من يعتقد أن ريال مدريد لا يعاني من أزمة فنيّة حقيقية يكذّب نفسه، والنتائج في الدوري الإسباني خير دليل على ذلك، فبعد مرور 10 جولات من عمر المسابقة، يحتل الفريق المركز الثالث برصيد 20 نقطة فقط، بفارق 8 نقاط وراء المتصدر والغريم التقليدي برشلونة.
ويثق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان في قدرة فريقه على تجاوز هذه المرحلة، لكن عليه اولا إيجاد حل لمجموعة من المشاكل التي عاني منها فريقه هذا الموسم، رغم أن ريال مدريد يؤدي بشكل لا بأس به في مسابقة دوري أبطال التي يحمل لقبها.
وتنتظر ريال مدريد مواجهة في غاية الصعوبة أمام توتنهام الإنجليزي على ملعب "ويمبلي" الشهير مساء اليوم في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثامنة للمسابقة الأوروبية، ويأمل الفريق الملكي تحقيق الفوز وانتزاع الصدارة التي ربما تنمحه أيضا بطاقة تأهل مبكرة إلى الدور ثمن النهائي عن مجموعة تضم أيضا كل من بوروسيا دورتموند الألماني وأبويل تيقوسيا القبرصي.
المستويات الضعيفة لن تكون مقبولة بالنسبة للاعبين أمام منافس مثل توتنهام، فالفريق اللندني عازم على مصالحة جماهيره بعد الخسارة في المباراة الماضية بالدوري الإنجليزي أمام مانشستر يونايتد، ورغم عدم تأكد مشاركة النجم الفريق وهدافه هاري كاين، فإن الفريق اللندني قادر على هزيمة حامل اللقب بفضل كتيبة اللاعبين المؤثرين الذين يقودهم باقتدار المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، خصوصا بعد انتهاء فترة إيقاف لاعب الويط الهجومي ديلي ألي.
ويتعرض مجموعة من اللاعبين لانتقادات عنيفة بسبب الأداء الهزيل الذي قدموه في مباريات ريال مدريد الأخيرة، وهناك تخوّف من استمرار تدهور أدائهم في حال لم يرتق المستوى العام للفريق الذي يحتاج بشدة لتعزيز صفوفه في فترة الإنتقالات الشتوية المقبلة.
ويستعرض التقرير التالي لائحة بستة لاعبين تدور الأسئلة حول أدائهم المخيّب مع ريال مدريد هذا الموسم:
1 - سيرجيو راموس:
تلقّى مرمى ريال مدريد 11 هدفا في الدوري المحلي هذا الموسم بمعدل أكثر من هدف واحد في المباراة، إضافة إلى هدفين في 3 مباريات بدوري الأبطال، ويعود السبب الرئيسي في هذا الرقم السلبي إلى عدم تفاهم عناصر خط الدفاع، لاسيما في العمق حيث يتواجد قائد الفريق سيرجيو راموس.
وارتكب راموس كثيرا من الأخطاء في المباريات السابقة، وفي بعض الأحيان افتقد للتناغم في الأداء مع زميليه رفاييل فاران وناتشو فرنانديز، كما أن العصبية تسيطر عليه كثيرا وتدفعه لارتكاب المخالفات، وهو أمر يجب أن يتعامل زيدان معه بحزم في الفترة المقبلة، ومن أهم عيوبه أيضا عدم قدرته على تمرير الكرات العالية من الخلف عند الحاجة.
2 - ناتشو فرنانديز:
اعتبر النقاد في الموسم الماضي أن ناتشو هو المدافع الأكثر تعرّضا للظلم الإعلامي، بعدما قدّم أداء مميزا في كافة المراكز التي شارك فيها، خصوصا في عمق الدفاع، الأمر الذي جعل استدعاءه للمنتخب الإسباني أمرا لا مفر منه بالنسبة للمدرب جولين لوبيتيجي.
لكن ناتشو الموسم الحالي، يختلف كثيرا، فقد فشل ابن النادي البار في استغلال فرصته عند إصابة فاران، خصوصا وأن المدافع الشاب خيسوس فاييخو عانى كثيرا من مشاكل بدنية تؤثر على جاهزيته، وتسبب ناتشو في اهتزاز شباك فريقه في أكثر من مناسبة، وعلى وجه الخصوص أمام مهاجمين يتمتعون بسرعة الإنطلاق.
