كمال: للطحالب إمكانيات هائلة في تحفيز الاقتصاد الوطني
مدفوعاً بشغفه بالحفاظ على الصحة العامة للأفراد، والتخفيف من حدة الأمراض وأثرها والوقاية منها، أنشأ سامي كمال أول مزرعة طحالب في الأردن والمنطقة ككل؛ حيث هدف من خلالها إلى امتصاص ثاني أكسيد الكربون المنبعث من المصانع في منطقة سحاب، وتحديداً مصانع الإسمنت، وتحويله إلى طاقة لتشغيل هذه المنشآت. ورغم أن مشروعه الأول لم يلقَ نجاحاً كبيراً، إلا أنه تمكن من البناء على تجاربه مستخدماً المزرعة ذاتها مرة أخرى لإنتاج طحالب غذائية عالية الجودة وذات فعالية مثبتة علمياً.
"واجهنا صعوبة كبيرة في التعاقد مع المصانع لإنتاج المكملات الغذائية الخاصة بنا، لكن ذلك لم يشكّل عائقاً أمامنا بالقدر الذي كان فيه دافعاً لنا لإنشاء مصنعنا الخاص العام 2009 باسم "بيو إنيرجي تيك كو BioEnergyTech Co.""، بهذا بدأ كمال الحديث معنا حول بدايات مشروعه، الذي لم يركز من خلاله على استغلال الطحالب فحسب، بل سعى كذلك إلى إبراز ما تحويه الطبيعة الأردنية من نباتات ذات فائدة صحية عظيمة.
وكأحد المرشحين النهائيين للفوز بجائزة "الريادي الواعد"، الذين تم الإعلان عنهم مؤخراً من قبل إرنست ويونغ "EY" الأردن، يُعزي كمال مشاركته في جائزة "رواد الأعمال" للعام الحالي إلى حرصه على زيادة وعي الأطباء والأفراد بالمكملات الغذائية كعنصر رئيسي لرفع مستويات الصحة العامة، فهو يطمح إلى تسليط الضوء على هذا القطاع ودوره في الارتقاء بالاقتصاد الوطني ككل، مرجحاً إمكانية النهوض به وتحقيق التميّز على مستوى المنطقة والعالم كما هو الحال في قطاع المنتجات الدوائية المحلي.
ويتابع كمال: "ثمة توجه عالمي كبير نحو كل ما هو طبيعي، وقد بتنا نلاحظ هذا التوجه بشكل متزايد في منطقتنا العربية مؤخراً، لذا فنحن بحاجة إلى تأطير إنتاج المواد والمكملات الغذائية الطبيعية بإطار علمي، عبر الاعتماد على الدراسات والتجارب، وتوظيف العقول المحلية لما تمتلكه من خبرات ومعلومات".
ويشير كمال إلى أن التميز في المنتجات، وإيجاد قيمة مضافة لها، هو العنصر الأهم للحفاظ على استدامة أي مشروع، وضمان تلبية مختلف احتياجات الأفراد في الأسواق المستهدفة، مستعرضاً تجربته كمثال على النجاح في الاستدامة والنمو؛ حيث وصل عدد منتجات "بيو إنيرجي تيك كو" إلى 35 منتجاً، مع خطط للانتشار في الأسواق الأميركية والأوروبية.
وضوح الرؤية، والقدرة على التعامل مع المتغيرات، وروح التحدي والإصرار، إلى جانب الشغف بالتميز، تشكّل مجتمعة أبرز عوامل النجاح لأي مشروع ريادي، على حد تعبير كمال، مشيراً إلى أن جائزة بمستوى جائزة "رواد الأعمال" تسهم في تسليط الضوء على القطاعات التي تحتضن إمكانيات هائلة، لكنها تفتقر إلى الاستثمارات القوية فيها.
وتعدّ جائزة "رواد الأعمال" التي تنظمها شركة إرنست ويونغ "EY" منذ 31 عاماً، جائزة الأعمال الوحيدة والأهم على مستوى العالم، فهي تسهم في إحداث تغيير مهم في مشهد الأعمال من خلال تشجيع أنشطة الريادة بين الأفراد الذين يتحلون بالإمكانيات والقدرات المطلوبة، وتكريم مساهماتهم، في أكثر من 145 مدينة واقعة في 60 بلداً.