يلجأ أطباء الأسنان عادة إلى استخدام "الحشو"، لعلاج مشكلات التسوس أو النخر الذي يصيب الأسنان، ما يشعر الفرد براحة، لكنها راحة ربما تأتي بأمراض وآلام أخرى.
وحذّر اختصاصيون من تأثير حشوات الأسنان، لا سيما القديمة التي تعتمد على المعادن، على صحة الفرد، إذ خلصت دراسة حديثة نشرها موقعonlymyhealth إلى أنه "كلما زاد عدد حشوات الأسنان في الفم، زاد خطرها على الصحة"، مبينة أن "الأشخاص الذين لديهم أكثر من 8 حشوات أسنان، يتعرضون لأضرار متزايدة في المخ والقلب والكليتين". وبعد تحليل زئبق الميثيل، وهو من المواد التي تصنع منها حشوات الأسنان، إضافة إلى الفضة والقصدير ومعادن أخرى، وجد الباحثون أنه "أكثر سُمّية".
دراسة نروجية، أجراها باحثون في جامعة أوسلو، كشفت أن الأضرار الصحية الناجمة من حشو الأسنان تفوق الفوائد، إذ ترفع عملية الحشو إحتمالات الإصابة بتسوس الأسنان. ووفقاً للدراسة التي نشرت نتائجها مجلة Journal of Dentistry، فإن "60 في المئة من الأسنان التى تم حشوها، أصيبت بالتسوس خلال 5 سنوات"، في حين أرجع الباحثون ذلك إلى الإجراءات المصاحبة لعملية الحشو.
خبراء في الجمعية البريطانية للأسنان، رأوا في تقرير نشرته صحيفة "دايلى ميل" البريطانية، أن بعض الأطباء قد يكونون السبب في حدوث تلك المشكلات، وإصابة الأسنان السليمة أثناء علاج المشكلة الرئيسة، وشددوا على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث للوقوف على حقيقة الأمر، وتقييم كل الأبحاث المتعلقة بأضرار حشوات الأسنان.
يشار الى ان الجدل حول مدى خطورة الحشوات المعدنية يتجدد كل فترة. وأخيراً خلصت دراسة أجراها باحثون في جامعة جورجيا الأميركية، ونشر نتائجها موقع Health إلى أن "حشوات الأسنان المصنوعة من الأملغم والفضة، وغيرها من المعادن، يمكن أن تسهم في ارتفاع مستوى الزئبق في الجسم". وأظهرت الدراسة أن من لديهم أكثر من حشوة معدنية في الأسنان، لديهم ضعف مستويات الزئبق في الدم مقارنة بالآخرين، فضلاً عن أنهم معرضون أكثر من غيرهم لأمراض مثل تساقط الشعر، وحساسية الجلد، وبعض أمراض الدم.
ويقول الدكتور شياو تشونغ، المشارك في الدراسة أن "الأملغم، وهو معدن ثقيل يحتوي على الزئبق، ثبت علمياً أنه يتسبب في أضرار حادة في الدماغ والقلب والكلى والرئة وتلف جهاز المناعة، وأضاف إن "إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، تعترف بأن الأملغم يحتوي على كميات صغيرة من بخار الزئبق، وتعتبرها آمنة للبالغين، لكنها ضارة للنساء الحوامل والآباء والأمهات، والأطفال أقل من 6 سنوات".
وبعد إجراء الفحوص لعدد من المرضى، بعد استخدامهم تلك الحشوات بفترة، اتضح وجود نسبة من الزئبق في الدم، نتيجة تسربها عبر حشوة الأسنان. ودعت الدراسة إلى تجنب استخدام الحشوات المعدنية بجميع أنواعها، والاتجاه إلى الحشوات المعتمدة على الألياف الزجاجية، كونها آمنة تماماً، ولا تؤدي إلى تسرب أي مواد خطيرة إلى الجسم.