جراءة نيوز - عمان : يصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل اليوم إلى الأردن، في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، يلتقي خلالها كبار المسؤولين في المملكة.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق إن "وفد حماس برئاسة مشعل سيصل اليوم (الخميس) إلى الأردن في زيارة رسمية لعدة أيام جرى الترتيب لها منذ الزيارة السابقة"، التي تمت في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي.
وأضاف إلى "الغد" من القاهرة إن "الوفد يتطلع للقاء جلالة الملك عبدالله الثاني خلال الزيارة"، الثانية من نوعها منذ مطلع العام الحالي، موضحاً أن "الترتيبات جارية لعقد لقاءات مع جهات مسؤولة في المملكة"، سيشرع الوفد بها اعتباراً من ظهر اليوم.
وأوضح أن "الطرفين سيبحثان القضايا والموضوعات كافة ذات الاهتمام المشترك للشعبين الأردني والفلسطيني وبما يحقق المصالح المشتركة لهما".
ولفت إلى أن "المباحثات الثنائية تأتي استكمالاً لما تمت مناقشته في الزيارة السابقة"، مؤكداً "أهمية لقاء الطرفين في ظل أحداث مهمة في المنطقة سيكون لها بحثها ومكانها خلال اللقاءات".
وتابع "كلما كانت العلاقات بين الجانبين تتجه بطريقة طبيعية ومعتبرة لكل المصالح المشتركة تكون أجدى ولا تتغير".
وحول مسألة وجود حماس في الأردن، قال إن "هذه المسائل تعد إحدى النقاط التي سيتم تداولها، خاصة وأن الحركة حريصة على بناء علاقات طبيعية ومميزة مع الأردن".
ويشغل ملف المصالحة جانباً مهماً من مباحثات حماس في الأردن، في ظل أنباء تتحدث عن ترتيب لقاء قريب بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومشعل في القاهرة.
وقال أبو مرزوق إن "الحركة ستطلع المسؤولين في الأردن على آخر المستجدات المتعلقة بالمصالحة واللقاءات بين حماس وفتح والقضايا التي جرى إنجازها من أجل إنهاء الانقسام".
ويتناول اللقاء "العلاقات الثنائية، وسبل استعادتها بشكل طبيعي وتطويرها لبناء علاقات إيجابية، إضافة إلى بحث الشأن السياسي وآخر المستجدات في الأراضي المحتلة، وفي المنطقة"، وفق الحركة.
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي في حركة حماس خليل الحيّة "أهمية الزيارة"، مضيفاً أن "حركته معنية بالتواصل الدائم مع الأشقاء العرب، لاسيما المؤثرين منهم في المنطقة، كالأردن، لحشد الإمكانات من أجل خدمة القضية الفلسطينية".
وقال إلى "الغد" من الأراضي المحتلة إن "الزيارة تأتي في إطار التواصل والتعاون الدائم مع الأردن"، مؤكداً حرص حركته على "إقامة أفضل العلاقات والتواصل الدائم مع الجانب الأردني".
وتكتسب الزيارة أهميتها في ظل "التغييرات المعتملة في المنطقة وفوز الدكتور محمد مرسي رئيساً منتخباً لمصر، بما يؤكد هذا الحراك حضور القضية الفلسطينية كأهم ملف بالنسبة للأمة العربية والإسلامية رغم انشغال المنطقة بالربيع العربي"، وفق الحيّة.
وبين "حرص الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة على توجيه البوصلة دوماً صوب القضية الفلسطينية، وجلب الدعم لتعزيز الصمود الفلسطيني والمحافظة على ثوابت الحقوق الوطنية المشروعة بالعودة والقدس والتحرير ومواجهة اجراءات الاحتلال المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني".
ولفت إلى أن موضوع المصالحة سيحتل جانباً مهماً من زيارة الوفد للأردن، موضحاً أنه "لا توجد حتى اللحظة أي مواعيد محددة لعقد لقاءات بين حماس وفتح، حيث لا بد من إجراء ترتيب كامل حتى إذا ما تمت تلك اللقاءات يصار إلى التوقيع على ما اتفق عليه سابقاً وليس بهدف اتفاقيات جديدة".
وتابع "بعد توقيع الاتفاق في الرابع من أيار (مايو) 2011 في القاهرة جرى إبرام نحو عشر اتفاقيات جزئية"، مضيفاً "لسنا بحاجة إلى المزيد من الاتفاقيات، وإنما الالتزام بها".
وأوضح بأنه "جرى بحث تشكيل الحكومة ولكن لم يتم استكمال الموضوع"، معتبراً أن "الربط بين تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات بمثابة خروج عما تم الاتفاق عليه، بما يكشف رغبة الرئيس عباس في إجراء الانتخابات وليس إتمام شراكة حقيقية".
وأشار إلى "عدم وجود خلاف في الساحة الفلسطينية على ضرورة إجراء المصالحة وأهميتها، ولكن الأجواء التي تمر بها المنطقة تؤثر عليها، بالإضافة إلى اللاءات التي ترفع من قبل قوى خارجية، لاسيما الولايات المتحدة والعدو الصهيوني، ضد المصالحة وتهدد بقطع المساعدات، بما يؤثر على أجواء المصالحة رغم القناعة الفلسطينية بضرور إنجازها وتحقيق الوحدة الوطنية".
وكان مشعل زار الأردن في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي برفقة ولي عهد دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في أول زيارة رسمية لرئيس المكتب السياسي لحماس منذ نحو 13 عاماً، تناولت بحث آخر المستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية.