أوضى عالم الفيزياء النظرية البريطاني "ستيفن هوكينج"، الذي رحل عن الدنيا، الأربعاء الماضي، بنحت "معادلة هوكينغ" الفيزيائية الخاصة به على شاهد القبر، قائلا إنها تحتوي في داخلها على جميع الأجزاء الأكثر أهمية لاكتشافه.
وتعبر المعادلة عن الفكرة التي تحدد عمله لبقية حياته، المتمثلة بأن الثقوب السوداء لم تكن سوداء بالكامل، بل أطلقت توهجا أصبح يُعرف باسم "إشعاع هوكينغ".
وأصدر هوكينج في العام 1971 بالتزامن مع عالم الرياضيات روجر بنروز نظريته التي تثبت رياضياً وعبر نظرية النسبية العامة لـ أينشتاين أن الثقوب السوداء أو النجوم المنهارة بسبب الجاذبية هي حالة تفردية في الكون "أب أنها حدث له نقطة بداية في الزمن".
وبعدها بثلاث سنوات أثبت نظرياً أن الثقوب السوداء تصدر إشعاعاً على عكس كل النظريات المطروحة آنذاك؛ وسمى هذا الإشعاع باسمه "إشعاع هوكينج" واستعان بنظريات ميكانيكا الكم وقوانين الديناميكا الحرارية.
وكان هوكينغ قد ولد عام 1942 في أكسفورد بإنجلترا، قبل أن يعاني من شكل نادر مبكر الظهور وبطيء التقدم من التصلب الجانبي الضموري، المعروف أيضا باسم مرض العصبون الحركي أو مرض لو-جريج، الذي سبب له شللا تدريجيا على مدى عقود من الزمن.
وجاء تشخيص مرض العصب الحركي عندما كان هوكينغ في الحادية والعشرين من عمره عام 1963. في ذلك الوقت، تنبأ الأطباء له بقية عمر متوقّعة لسنتين فقط.
وفي أواخر 1960، تدهورت قدراته البدنية، إذ بدأ باستخدام العكازات وتوقف عن إلقاء المحاضرات بشكل منتظم. بينما خسر ببطء قدرته في الكتابة، فطور ستيفن أساليب بصرية تعويضية، بما في ذلك رؤية المعادلات بمنظار هندسي شبه فيزيائي.
وتدهور كلام هوكينغ تدريجيا، وبحلول أواخر السبعينات استطاع فهمه فقط أبناء عائلته وأصدقاؤه المقربون. من أجل التواصل مع الآخرين، كان يترجم شخص ما يعرفه جيدا كلامه إلى خطاب واضح.وأعلن عن وفاة ستيفن هوكينغ عن عمر يناهز 76 عاما، الاربعاء.