صيدم: التعليم في فلسطين سلاح نحو الثبات والصمود والتحرير
دعا وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، د.صبري صيدم، الدول العربية، إلى بناء شراكات عربية واستثمار المال في اتجاه المعرفة والتركيز على استنهاض الهمم العربية حتى يصبح المجتمع العربي منتجا وليس مستهلكا.
وقال صيدم، خلال ترؤسه أمس، إحدى جلسات ملتقى مجتمع الأعمال العربي السادس عشر المنعقد بقصر الملك الحسين بن طلال بمنطقة البحر الميت "إن الشعب الفلسطيني عقد العزم على دحر الاحتلال الصهيوني بالتعليم والتعلم والمعرفة"، مشددا على أن التعليم في فلسطين سلاح نحو الثبات والتحرير والصمود.
ودعا الدول العربية الى زيارة فلسطين ليس فقط على مستوى التمثيل السياسي، بل زيارتها على المستوى الأكاديمي والتواصل مع الجامعات والربط مع المدارس لما له من تأثير كبير على تثبيت الفلسطينيين.
وبين صيدم، أن الشعب الفلسطيني يركز اليوم على التعليم والمعرفة باعتبارهما سلاحا استراتيجيا في مواجهة الاحتلال، مقدرا الدعم الأردني الكبير في دعم مسيرة التعليم والصمود الفلسطيني لتمكين الشعب الفلسطيني على أرضه.
وأضاف، خلال جلسة العمل التي جاءت تحت عنوان "الاقتصاد المعرفي كبوابة عبور لمستقبل الاستثمار"، أن تمكين الشعب الفلسطيني يأتي من خلال توفير البيئة التي تحفز التنمية وتمكن اقتصاده من البقاء والصمود وتساعد على تنمية قطاعات مختلفة.
وبين صيدم، أن التعليم يعد الحيز الذي يوفر الكفاءة لدى الفلسطينيين للحصول على كل المكونات المعرفية اللازمة لضمان الحفاظ على هذه المنظومة التعليمية.
وقال "لا يمكن الاستمرار في الأنظمة التعليمية القائمة، وهنالك حاجة لتغيير المناهج التعليمية والتركيز على البعد التفاعلي وليس البعد التلقيني، وهنالك أيضا حاجة لتغيير البيئة المدرسة لتحويلها الى بيئة قائمة على مفهوم التعلم في اللعب والتجربة".
وبين أن هناك حاجة لتطوير كفاءة المعلم العربي للخروج من حالة الإحباط واستنهاض أبنائنا، وهنالك حاجة لإقصاء الفكر الظلامي المتشدد القائم على إقصاء الآخرين، وتدمير العقل من خلال التخويف والترهيب.
وأشار الى وجود 1.2 مليون فلسطيني على مقاعد الدراسة بمختلف المراحل المدرسية، بالإضافة الى 330 ألف طالب بمرحلة التعليم العالي، وهناك 51 مؤسسة تعليم عال و3 آلاف مدرسة بين خاصة وحكومية أو وكالة الغوث.
وبين أن مخصصات التعليم لهذا العام تصل الى 28 % من الموازنة الفلسطينية، وهنالك طموح لأن تصل الى 50 %، مؤكدا أهمية أن يتركز إنفاق المال بالعالم العربي على التعليم.
وأشار صيدم الى وجود نقص في عدد المدارس، وخصوصا في قطاع غزة، نتيجة شح مواد البناء والبنية التحتية؛ حيث إننا بحاجة الى بناء 123 مدرسة في قطاع غزة بصورة آنية لتخفيف الاكتظاظ في المدارس. وبين أن أغلب رجال الأعمال في فلسطين يتبرعون لصالح التعليم، بما فيها إنشاء مدارس حرفية وإنشاء مدارس نظامية أو حتى في تطوير الجامعات.
وأكد أهمية انعقاد ملتقى مجتمع الأعمال العربي لبناء شراكات عربية، والتركيز على المعرفة واستثمار المال في اتجاه المعرفة والتركيز على استنهاض الهمم العربية بحيث يصبح المجتمع العربي منتجا للاقتصاد وليس مستهلكا.
وأشار صيدم إلى أن هنالك نظرة غير حسنة للتعليم التقني والمهني في الوطن العربي، داعيا إلى ضرورة التخلص من هذه النظرة والفرز المجتمعي "فنحن بحاجة الى حرفيين بقدر حاجتنا الى المهن الأخرى".
وبدورها، أشارت نجلاء الفرج، من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت، الى وجود وظائف على وشك الاختفاء بسبب التغير التكنولوجي، منها منسق الرحلات والسفر ومراسل الأخبار ومدخل البيانات وقاطع الأشجار وأمين المكتبة.
ومن جانبه، أشار رئيس مركز "استشراف المستقبل" في الأردن، د.هيثم حجازي، الى فائدة إدارة المعرفة التي ترتكز على تحسين عملية اتخاذ القرارات وإرضاء الزبائن وتحسين العمليات الداخلية، ما يؤدي الى خفض التكاليف وتحسين الإبداع وزيادة الإنتاجية والنمو وتقليص خسارة الشركة جراء التقاعد.
وبدوره، تناول رئيس مركز "جواثا الاستشاري"، د.إحسان بوحليقة، الرؤية السعودية 2030، مشيرا إلى أن النمو الاقتصادي السعودي متأرجح مقارنة بنمو اقتصاد الصين والهند.
وبين أنه بإمكان السعودية تحقيق نمو اقتصادي مستقر اعتمادا على "اقتصاد الكد والجهد" القائم على مساهمات المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومبادرات الشباب الريادية. ولفت الى أن الرؤية السعودية 2030، تتركز على مساهمة الصادرات غير النفظية من 16 % الى 50 % من الناتج المحلي الإجمالي وخفض معدل البطالة من 11.6 % إلى 7 % وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة من 20 % الى 35 % من الناتج المحلي الإجمالي.