رونالدو الاختيار الأول لـ109 لاعبين و103 مدربين و128 إعلاميا
لم يكن فوز النجم البرتغالي وفريق ريال مدريد كريستيانو رونالدو مفاجئا بجائزة افضل لاعب في العالم، وفق استفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، في الحفل الذي جرى الاثنين الماضي في لندن، لكنه لم يكن متوقعا بهذه النسبة العالية، حيث حصل "الدون" على ما نسبته 43.22 % من الاصوات مقابل 19.25 % لمنافسه الارجنتيني ونجم برشلونة ليونيل ميسي.
ومن البديهي أن المنافسة الشرسة بين هذين النجمين جعلتهما يستحوذان على الجائزة بمختلف تسمياتها في السنوات العشر الاخيرة، وحرما بقية النجوم من التتويج بها، فأصبح جميع نجوم العالم مجرد مشاهدين في حفل الجوائز، بينما يتوج رونالدو تارة وميسي تارة اخرى.
رونالدو اختير كأفضل لاعب في العالم، في 2008 من قبل الفيفا، وفي 2013 و2014 عندما كانت المسابقة تنظم من قبل الفيفا ومجلة فرانس فوتبول الفرنسية معا، اضافة الى العامين 2016 و2017 بعد انفصال جائزة الفيفا عن فرانس فوتبول، بينما توج ميسي بجائزة افضل لاعب في العالم من قبل الفيفا عام 2009، واربع جوائز في 2010 و2011 و2012 و2015 من قبل الفيفا وفرانس فوتبول معا.
هل يستحق رونالدو الجائزة؟
تتويج رونالدو بالجائزة واكتفاء ميسي بالتصفيق له، طرح سؤالا ربما فاحت العاطفة منه، فيما اذا كان رونالدو الذي يقدم حاليا مستوى هزيلا يستحق الجائزة اكثر من ميسي الذي يبدو حاليا في افضل احواله؟.
وللاجابة عن هذا السؤال لا بد من التذكير بأن التصويت على الجائزة انتهى قبل شهرين، وكان المقياس آنذاك ما حققه رونالدو مع منتخب بلاده وريال مدريد، حيث كان صاحب فضل كبير في تتويج الريال بلقب الدوري الاسباني والاحتفاظ بلقب دوري ابطال اوروبا والفوز بكأس السوبر الاسباني، في حين لم يحقق ميسي في تلك الفترة انجازات تذكر سوى المساهمة بتتويج فريقه بلقب كأس اسبانيا.
ولا بد من الوقوف على آلية التصويت لمعرفة كيف فاز رونالدو بها؟
طبقا لتعليمات الفيفا، فإن التصويت يتم الكترونيا من خلال 4 فئات لكل فئة منها 25 % من الاصوات، بحيث يشارك في التصويت قادة المنتخبات الوطنية، مدربو المنتخبات الوطنية، اعلاميون مختصون، الجمهور، وهذه الفئة الاخيرة يجب أن تكون مسجلة في قناة FIFA.COM، ويسمح لقادة المنتخبات والمدربين والصحفيين التصويت لأحد اللاعبين في البلد التي يحملون جنسيتها، ولكن لا يحق للاعب أن يصوت لنفسه ان كان مرشحا، ولذلك اختار رونالدو لكونه مرشحا اللاعبين مودريتش وراموس ومارسيلو، في حين صوت ميسي لسواريز وانيستا ونيمار.
من شارك في التصويت؟
تضم الفيفا 206 دول معترف بها، لكن من شارك في التصويت كان 151 قائدا للمنتخبات و152 مدربا للمنتخبات الوطنية و156 اعلاميا، اي ما يعادل 75 % من الاصوات التي يحق لها التصويت، فيما غابت البقية لاسباب قد تكون متعلقة بعدم المبالاة او لخلل في تلقي البريد الالكتروني من الفيفا وعدم الاجابة عليه في الموعد المحدد لانتهاء التصويت.
وبالطبع فإن التوصيت على جائزة افضل لاعب والتي تتفرع منها جائزة افضل حارس مرمى، يتم من خلال اختيار 3 لاعبين من اصل 23 لاعبا اختارتهم لجنة الفيفا في بداية مرحلة التصويت، ويحصل اللاعب في الاختيار الاول على 5 نقاط والثاني على 3 نقاط والثالث على نقطة.
رونالدو يكتسح
في قراءة لاختيارات اللاعبين والمدربين والاعلاميين، وجد شبه اجماع على التصويت لرونالدو كمرشح اول، ما جعله يحصد الكم الاكبر من النقاط، ذلك أن 109 لاعبين اختارو رونالدو اولا مقابل 12 لاعبا اختاروا ميسي، كذلك فقد صوت 103 مدربين لرونالدو اولا مقابل 26 مدربا لميسي، وصوت 128 اعلاميا لرونالدو مقابل 15 لميسي.
كما صوت 16 لاعبا لرونالدو ثانيا مقابل 52 لاعبا لميسي، وصوت 22 مدربا لرونالدو ثانيا مقابل 49 مدربا لميسي، وصوت 18 اعلاميا لرونالدو ثانيا مقابل 30 اعلاميا لميسي.
وصوت 8 لاعبين لرونالدو ثالثا مقابل 25 لاعبا لميسي، وصوت 5 مدربين لرونالدو ثالثا مقابل 24 لميسي، كما صوت 3 اعلاميين لرونالدو ثالثا مقابل 30 لميسي.
18 لاعبا و22 مدربا و7 اعلاميين لم يكن رونالدو احد اختياراتهم الثلاثة، فيما كان الرقم كبيرا بالنسبة لميسي، حيث لم يصوت له 62 لاعبا و53 مدربا و57 اعلاميا، وبذلك تمكن رونالدو من الفوز بسهولة وبفارق كبير من الاصوات، في استفتاء ربما تحكمه العاطفة تارة والمنطق تارة اخرى، لكنه بشكل او بآخر يعبر عن وجهة نظر المصوتين، في الوقت الذي حصل فيه رونالدو على معظم الاصوات العربية، فهل الاختيار مبني على شخصية النجم ام الاداء ام لاعتبارات اخرى؟.