3 - لوكا مودريتش:
يبدو أن التقدم في السن بدأ يؤثر بشكل تدريجي على أداء لاعب يعتبره البعض الأفضل في العالم بمركزه، وبعد سنوات من التألق في كافة المسابقات ومساهمته الفعّالة في فوز فريقه بلقب دوري الأبطال 3 مرات، يقدم مودريتش بداية بطيئة في الدوري هذا الموسم، وهو أمر ظهر جليا في المباراة السابقة التي خسرها ريال مدريد أمام جيرونا (1-2).
صحيح أن بنية مودريتش الجسدية لا تسمح له في إنهاء المواجهات الثنائية على أرض الملعب لصالحه، لكن تدخلاته دائما ما كانت مؤثرة وناجحة، ويكفي تذكّر مباريات الذهاب أمام برشلونة في الدوري الإسباني الموسم الماضي لإدراك ذلك، عندما راقب اللاعب الكرواتي نجم الفريق المنافس ليونيل ميسي بشكل مميز، وهذه الميزة تغيب عن أداء مودريتش هذا الموسم.
4 - لوكاس فاسكيز:
برز لاعب اسبانيول السابق مع ريال مدريد في الموسمين السابقين، خصوصا في دور البديل الذي بإمكانه منح الفريق نفسا جيدا بفضل انطلاقاته على الجانب الأيمن من الخط الهجومي، وما تغيّر الموسم الحالي، هو أن فاسكيز يعتبر حاليا الخيار الهجومي الأول لزيدان على مقاعد البدلاء، بعدما فرّط الفريق بأسلحة أخرى مثل خاميس رودريجيز وألفارو موراتا وماريانو دياز.
الحمل يبدو ثقيلا على فاسكيز عند دخوله أرض الملعب هذا الموسم رغم نشاطه الدائم، وفي معظم الأحيان لا يقدم أي إضافة لأداء الفريق، خصوصا وأن جاريث بايل كثير التعرض للإصابات، وهو الأمر الذي يجبر زيدان على اللجوء لطريقة اللعب 4-4-2، بدلا من الزج بفاسكيز أساسيا إلى جانب كريم بنزيمة وكريستيانو رونالدو في المقدّمة.
5 - كريم بنزيمة:
هو اللاعب الأكثر عرضة للانتقادات منذ بداية الموسم، وذلك بسبب كثرة إهداره للفرص السهلة أمام مرمى المنافسين.
سجل بنزيمة حتى يومنا هذا هدفا وحيدا في 6 مباريات شارك فيها بكافة المسابقات، ورغم جهوده المميّزة في التفريغ لزملائه وتمرير الكرات لهم، إلا أنه يبقى مطالبا بتسجيل للأهداف، لأنه باختصار رأس الحربة الوحيد في الفريق، ومهمّة المهاجم الصريح الأساسية هي هز الشباك وليست صناعة الأهداف.
وملّ أنصار الفريق من المبررات التي يقدمها زيدان عند ظهور بنزيمة بشكل سيء، وإذا ما استمر الوضع على حاله، فإن التعاقد مع رأس حربة جديد يتوجب أن يتصدر أوليّات النادي في الفترة المقبلة.
6 - كريستيانو رونالدو:
الأمر بسيط، هدف واحد في الدوري بعد انتهاء 10 جولات رغم غيابه عن 4 بسبب الإيقاف، هل هذه الأرقام تليق بأفضل لاعب في العالم؟ بالطبع لا، وربما آن الأوان ليقتنع النجم البرتغالي بحقيقة عدم قدرته على الأداء كما كان يفعل سابقا.
لكن الأمر مختلف في دوري الأبطال، حيث أحرز رونالدو حتى الآن 5 أهداف في 3 مباريات، والواقع يقول أن "الدون" يرتاح كثيرا لوجود لاعبين معينين بجانبه في الملعب مثل بايل الغائب لفترة من الوقت، وإذا ما كان هناك ما يحتاج رونالدو للعمل عليه، فهو لمسته الأخيرة التي دارت حولها شكوك بشأن ضعفها هذا الموسم.