جراءة نيوز - عمان : قال مارك لينش المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن فى مقاله بمجلة 'فورين 'بوليسي الأمريكية إن الضغوط الدولية ومحادثات سياسية مكثفة وراء الكواليس فى الأيام التى أعقبت ختام العملية الانتخابية جميعها ساهمت فى قرار إعلان مرسى فائزا بالرئاسة.
وتابع قائلاً إن الإخوان سارعوا لإعلان نتائج الانتخابات، إنقاذا لفوز مرسى. والذي أدى إلى النظر لفوز الفريق أحمد شفيق باعتباره تزويرا.
وأضاف أن دعم العملية الديمقراطية، وليس دعم الإخوان المسلمين، هو ما جعل واشنطن وغيرها من اللاعبين الخارجين تدفع المجلس العسكرى علنا وسرا لعدم الضغط على الزناد بإعلان شفيق رئيسا.
ويرى لينش أن الدبلوماسية الأمريكية الناعمة، التى تجمع بين الجهود المتواصلة للحفاظ على علاقة إيجابية بالمجلس العسكرى مع بقاء تحذير شديد اللهجة بشأن الإيفاء بانتقال نحو الحكم المدنى، تبدو أنها لعبت دورا رئيسيا فى قرار العسكرى.
وتابع أنه من شبه المؤكد أن الإخوان المسلمين منحوا المجلس العسكرى عددا من الضمانات خلال مفاوضاتهم الهادئة، مما أثار غضب الثوار الذى أصبحوا يفهمون أكثر من أى وقت مضى أن الإخوان باعوهم.
ويشير لينش إلى أن مرسى والإخوان المسلمين دفعوا ثمنا سياسيا لهذا السلوك، فلم يفز مرسى سوى بربع الأصوات فى الجولة الأولى من الانتخابات، وذلك لأن القوى الثورية فشلت فى التوحيد حول مرشح واحد، كما أنه فى الجولة الثانية فاز بالكاد على مرشح من المفترض أنه يمثل النظام السابق. هذا علاوة على دعوات المقاطعة وإبطال الأصوات.
وفى ظل الصلاحيات المحدودة جدا للرئيس، طبقا للإعلان المكمل للدستور، وسيطرة المجلس العسكرى على السلطة التشريعية بعد حل البرلمان، يتساءل الكاتب: هل سيقتصر دور مرسى فى الموافقة على أى تشريع، بالضغط بـ'لايك' على صفحة المجلس العسكرى؟
ويستدرك الكاتب، قائلا إن مرسى لن يقبل بهذا الدور المحدود. فما زال كل شىء مطروحا للتفاوض، ولا توجد ضمانات لأى شىء. فسيظل الرئيس الإخوانى يكافح مع القوى السياسية المتشككة. وهذه هى بداية صراع سياسى طويل.