وفد اقتصادي يزور إفريقيا لاستكشاف فرص التصدير وترويج الأردن استثماريا
يبدأ وفد اقتصادي أردني يرأسه وزير الدولة لشؤون الاستثمار، مهند شحادة، اليوم، جولة عمل في دول افريقية لغايات استكشاف الفرص التصديرية المتوفرة فيها للمنتجات الصناعية الوطنية والترويج للأردن كبيئة حاضنة لأعمال التجارة والاستثمار.
وتشمل الجولة التي تنظمها هيئة الاستثمار بالتعاون مع غرفة صناعة الأردن، زيارة كل من تنزانيا وكينيا وإثيوبيا يتخللها عقد منتديات للأعمال واجتماعات مع مسؤولين رسميين فيها وتنظيم لقاءات ثنائية للشركات الأردنية، بالإضافة لتوقيع بعض مذكرات التفاهم لتسهيل أعمال القطاع الخاص.
وتسعى هيئة الاستثمار من خلال الجولة التي يشارك بها حوالي 30 شركة صناعية وخدمية تعمل في قطاعات مختلفة، الى فتح أسواق تصدیریة جدیدة أمام الصناعة الوطنیة وبناء جسور مع رجال أعمال ومستثمرين بما يسهم بتحقيق التكاملية والتشاركية بين مجتمع الأعمال.
وقال وزير الدولة لشؤون الاستثمار، مهند شحادة "إن الجولة تهدف الى استكشاف الفرص المتاحة أمام الصناعة الوطنية في هذه الأسواق، إضافة لبناء جسور مع رجال الأعمال في هذه الدول من خلال إجراء لقاءات رسمية وعلى مستوى القطاع الخاص".
وتهدف الجولة، بحسب الوزير شحادة، الى الترويج للأردن استثماريا والتأكيد أن المملكة تملك سوقا حجمه أكثر من مليار مستهلك حول العالم بفعل الاتفاقيات التجارية بدون أي عوائق أو رسوم جمركية.
وأوضح أن استهداف السوق الافريقية يأتي تنفيذا للمحور الثالث من الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة مؤخرا والمتمثل في تعزيز الصادرات وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الأردنية من خلال بناء علاقات استراتيجية مع دول وأسواق أخرى.
وبين الوزير أن الهيئة ستعمل على تنظيم لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال الأردنيين ونظرائهم في هذه الدولة، إضافة الى عقد لقاءات مع مسؤولين في دول مجاورة مثل رواندا وأوغندا على هامش الجولة للدول الثلاث، إضافة الى ترويج الفرص الاستثمارية المتاحة بالمملكة والحوافز التي تقدم للمستثمرين، عدا عن الموقع الجغرافي المميز كمركز انطلاق للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار بالمنطقة.
وحث المشاركون على ضرورة استغلال الجولة للترويج للصناعة الوطنية التي حققت تقدما كبيرا خلال السنوات الماضية من حيث الجودة والسعر المنافس والسعي الى عقد الصفات التجارية.
وأشار الى أن المرحلة الثانية من عمل الهيئة لفتح أسواق تصديرية أمام الصناعة الوطنية وجذب الاستثمارات، تشمل التركيز على السوقين الهندية والصينية، مشددا على ضرورة النظر بإيجابية إلى النتائج التي تحققت على مستوى الاقتصاد الوطني والعمل على تعظيمها والترويج لها أمام المستثمرين.
الى ذلك، قال رئيس غرفة صناعة الأردن، عدنان أبو الراغب "إن الغرفة تسعى من خلال الجولة للدول الافريقية لمساعدة الصناعيين الأردنيين بالتعرف على الأسواق الافريقية وتنظيم لقاءات ثنائية مع أصحاب الأعمال، بالإضافة لعقد منتديات للأعمال".
وبين أن نسبة الصادرات الأردنية الى الدول الافريقية باستثاء الدول العربية لا تتجاوز 2.5 %، وهي نسب متواضعة تتطلب مزيدا من الجهود من القطاعين العام والخاص لزيادة حجم الصادرات الأردنية الى تلك الدول.
وأوضح أبو الراغب، أن القطاع الصناعي يسعى لزيادة صادراته للأسواق الافريقية في ظل الظروف الحالية التي تمر بها دول الجوار والتي أدت لإغلاق المنافذ الحدودية البرية أمام الصادرات الأردنية، مؤكدا ضرورة بناء قاعدة لتسهيل عملية التبادل التجاري مع الدول ذات الفرص والإمكانيات لتسويق الصادرات الأردنية.
ومن جانبه، أوضح عضو مجلس إدارة غرفة صناعة عمان، د.إياد ابو حلتم، أن الجولة تهدف للبناء على الزيارات التي نظمت سابقا وبخاصة للسوق الكينية بهدف الترويج للصناعة الوطنية، مشددا على ضرورة عقد اتفاقيات تجارية مع دول القارة الافريقية تعطي أفضلية للأردن.
ولفت الى أن التوجه نحو إفريقيا وفتح أسواق جديدة للمنتجات الأردنية أصبح قرارا استراتيجيا للقطاع الصناعي، موضحا أن افتتاح السفارة الأردنية في كينيا لن يكون إلا بداية لعلاقات أوسع مع الدول الإفريقية التي تشهد نموا اقتصاديا متزايدا.
وبدوره، أكد مستشار السوق الإفريقية، محمد الزيادات، أن الشركات الصناعية الأردنية بدأت خلال السنوات الأخيرة بالتحرك صوب أسواق دول شرق إفريقيا بحثا عن بدائل تصديرية للمنتجات الوطنية بعد تقلص صادراتها للأسواق التقليدية جراء انسداد الحدود البرية، وبخاصة مع الجارين العراق وسورية. وأوضح الزيادات أن أسواق شرق افريقيا والتي تضم كينيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا وبروندي، تعد من الأسواق الاستهلاكية المهمة وتحاول كبرى الدول الصناعية الدخول إلى تلك الدول؛ حيث يبلغ عدد سكان هذه الدول مجتمعة أكثر من 250 مليون نسمة، فيما تعد إثيوبيا أيضا من الدول الإفريقية التي تحقق معدلات نمو مرتفعة.