آخر الأخبار
  الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس   الحكومة الاردنية ستنظر برفع الرواتب بموازنة عام 2027   الملك يهنئ أمير دولة الكويت بذكرى توليه مقاليد الحكم   عثمان القريني يكشف عن موعد مباراة الاردن والمغرب وحقيقة تغير موعدها   تفاصل حالة الطقس في المملكة حتى السبت   العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشائر حلحول- الخليل بالأردن   وزير البيئة: بدء إعداد البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات

تعرف على كلمات تركية لا تزال تسكن العامية الأردنية منذ 100 عام

{clean_title}
لا يدرك الكثيرون من الأردنيين وخاصة الأجيال الجديدة منهم، أن مئات المفردات والمصطلحات المتداولة في اللهجة العامية هي ذات أصول عثمانية، باتت جزءاً من حياتهم اليومية، رغم مرور 100 عام على الحكم العثماني للمنطقة.

الاهتمام بالكلمات والألفاظ العثمانية في اللهجة العامية الأردنية هو جزء لا يتجزأ من الموروث التراثي والحضاري للمجتمع الأردني، خاصة في الجانبين الثقافي واللغوي.

خلال فترة الحكم العثماني للمنطقة في الفترة ما بين 1516- 1918، كان الأردن يتبع لولاية سوريا، ودخلت الكلمات التركية إلى اللهجة العامية؛ لأن اللغة العثمانية كانت حينها لغة الإدارة الرسمية، ولغة الكتابة، وكانت تُدرّس في المدارس، كما كانت لغة السلع والبضائع المتداولة.

الأردني أحمد صدقي شقيرات، باحث متخصص في الأرشيف العثماني، أشار في حديثه للأناضول أن "العلاقات الثقافية العثمانية العربية تعتبر من أهم الروابط الثقافية بين أمتين وثقافتين؛ نظرا للاستمرار التاريخي بينهما الذي تواصل في المشرق العربي لأكثر من 400 سنة".

وأضاف "لذلك أثرت اللغة العثمانية في اللغة العربية وخاصة في اللهجات، لأن العثمانية كانت اللغة الرسمية آنذاك، وكانت لغة التجارة والعلم ولغة المتعلمين والمثقفين".

وأردف شقيرات "العثمانية أثرت في كل اللهجات العربية من الجزائر حتى الخليج العربي، لذلك نجد كلمات عثمانية تركية في لهجات معظم البلاد العربية".

احتكاك يومي

وعلى صعيد بلده الأردن، لفت أن "التأثير العثماني في الأردن كان واضحاً جداً، حتى أن أجيال أردنية سابقة كانت تجيد اللغة العثمانية بطلاقة، والكثير من الأردنيين درسوا في المدارس العثمانية ومنهم من خدم في الجيش العثماني، وكان لهم علاقة مباشرة بالعاصمة العثمانية اسطنبول".

وأوضح شقيرات وهو مؤلف معجم الكلمات والألفاظ العثمانية التركية في اللهجة العامية الأردنية، أن "الاحتكاك المباشر كان يومياً، مما انعكس على اللغة، حيث أصبح الناس يتداولون الكثير من الكلمات وخاصة المصطلحات في حديثهم يزيد عددها عن 1100 كلمة".

ومن أبرز الكلمات الدارجة في اللهجة الأردنية، وفق شقيرات، بيك وباشا وأفندي (ألقاب عسكرية) وقائمقام ووالي ومتصرف (ألقاب إدارية حكومية) وسرايا (القصر) وشندي بندي (حاضر بحاضر) ، دوز باره (على كامل المبلغ)، دوز دوغري (استقامة الاستقامة)، وغيرها من الكلمات الأخرى.

ولفت "كنت على تواصل مباشر مع الأتراك، ووجدت أن كثير من كلمات الأردنيين أصولها تركية وخاصة اللهجة العامية، ومنها انطلقت لجميع الكلمات".

ونوه شقيرات أن "هناك وثيقة في الأرشيف العثماني تطلب من ناظر الداخلية العثماني أن يسجل الكلمات العثمانية في ولاية سوريا".

الخبير اللغوي والناقد وأستاذ الأدب المقارن يوسف بكار، شدد على أن "هناك علاقة وطيدة بين اللغات العربية والتركية وتداخل كبير فيما بينها".

وتابع بكار للأناضول "الأردن كان تحت الحكم العثماني وتأثر تأثرا كبيرا، ودخلت الكثير من الكلمات التركية في لهجته، حتى أصبحت تلك المفردات من أساسيات اللهجة العامية للأردنيين".

المفاجأة

من جهته ، قال مدير المركز الثقافي التركي (يونس إمرة) في الأردن، جنكيز إر أوغلو إن "الكثير من الطلاب الأردنيين الذين يأتون لتعلم اللغة التركية، يتفاجأون عندما تصادفهم كلمات تركية يقومون بتداولها في حياتهم اليومية".

واستطرد في حديث للأناضول "عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين منذ قديم الزمان، كان لها الأثر الكبير في جمع الثقافات وتشابهها وخاصة اللغوية منها، فمن السهل على الأردني أن يتعلم التركية، والتركي أيضاً يتعلم اللغة العربية بسهولة".

ومضى "هناك عشرات الباحثين في مجالات اللغة وجمع المفردات العربية ذات الأصول التركية، كما أن المهتمين في هذا الجانب يستعينون بالمركز هنا من أجل التوثيق وتعزيز المعرفة في هذا الجانب".

دورات في التركية القديمة

وتابع إر أوغلو "تركيا تجمعها مع الدول العربية تاريخ كبير، ومن هنا قررنا أن نعقد دورات متخصصة في تعليم اللغة التركية القديمة (العثمانية)"، داعيا الباحثين والمهتمين في هذا المجال لمراجعة المركز على الفور للترتيب لعقد هذه الدورات.

وبين أن "الأرشيف العثماني بإسطنبول يجمع كل وثائق الدولة العثمانية والتي يتراوح عددها بنحو 15 مليون وثيقة".


القافلة

المؤرخ الأردني علي محافظة، قال إن "الأردن بحكم موقعه الجغرافي كان الممر لقافلة الحج الشامي التي كانت تجمع المسلمين من شبه جزيرة البلقان والأناضول وبلاد الشام وتلتقي في دمشق".

وزاد محافظة "القافلة كانت ذات أهمية دينية واقتصادية بالنسبة للأردن؛ لأنها كانت تقيم على الينابيع والبرك التي أنشأها العثمانيون في الأردن مثل بركة زيزيا جنوبي عمان وغيرها، ويتبادل سكان الأردن المواد الغذائية مثل الزبيب والتين المجفف وغيرها من المواد الغذائية مقابل المال أو سلع أخرى".

وتابع "من هنا، كان لزاماً على الأردنيين تعلم اللغة العثمانية في ذلك الوقت؛ لأنها لغة الدولة الرسمية ولغة الاتصال مع المسؤولين الأتراك، وأصبحت كثير من الألفاظ التركية متداولة ولا تزال حتى اليوم".