ارتفاع ريع مباريات ‘‘المحترفين‘‘ والتخوف من الشتاء
أثارت تصريحات أمين عام اتحاد كرة القدم سيزار صوبر المتعلقة بزيادة ريع المباريات منذ تسلم الاتحاد مهمة الاشراف على عملية الدخول إلى المدرجات، العديد من التساؤلات، فيما أبدى البعض من أصحاب العلاقة في تسويق التذاكر ومن الذين يتحصنون بخبرات كبيرة في "شراء" المواسم السابقة وفق مبالغ مالية كانت تدر عليهم الكثير من الأرباح، وجهة نظرهم في هذا الموضوع، حيث أكد هؤلاء أن المعلومات وخاصة الرقمية التي أدلى بها صوبر في حديثه للمجلة الرياضية، جاءت بعد أن قام الاتحاد بادخال تغييرات جديدة ساهمت بزيادة حجم الريع مقارنة مع المواسم الماضية، ولم تكن متوفرة خلال المواسم الماضية، ولهذا ليس غريبا أن تسجل مباراة الفيصلي مع الوحدات في الجولة الثالثة من الدوري رقما قياسيا عندما بلغ نحو 60 ألف دينار، وهذه سابقة في تاريخ اللقاءات بين جميع الفرق.
وأشار خبراء التسويق من متعهدي بعض المباريات أو المواسم بأكملها، أن هناك العديد من العوامل ساهمت بهذه الزيادة، لا سيما عودة الجماهير إلى المدرجات في ظل تقارب المستوى والفارق النقطي وزيادة أسعار البطاقات والمواعيد المناسبة للفرق صاحبة القواعد الجماهيرية وبالاخص جماهير الرمثا بعد النتائج اللافتة لفريقها، وغياب حرمانات الجمهور من الحضور، والعنصر الأهم في الموضوع تسويق المنصة الرئيسة والتي كانت في السنوات الماضية تمنح لضيوف ومعارف الاتحاد والدخول اليها كان يتم بالمجان.
وكان أمين عام اتحاد الكرة سيزار صوبر أشاد بالأمور التنظيمية ببطولة الدوري وقوة المنافسة ومدى انعكاس ذلك على زيادة حجم الريع، الذي يعود للمتابعة الجماهيرية التي تتزايد من جولة لأخرى، وأضاف أن مشروع إدارة التذاكر والمعزز بأرقام حول مردود ما أنجز من لقاءات حتى الأسبوع السادس من عمر بطولة الدوري وقال "لنفترض جدلا ومن خلال ما رشح عن بيع الأندية تذاكر مبارياتها في الموسم الماضي إلى متعهدين بأن الاجمالي بلغ 450 ألف دينار، فإن الريع حتى الاسبوع السادس من الموسم الحالي اقترب كثيرا من ذلك الرقم وبأقل عشرة آلاف دينار فقط، علما أن هناك أكثر من 96 مباراة متبقية على الموسم، ما يعني أننا سنصل إلى نسبة مضاعفة عن رقم الموسم الماضي، وبالتالي سيرتفع الدخل للأندية".
وأوضح صوبر "نحن لا نتعامل مع المتعهدين ونرسل ريع كل مباراة إلى النادي المستضيف للمباراة بعد يومين كأقصى حد من نهايتها، وهذا المشروع -إدارة التذاكر- يعد البداية لمشاريع مقبلة في الموسم المقبل".
ويؤكد عبد الحليم الخلايلة "أحد أقدم المتعهدين في شراء تذاكر الموسم عبر السنوات الماضية"، أن هناك العديد من الخطوات ساهمت بزيادة الريع في مقدمتها، جدولة مباريات الفرق الجماهيرية مثل الوحدات والفيصلي والرمثا أيام الجمعة والسبت وخاصة الجمعة، ما يساهم بزيادة الاقبال الجماهيري وكذلك رفع أسعار التذاكر وبيع المنصة الرئيسة التي تتسع لأكثر من 600 متفرج وتم تحديد سعر التذكرة بحوالي 20 دينارا، وكذلك تقارب مستوى الفرق بصورة عامة وصاحبة الجماهير بصورة خاصة الأمر الذي ابقى السخونة متواصلة على المباريات.
الخلايلة في حديثه لـ"الغد" وتعقيبا على تصريحات صوبر حول مواصلة زيادة الريع خلال الفترة القادمة، أبدى تخوفه من هبوط الريع بصورة لافتة خاصة مع دخول المباريات في فصل الشتاء، وكذلك في حال خروج الفيصلي من بوابة المنافسة.
واستغرب الخلايلة من المعلومات التي يدلي بها الاتحاد حول عدد الحضور في المباريات، فعلى سبيل المثال تم الإعلان بأن عدد الحضور الجماهيري، في مباراة الوحدات والبقعة على ستاد الملك عبدالله بحوالي 10 آلاف بالرغم من أن التقديرات تشير إلى حوالي 15 ألف متفرج، وانطبق الحال على مباراة الوحدات مع الرمثا، وبرر الخلايلة هذا التناقض بأنه ربما يكون في عملية المجاملات بالدخول والافتقار إلى ضبط على بوابات الدخول، وقد يكون هناك بعض الأطفال الصغار أو الشباب الذين يدخلون مع أهاليهم من دون تذاكر، لكن في المحصلة تعتبر ارقام الحضور المعلنة غير دقيقة بالرغم من النظام الجديد في عملية التعداد.
وأعلن الخلايلة بأنه على الاستعداد لشراء الموسم بأكمله بمبلغ 750 ألف دينار، شريطة قيام اتحاد الكرة بتوفير كافة العناصر التي لم تكن موجودة في المواسم السابقة والمعمول بها في الموسم الحالي.
وقد سبق للمتعهد الخلايلة ان اشترى العديد من المواسم الكروية (التذاكر) كان آخرها بمبلغ 400 ألف دينار، وكانت الحصيلة 650 ألف دينار.
ويرى المتعهد الأخر رشدي خليل أن الخطوات التي اقدم عليها الاتحاد والمتمثلة باستثمار المنصة الرئيسة وبرمجة مباريات الفرق الكبيرة أيام العطل وتعويم أسعار التذاكر تستحق الاشادة، وهذه العوامل بالاضافة إلى تجمع مجموعة من النجوم في الفرق صاحبة الجماهيرية ساهمت بزيادة الريع.
وأضاف خليل أن التخوف من انخفاض الريع يعود لاقتراب فصل الشتاء، في الوقت ذاته يؤكد خليل أن سلطة الاتحاد في التعامل مع الجمهور وخاصة في المنصة الرئيسة أقوى من سلطة المتعهد في ضبط الأمور وبالتالي التقليل من الدخول عنوة.