قال نائب رئيس الإدارة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الهولندية ديف فان دن نيوينهوف إن العالم ينظر إلى الأردن كواحة أمن واستقرار في منطقة مضطربة، وأن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى هولندا ستعزز من صورة الأردن "كدولة معتدلة وصانعة سلام" .
وأكد نيوينهوف أهمية الزيارة الرسمية التي سيجريها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى هولندا في تعزيز العلاقات بين البلدين، لاسيما في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة وتداعيات الأزمة السورية على دولها وعلى العالم.
وقال في تصريحات لوفد صحفي أردني زار هولندا مؤخرا إن البلدين يتمتعان بعلاقات قوية في مختلف المجالات "وهي زيارة مهمة لتعزيز العلاقات القائمة"، مثمنا دور الأردن بقيادة جلالة الملك في دعم الامن والاستقرار في الشرق الأوسط.
ويقوم جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، في التاسع عشر من الشهر الحالي، بزيارة رسمية إلى هولندا، تلبية لدعوة من جلالة الملك ويليام الكسندر، ملك مملكة هولندا.
ويلتقي جلالة الملك، خلال الزيارة، مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، ورئيسي مجلسي الشيوخ والنواب، إضافة إلى مجموعة من رجال وسيدات الأعمال وعدد من ممثلي المؤسسات البحثية والفكرية في مجالي الأمن والدفاع.
وستركز الزيارة على بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الأردن وهولندا، إضافة إلى التعاون في مجالات التعليم التقني والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والاستفادة من التجربة الهولندية في الحلول المبتكرة لمواجهة تحديات الطاقة والأمن الغذائي والمائي، كما سيتم استعراض الجهود التي يبذلها البلدان لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومحاربة خطر الإرهاب.
وثمن نيوينهوف دور المملكة في الأزمة الإنسانية في سورية باستضافة اللاجئين السوريين، مؤكدا أن هذا يشكل تحديا للأردن في توفير خدمات للاجئين وتوفير فرص عمل لهم وللمجتمعات المحلية، مؤكدا دور بلاده في دعم الأردن قدر الإمكان في هذا الخصوص، للتأكد من تأمين احتياجات اللاجئين والمجمعات المضيفة لهم، والتأكد من أن الأردن قادر على تحمل هذه المسؤولية.
كما بين أن حكومة بلاده تعمل على دعم الاقتصاد الأردني ليكون أكثر استجابة للازمة السورية خاصة فيما يتعلق بمحاربة البطالة في ظل نسب البطالة العالية المسجلة في الأردن، خصوصا في صفوف الشباب.
وأشار إلى أن أهم القطاعات التي تشكل محط اهتمام هولندا في الأردن هي قطاعات الطاقة والمياه والزراعة، خصوصا في المجتمعات المستضيفة للاجئين، والتعاون العسكري خصوصا في إطار التحالف الدولي ضد عصابة داعش الإرهابية.
وحول التبادل التجاري بين البلدين، قال نيوينهوف إن التبادل التجاري متواضع، وهناك إمكانات لتحسينه، خصوصا وأن أمام الأردن فرصة كبيرة للاستفادة من اتفاقية تسهيل وتبسيط قواعد المنشأ مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز صادراته إلى اوروبا، مؤكدا أن الأسواق الهولندية ستكون أحد أهم الأسواق التي يمكن أن تشكل فرصة واعدة للمصدرين الأردنيين في العديد من القطاعات.
وأكد تطلع بلاده إلى أن تسهم زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى هولندا في تعزيز العلاقات ورفع مستوى التبادل التجاري "لذلك ننظر إلى الزيارة الملكية إلى هولندا على أنها فرصة".
ولفت إلى اهتمام بلاده بمشروعات إعادة الإعمار في المنطقة واتخاذ الشركات الهولندية الأردن مركزا للانطلاق إلى سورية والعراق، وقال الأردن بالنسبة لنا تمثل دولة مركزية للانطلاق إلى دول الجوار ومركزا للخدمات الإنسانية. وأكد نيوينهوف التزام بلاده في تقديم المساعدات الاقتصادية للأردن، وقال إنه "التزام طويل الأمد، خصوصا ما يتصل بمساعدة اللاجئين".
وحول موقف بلاده من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس، أكد نيوينهوف أن القرار "غير حكيم"، وقال إن هناك تشابها كبيرا في مواقف البلدين حيال نقل السفارة وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
بدورها، عرضت رئيسة مجلس النواب الهولندي خديجة عريب (المغربية الأصل) للنظام والحياة البرلمانية في هولندا ودور المرأة في النشاطات البرلمانية، مبينة أن عدد مجلس النواب 150 عضوا، يمثل الاعضاء التنوع الذي يتميز به المجتمع الهولندي منهم 56 سيدة، ويقابلهم 75 اعضاء مجلس الشيوخ.
وقالت إن المرأة في هولندا تحصل على حقوقها السياسية والاجتماعية لكن لازالت تعاني من عدم الحصول على الحقوق كافة فيما يتعلق بسوق العمل، خصوصا من ناحية الأجور ومراعاة احتياجات الأم العاملة.
واطلع الوفد الإعلامي على مهام وزارة الشؤون العامة ودورها في التنسيق بين مجلس الوزراء، صاحب الولاية العامة وبين القصر الملكي للتأكد من دستورية الإجراءات التي تتم في الدولة الهولندية.