طبيب أوعية دموية واحد وآخر وحيد ايضا لجراحة الصدر يغطون عيادات هذين الاختصاصين في 32 مستشفى حكومي موزعة على مختلف محافظات المملكة، فيما يبلغ عدد اطباء الاورام في المستشفيات الحكومية 7 فقط، مطلوب منهم معاينة ومعالجة مئات حالات الاورام التي تراجع تلك المستشفيات يومياً؛ ما يضع علامات استفهام على قدرة الحكومة تقديم الخدمة الطبية لمرضى السرطان عبر مستشفياتها.
أرقام صادمة، وخطيرة تثبت المستوى الخطير الذي وصلت إليه الخدمة الطبية التي يقدمها القطاع الحكومي، ففي السنوات الماضية كانت المطالبات تتعلق ببناء مستشفى، أو مركز صحي، أو توفير مستلزمات وأجهزة، فيما كان الجميع غافلا عن تأهيل واستقطاب العنصر البشري الذي سيقوم بتشغيل المراكز على مختلف أنواعها وأحجامها، وتخلى القطاع الطبي العام -بصورة غير مقصودة او ربما ممنهجه- عن دوره لصالح القطاع الخاص الذي أصبح واحدا من أكثر القطاعت المدرة للدخل والمال، خصوصا مع تعاظم سمعة الاردن الطبية وتبوؤه مكانة متقدمة في السياحة العلاجية.
وزارة الصحة تقف عاجزة عن توفير الاختصاصات المطلوبة، فمن جهة أصبح العمل في المستشفيات الحكومية طاردا للكفاءات نحو القطاع الخاص والى دول الخليج العربي، ومن جهة ثانية تراجعت الى حد كبير قدرة الوزارة على إبتعاث الاطباء بهدف التحصيل العلمي في الاختصاصات المطلوبة والاستفادة من الخبرات في مختلف دول العالم لاستقطاب العلوم الطبية الحديثة.
وتعمل الوزارة في ظروف صعبة من ناحية حجم العمل ومن ناحية نقص التخصصات، ومع ذلك تحاول تقديم اقصى ما لديها وتجهد لتجاوز المعوقات، لاسيما في مجال نقص الكوادر الطبية المتخصصة والتي تشكل عبئا كبيرا على الوزارة تتغلب عليه حاليا عن طريق شراء الخدمات وستتغلب عليه مستقبلا عن طريق توسيعها لبرامج الاقامة.
وزير الصحة الدكتور محمود الشياب دعا مؤخرا الى اتخاذ الترتيبات اللازمة للبدء بالايفاد والابتعاث داخل المملكة وخارجها سواء من العاملين او غير العاملين في الوزارة في التخصصات المختلفة التي تحتاجها لا سيما بعد التعديلات التي اجريت على عدد من الانظمة لجهة تشجيع وحفز الكوادر على هذا الصعيد ، والتوسع في برامج الاقامة في التخصصات المختلفة وخاصة التي تحتاجها بشكل ملح، حيث يلتحق حاليا في برامج الاقامة في التخصصات المختلفة من مختلف سنوات الاقامة 1568 طبيبا عاما.
كما قرر اعادة النظر في التخصصات التي تقبلها الكليات التابعة للوزارة في ياجوز واربد لتكون وفقا للاحتياجات ولا سيما في المناطق النائية وكذلك ارتباط الخطة التدريبية باحتياجات الكوادر في مواقع العمل.
عمل الوزارة ضمن هذه المعطيات صعب جدا لانها تعاني نقصا في تخصصات مهمة تحاول القفز عنها حتى لا تتاثر الخدمة والنقص هو حصيلة سنوات!!، لا نعلم لماذا لم يلتفت اليه المسؤلون قبل هذا الوقت فهو حصيلة عشرات السنوات، فمديرية الاختصاصات في الوزارة تحتاج الى 388 طبيبا ومهن مساعدة في التخصصات الرئيسية والتخصصات الدقيقة.
النقص وبشكل تصاعدي يزداد عاما بعد اخر واحتياجات مديرية الاختصاصات لهذا العام تتصاعد، فالوزارة بحاجة الى 30 طبيبا في الجراحة العامة و14 في الدماغ و14 في الاعصاب و 14 في التجميل و14 في المسالك البولية و14 في الاوعية الدموية و14 طبيبا في جراحة القلب والصدر.
اما في المجال الباطني فالاحتياجات تصل الى 42 طبيبا في تخصصات « الاورام السريرية والقلب واطباء في الغدد والسكري وامراض الكلى والروماتيزم وامراض الدم « .
وفي مجال التخدير والعناية المركزة تحتاج هذه الاقسام الى 30 طبيبا بذات المسار و 30 طبيبا في الاشعة التشخيصية و12 طبيبا في مجال الاشعة التداخلية والعلاجية « اما في تخصص الاطفال فتحتاج دائرة الاختصاص في الوزارة الى 24 طبيبا في تخصصات «كلى اطفال وقلب وخداج وسكري اطفال «، و في طب الطوارئ تحتاج الوزارة الى 30 طبيبا .
اما في المهن الطبية المساندة فالاحتياجات ايضا موجودة حيث تصل الى 120 بين تخصصات تخدير وعناية مركزة وعلاج طبيعي ذكور واشعة تشخيصية ذكور ومسعفين لاقسام الاسعاف والطوارئ.
ولابد هنا ان نذكر ان الوزارة ورغم الضغط الهائل عليها فهي لا تمتلك الا 7وطبيب واحد فقط في الاوعية الدموية وطبيب واحد فقط في جراحة الصدرية.
وزارة الصحة تقدم خدماتها عبر 32 مستشفى تضم حوالي 5200 سرير تشكل 37.7 % من مجموع اسرة المستشفيات في المملكة والبالغة 13 الفا و731 سريرا في مستشفيات الخدمات الطبية والمستشفيات الجامعية والقطاع الخاص.
وتواجه مستشفيات الوزارة ضغطا شديدا وازديادا كبيرا في عدد مراجعيها، اذ بلغ عدد مراجعي العيادات الخارجية في اخر تقرير للوزارة 2978989 فيما اجريت في هذه المستشفيات 88305 عمليات جراحية كبرى ومتوسطة وصغرى وبلغ عدد حالات الولادة 72168 ، اما الاسعاف والطوارئ فعدد المراجعين لهذه الاقسام 2933928 وتشكل نسبة الحالات الطارئة 41% ، فيما يبلغ عدد المراكز المنتشرة في انحاء المملكة 676 منها 102 مركز صحي شامل، و380 مركزا صحيا اوليا، و 194 مركزا صحيا فرعيا، فيما بلغ عدد عيادات طب الاسنان 405 والامومة والطفولة 464 ، وبلغ عدد المعالجات من قبل الاطباء في هذه المراكز 10807866.