الدرادكة: الشبكة الكهربائية لم تعد تستوعب الطاقة المتجددة
قال مدير عام شركة الكهرباء الوطنية، م.عبدالفتاح الدرادكة "إن الشبكة الكهربائية لم تعد تستوعب الكم الهائل من إنتاج الطاقة المتجددة، الأمر الذي يدفعها في بعض الأحيان إلى الاعتذار عن بعض طلبات مشاريع الطاقة المتجددة للدخول إلى الشبكة".
وبين الدرادكة، خلال مؤتمر صحفي أمس، للإعلان عن فعاليات مؤتمر "تحديات ومعيقات مستقبل أنظمة القوى الكهربائية"، أن شركة الكهرباء الوطنية هي من يطلب منع أو الاعتذار عن بعض المشاريع لأنها الأقدر على تحديد سعة الشبكات، في وقت تسعى فيه باستمرار إلى تطوير قدرة هذه الشبكات.
وفي هذا الصدد، أعلن الدرادكة أن مشروع الممر الأخضر لنقل الطاقة الكهربائية المنتجة من مشاريع الطاقة المتجددة سيكون عاملا بنهاية العام الحالي، ومن المقرر أن يساعد على نقل وحمل ما يقارب 1000 ميغاواط من مناطق الإنتاج جنوب المملكة إلى مراكز الأحمال.
وبين الدرادكة، أن إجمالي الطاقة المدمجة على الشبكة من مشاريع الطاقة المتجددة يبلغ 600 ميغاواوط حاليا (من أصل قدرة الاستيعاب البالغة حوالي 3800 ميغاواط) منها 400 ميغاواوط شمسية و200 ميغاواط من طاقة الرياح، في حين أن إجمالي الطاقة المتعاقد عليها وقيد التنفيذ حاليا تصل إلى نحو 500 ميغاواط من طاقة الرياح في مناطق جنوب المملكة و1000 ميغاواوط من الشمس.
وقدر الدرادكة أن يصل إجمالي إنتاج مشاريع الطاقة المتجددة في العام 2020 ما يقارب 2400 ميغاواط، فيما ستصل الاستطاعة التوليدية للنظام كاملا مع منتصف العام الحالي إلى ما يقارب 4000 ميغاواط بعد دخول محطة الحسين الحرارية إلى الخدمة بعد انتهاء تطويرها من قبل شركة أكواباور.
وقال "إن حجم الطاقة المتجددة الكبير يفرض تحديات وأعباء ليس فقط في موضوع الكلف وإنما في إدارة النظام والالتزام مع المشغلين والتعامل مع خروج المشتركين من الفئات العليات بدون أن يتسبب ذلك في خسارة للنظام الكهربائي التقليدي".
وأوضح الدرادكة أن إجمالي كلفة الاستطاعة التوليدية للنظام الكهربائي في المملكة تصل إلى نحو 350 مليون دينار سنويا.
وأضاف أن هذه الكلفة سيضاف إليها 350 مليون دينار أخرى بعد تشغيل مشروع الصخر الزيتي، إلى جانب كلف سنوية أخرى تتحملها الشركة تتضمن 100 مليون دينار تقريبا فوائد قروض و100 مليون دينار رواتب واستهلاكات.
وأكد الدرادكة، أن الأردن سباق في المنطقة بمجال الطاقة المتجددة سواء من حيث حجم النتاج أو من حيث التشريعات والأنظمة التي تتيح الاستثمار في هذه القطاع إما كان ذلك عن طريق العروض المباشرة أو مشاريع صافي القياس أو مشاريع عبور الطاقة الكهربائية.
وبالعودة إلى موضوع المؤتمر، قال الدرادكة "إن فعالياته ستفتتح غدا برعاية رئيس الوزراء د.هاني الملقي، ولمدة يومين،
وبمشاركة عربية ودولية واسعة سيبحث في التحديات والمعيقات لمستقبل أنظمة القوى الكهربائية".
وبين الدرادكة، أن الهدف من إجراء المؤتمر هو العمل على تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المعنيين في قطاعي الطاقة والكهرباء ومناقشة التحديات والمعيقات لمستقبل أنظمة القوى الكهربائية.
وحول جدول أعمال المؤتمر، قال "سيناقش على مدى يومين التحديات التي تواجه قطاع الطاقة والكهرباء وتبادل الآراء والخبرات بين المختصين في شؤون الطاقة والكهرباء محليا وعربيا ودوليا وإتاحة الفرصة لممثلي الصناعة لطرح مشاكلهم ووضع خطط معالجة هذه المشاكل".
والمؤتمر تعقده لجنة "سيجري" الوطنية الأردنية ومقرها شركة الكهرباء الوطنية، وهي لجنة منبثقة عن المجلس العالمي لأنظمة الطاقة الكهربائية ذات الفولطية العالية "سيجري العالمية- مؤتمر أنظمة الكهرباء في العالم" ومقرها العاصمة الفرنسية باريس وأنشئت العام 1921 منظمة مختصة بالطاقة الكهربائية.
وتعد "سيجري" الأردن التي تأسست العام 1989 مساهماً فاعلاً في لجنة "سيجري" العالمية، وتضم في عضويتها وزارة الطاقة والثروة المعدنية وهيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن وجميع شركات الكهرباء العاملة في المملكة، إضافة الى بعض الجامعات.
وعلى صعيد آخر، قال الدرادكة "إن الشركة تتوقع أن يصل الحمل الأقصى للنظام الكهربائي في ذروة الصيف للعام الحالي، 3500 ميغاواط"، مشيرا إلى أن أعلى حمل سجله النظام في صيف العام الماضي بلغ 3320 ميغاواط.
وبين الدرادكة، أن الشركة جددت بداية العام الحالي اتفاقية الربط الكهربائي مع مصر، وهي اتفاقية تجدد سنويا منذ توقيعها أول مرة في العام 2001، وذلك بعد الاتفاق على المعالجة لبعض العوائق الفنية مثل الذبذبة بين الشبكين.
كما أكد الدرادكة، أن الشبكة الوطنية جاهزة لتزويد الشبكة السورية بنحو 500 إلى 600 ميغاواط بعد استقرار الأوضاع في البلاد والتمرير من مصر إلى الشبكة السورية وكذلك التمرير من الشبكة الأردنية إلى لبنان والعراق عبر الشبكة السورية.
ولفت إلى أنه يتم التفاوض حاليا مع الجانب السعودي من خلال مستشار دولي مشترك يقوم بدراسة الآلية الأنسب للربط بين الشبكتين.