قيمة مساهمتهم في هذا الناتج، ومن ثم لاحتساب القيمة الحقيقية للمؤشر لا بد من خفض قيمة الناتج المتولد عن اللاجئين، وهو الأمر الذي قد يرفع قيمة هذ المؤشر. وقد اجتهدت لاحتساب قيمة الزيادة المفترضة، لكن البيانات المتوفرة متواضعة، ودعوني أغامر علميا بالقول أن قيمة مؤشر العبء الضريبي الحقيقي والفعلي قد ترتفع، أغلب الظن، من 15 % إلى نحو 17 %.
اعتقد أن على صناع القرار الاقتصادي الأخذ بنظر الاعتبار الحقائق الموضوعية السابقة عند إعادة صياغة قانون جديد وتحقيق المعادلة الصعبة بين الحاجة لتعزيز الموارد المالية المحلية وعدم إثقال كاهل المواطن الأردني بمزيد من الأعباء... كي "لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم".