العالم ينفق على السياحة 2.3 مليار دولار يوميا
قال أمين عام منظمة السياحة العالمية، الدكتور طالب الرفاعي "إن حجم الإنفاق السياحي في العالم يصل الى حوالي 2.3 مليار دولار يوميا، ما يعني أن السياحة ثالث أكبر صناعة بعد الوقود والكيماويات".
وبين الرفاعي، خلال افتتاح أعمال المؤتمر الإقليمي الأول حول السياحة في مدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعنوان "التنافسية من أجل النمو المستدام"، أن شخصا واحدا يسافر من بين كل 6 أشخاص في العالم.
وأوضح الرفاعي، أن المدن في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعد الأكثر حضارية في العالم؛ حيث إن 54 % من الناس يعيشون فيها، مشددا على أهمية الاعتماد على سياحة المدن في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتوقع الرفاعي، وبحسب أرقام منظمة السياحة العالمية، أن تصل أعداد السياح في العالم الى 1.8 مليار.
ومندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، افتتحت وزيرة السياحة والآثار، لينا مظهر عناب، المؤتمر أمس، في فندق جراند حياة عمّان.
وتأتي فعالياته في إطار أنشطة العام الدولي للأمم المتحدة 2017 لتسخير السياحة المستدامة من أجل التنمية، وتجسيداً للأهداف العالمية للتنمية المستدامة حتى العام 2030.
واعتبرت عناب، أن أكثر مكان ملائم لمناقشة موضوع المؤتمر هو مدينة عمان، التي شهدت العديد من التحولات عبر تاريخها من رباط عمون العمونيين (القرن الثالث عشر قبل الميلاد)، إلى فيلادلفيا ديكابوليس اليونانية الرومانية (القرن الثالث قبل الميلاد)، إلى عمان الحديثة نسبيا من الأمويين.
ولفتت عناب إلى أنه بالنظر إلى أنماط الزوار إلى الأردن "نجد أن الناس يزوروننا لأسباب مختلفة، ولكن زيارة عمان للعمل والمتعة تأخذ أكبر حصة. وعلاوة على ذلك، فإن النمو في قطاع السفر والسياحة في الأردن تجاوز النمو في بقية الاقتصاد، لذلك فمن المنطقي بالنسبة لنا تحديد أولويات احتياجات المسافرين من رجال الأعمال والسياح في تخطيط تطورات مدينتنا".
وشددت عناب على أن "وزارة السياحة تنظر بأهمية إلى تطوير السياحة في مدننا وبشكل رئيسي في عمان بطريقة تنافسية ومستدامة".
ولفتت إلى أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبحت عمان تتطور لتصبح مركزا سياحيا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا حاسما له شريان الحياة في التدفق السلس للناس ورأس المال والأفكار والتجارة وتكنولوجيا المعلومات.
ومن جهته، قال أمين عمان، الدكتور يوسف الشواربة، خلال الجلسة الافتتاحية "إن العاصمة عمّان هي بوابة الأردن السياحية، ومشاركتها النشطة في مجال السياحة أمر بالغ الأهمية لنجاح السياحة الوطنية، وبالتالي فإن أمانة عمان الكبرى شريك حيوي وقوي في تنمية السياحة وتحقيق توقعات النمو للاقتصاد الأردني".
وأشار الى دور أمانة عمان في توفير البنى التحتية الداعمة والمكملة لصناعة السياحة، وخلق بيئة سياحية جاذبة، وتنظيم ودعم العديد من الفعاليات السياحية والمهرجانات المحلية والدولية لمواطني وزوار مدينة عمّان على مدار العام، والمساهمة في الحفاظ على التراث العمراني والإفادة منه سياحيا.
ويسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه تنظيم المناطق الحضرية لاستيعاب النمو السكاني المتزايد وتوفير خدمات ذات جودة عالية تلبي تطلعات المواطنين وتوفير تجربة سياحية فريدة للزوار في آن واحد.
وناقش المشاركون في اليوم الأول للمؤتمر، أثر تنمية السياحة المستدامة على النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المستدام بالتركيز على المسؤولية المجتمعية، وإبراز العوامل التي تسهم في تحقيق التنافسية في مدن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال تنمية وتطوير السياحة الحضرية المستدامة.
ووقع على هامش المؤتمر اتفاقية بعنوان "التزام القطاع الخاص بمبادئ المدونة العالمية لأخلاق السياحة"، وذلك في إطار المسؤولية المجتمعية للشركات بين منظمة السياحة العالمية وسبع من الشركات السياحية والجمعيات الوطنية الأردنية في القطاع ذاته. وشارك في جلسات المؤتمر عدد من وزراء السياحة الحاليين والسابقين وأمناء المدن العربية والخبراء والباحثين ورجال الأعمال في قطاع السياحة والتنمية الحضرية والقطاعات الاقتصادية والخدماتية المتنوعة ذات العلاقة. ويسعى المؤتمر الإقليمي الدولي لسياحة المدن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في نهاية جلساته، إلى التوصل لحلول ورؤية مشتركة حول التكاملية في رسم السياسات، والأطر التشريعية والحوكمة والتخطيط الاستراتيجي، والإدارة الفاعلة بين جميع الجهات المعنية في تنمية السياحة الحضرية المستدامة في مدن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك تحسين الشفافية والمعرفة والعلم والمهنية والقدرة الإنتاجية والبنية التحتية والموصولية. كما يهدف المؤتمر إلى التأكيد أن المدونة العالمية لأخلاق السياحة، وثيقة سياسات عمل تشكل إطارا مرجعيا لتوجيه الجهات المعنية وأصحاب المصلحة نحو تحقيق تنمية سياحة من أجل الاستدامة في المدن والمقاصد السياحية.
وتنظم، على هامش المؤتمر، ورشة عمل بعنوان "السياحة الإبداعية في المدن" يشارك فيها عدد من الحضور، وذلك تحت إشراف الخبيرة كارولين كوريت، مؤسسة شبكة السياحة الإبداعية- إسبانيا.
والمؤتمر الذي يعقد على مدار يومين، يحظى بدعم ورعاية شركة "أيلا" للتطوير، وهي الراعي الفضي للمؤتمر، والبنك الرسمي للمؤتمر "Capital Bank"، والراعي الحصري للاتصالات "Orange" الأردن، و"الملكية الأردنية" الناقل الرسمي للمؤتمر، والرعاة الآخرون شركة JETT، وشركة العبدلي للاستثمار والتطوير.