يسدل مساء الأربعاء الستار على دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا دون أي تغيير في الواقع، حيث تكرست الهوة بين الأندية الكبيرة والصغيرة وأبرز دليل على ذلك الانتصارات الساحقة التي سجلت هذا الموسم،وكتذكير لما حصل منذ انطلاق دور المجموعات في السادس من أيلول (سبتمبر)، فاز ليفربول الإنجليزي على ماريبور السلوفيني 7-0، وباريس سان جرمان الفرنسي على سلتيك الاسكتلندي 7-1، وتشلسي الإنكليزي على قره باخ الأذربيجاني 6-0، وريال مدريد الإسباني حامل اللقب على ابويل نيقوسيا القبرصي 6-0.
ومع الوصول الى الجولة السادسة الأخيرة المقررة الثلاثاء والأربعاء، حسمت 11 مباراة بفارق أربعة أهداف أو أكثر، وانتهت 15 أخرى بفوز بفارق 3 أهداف، ما يعني أن ثلث مباريات الدور الأول حتى الآن كانت من طرف واحد.
ووجد مرصد كرة القدم في المركز الدولي للدراسات الرياضية في سويسرا مؤخرا، أن دور المجموعات كان أكثر المسابقات غير المتوازنة في أوروبا بعد بطولتي الدرجة الأولى في كل من قبرص والنمسا.
ما يحصل هذا الموسم ليس جديدا، وقد وصفه المدرب البرتغالي لمانشستر يونايتد الإنكليزي جوزيه مورينيو في أيلول(سبتمبر) الماضي، بأفضل طريقة حين اعتبر أن دور المجموعات ليس سوى مرحلة "احماء" بالنسبة للفرق الكبيرة.
وتابع :"أعتقد بأنه بالنسبة... لريال مدريد، برشلونة وبايرن ميونيخ، دوري الأبطال يبدأ في شباط(فبراير)".
وتدخل المسابقة إلى الجولة السادسة الأخيرة من دور المجموعات، وتسعة من الفرق الضامنة لتأهلها الى ثمن النهائي من الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، أي اسبانيا وانكلترا وايطاليا والمانيا وفرنسا، والثلاثي الذي تحدث عنه مورينيو، أي ريال، برشلونة وبايرن، من ضمن الفرق المتأهلة.
وقد لا يتواجد في الدور الثاني سوى فريقين قادمين من الأدوار التمهيدية، أحدهما بشيكتاش التركي الذي حصل على إحدى بطاقتي المجموعة السابعة، فيما يتنافس بازل السويسري وسسكا موسكو الروسي على احدى بطاقتي المجموعة الأولى.
أما بالنسبة للموسم الماضي، فكان عملاقا البرتغال بنفيكا وبورتو اللذين سبق لهما إحراز اللقب، الوحيدين من خارج البطولات الخمس الكبرى اللذين يتجاوزان دور المجموعات وانتهى مشوارهما في الدور الثاني على أيدي بوروسيا دورتموند الألماني ويوفنتوس الإيطالي.
ويجب العودة إلى العام 2005 لايجاد فريق من خارج البطولات الخمس الكبرى في الدور نصف النهائي للمسابقة، وكان حينها ايندهوفن الهولندي بطل نسخة 1988.
صحيح أن العملاق الاسكتلندي سلتيك، الفائز باللقب العام 1967، حقق رقما قياسيا بريطانيا من حيث عدد المباريات المحلية المتتالية التي لم يخسرها، وقدره 67 مباراة ولم يخسر أيا من مبارياته الـ18 الأخيرة على أرضه بقيادة مدربه الايرلندي الشمالي برندن رودجرز، لكنه مني بأقسى مباراة قارية في تاريخه عندما سقط 0-7 الموسم الماضي أمام برشلونة.
كما مني تحت اشراف رودرجز بأسوأ هزيمة أوروبية له على أرضه ووقعت هذا الموسم بخماسية نظيفة أمام باريس سان جرمان الذي سحق الفريق الاسكتلندي في باريس 7-1 ايضا.
واعترف مدرب ليفربول الانكليزي السابق بعد الخسارة المذلة في باريس أنه "يتوجب علينا تعويض الفارق الكبير من ناحية النوعية، لكن سنحاول أن نتطور من عام الى آخر"، مؤكدا "سيكون دائما (الفارق الكبير) تحديا بالنسبة لنا، لا يمكنك الفرار من هذا الأمر".
وقد يكون الحل الوحيد للتخلص من هذه الهوة الشاسعة، اعادة العمل بالنظام الذي كان قبل انطلاق مسابقة دوري ابطال أوروبا بصيغتها الجديدة عام 1992، أي نظام اقصاء المغلوب من مباراتين في جميع ادوار البطولة، كما كانت الحال ايام كأس الاندية الأوروبية البطلة.
وفي حال أعيد العمل بالنظام السابق، فقد يثمر الدور الأول عن مواجهات مثيرة للغاية، بين ريال مدريد وبايرن ميونيخ مثلا، لكن شيئا من هذا القبيل غير وارد حاليا وسيكون من الصعب تخيل الحصول على نتائج مناسبة بنظام مختلف عن ذلك المتبع حاليا.
في الواقع، وبحسب التعديلات الجديدة التي ستطبق الموسم المقبل بضمان اربعة مقاعد في دور المجموعات لكل من انكلترا وايطاليا واسبانيا والمانيا، فالاتجاه العام يسير نحو خلق بطولة نخبة مغلقة.
وأظهرت النتائج المالية الأخيرة لسلتيك، أن إيراداته الإجمالية بلغت 90.7مليون جنيه استرليني (122 مليون دولار)، في حين احتل باريس سان جرمان المركز السادس على لائحة مجلة "ديلويت" لعام 2017 من حيث أعلى الأندية الرياضية دخلا، حيث بلغت إيراداته الإجمالية 520.9 مليون يورو.
قوي جدا في بلاده وليس قويا بما فيه الكفاية على الصعيد القاري، يكتفي سلتيك بتحصيل فائدة تواجده بين النخبة لست مباريات وما ينجم عن ذلك من عائدات مالية هامة جدا بالنسبة له أو أي فريق صغير آخر، فيما تبدأ الجدية بالنسبة للفرق الكبرى اعتبارا من الأسبوع المقبل عندما تسحب قرعة الدور الثاني.