صور زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون نفسه أمام العالم على أنه شخصية دكتاتورية يهدد دائما باستخدام ترسانته النووية ويخوض لعبة عض الإصبع مع الإدراة الامريكية. ويتميز كيم جونغ أون ببرودة أعصاب لا مثيل لها قادته لتصفية شقيقه والبعض من أقاربه..
وتقول صحيفة "دايلي بيست” الأمريكية إن الزعيم الكوري الشمالي، رجل ليس لأحد القدرة على التنبؤ بأفعاله، فعلى الرغم من أنه يحكم بلدا عزلته سياسته، إلا أنه أعلن الثلاثاء الماضي أن بلاده ستشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ببيونغ تشانغ في كوريا الجنوبية.
يقول الخبراء أن كيم يحاول أن يبدأ علاقات مع الجارة كوريا الجنوبية ليس لأي غرض سوى أنها نكاية بالرئيس الأمريكي بغية كسر علاقات سيول مع واشنطن.
الرجل العبقري الديكتاتور ذو الوجه الطفولي وصاحب الحنكة الاستراتيجية يبلغ من العمر 34 عاما واحتفل بعيد ميلاده الإثنين الماضي.
أحاديث الصبا الكثيرة كشف عنها أصدقاؤه السابقين الذين عاشوا معه مرحلة الطفولة عندما كان طالباً في مدرسة ليبي فيلد ستاينهولزلي الداخلية الناطقة بالألمانية في كوينيز، جنوبي برن السويسرية.
الطفل الودود العاشق للرياضة والمحب للنكتة
بالنسبة لهم فإن كيم مجرد طفل كان يتصف بخفة الدم وحس الفكاهة، يعشق كرة السلة ويشجع نادي "شيكاغو بولز”، كما أنه كان لطيفا مع الجميع، على الرغم من تقلب مزاجه.
يقول "جاو ميكايلو” الذي يعمل طباخا بأحد المطاعم في بيرن السويسرية، إنه يتذكر زميله السابق في المدرسة العمومية الألمانية في الفترة ما بين 1998 و2000، كان ميكايلو يظن بأن كيم هو "باك أون” ابن أحد العاملين في سفارة كوريا الشمالية.
قبل أن يكشف في يوم من الأيام كيم عن هويته الحقيقية إلا أن ميكايلو لم يصدقه.
وقال ميكايلو للصحيفة "كان كيم صديقا جيدا، قضينا الكثير من الأوقات الجميلة معا وكان أغلب الأطفال يحبونه، لكنني لا أعرف شيئاً عن حياته اليوم، وأتمنى لو أن لديه الوقت الكافي لنلتقي مجددا”.
أما عن الرياضة فقد كان كيم يملك تشكيلة من أحذية "نايكي” العلامة التجارية المعروفة، ورغم ذلك لم يكن يتمتع بالطول والوزن المناسبين لممارسة رياضة كرة السلة التي يحبها، إلا أنه كان يلعبها بمهارة.
كان كيم بحسب زميله السابق ماركو أمهوف” ظريفا ويحب المرح والضحك، كما كان يكره الخسارة”.
طفولة عادية صنعت شخصية مركبة
يقول الكاتب غوردون تشانغ، مؤلف كتاب "المواجهة النووية: كوريا الشمالية التي تخلت عن العالم”، "الحقيقة أن كيم قضى طفولته في سويسرا وهذا لا يعني أن طباعه تغيرت، فهذا الرجل يملك نفس الجينات الديكتاتورية التي كانت عند أجداده.
كما أن ما يقوم به في كوريا الشمالية هو صادر عن سبق إصرار وتصميم منه. إن أصعب شيء في توجيه النظام الشمولي هو التأكد من أنك لن تقتل نفسك”.
ديكتاتور شرس
في منتصف الموسم الدراسي في العام 2000 اختفى كيم عن الأنظار وانقطعت اخباره عندما عاد إلى كوريا الشمالية. وأصبح زعيماً للبلاد في العام 2011.
وفي العام 2012، أشرف كيم على بناء منتجع ماسكريونغ للتزلج بقيمة 300 مليون دولار بالقرب من وونسان، وقيل عن هذا المنتجع ان كيم بناه ليذكره بالفترة التي قضاها في سويسرا.