آخر الأخبار
  "وزارة التربية" تصدر تعليمات حاسمة لطلبة التكميلي وتحدد آليات الدخول للامتحانات   المعايطة: أعياد الميلاد المجيدة تمثّل صورة حضارية مشرقة للتعايش والوئام الديني وتبرز الاردن كوجهة روحية عالمية   نقيب الألبسة: استعدادات كبيرة لموسم كأس العالم عبر تصميمات مبتكرة لمنتخب النشامى   33328 طالبا يبدأون أول امتحانات تكميلية التوجيهي السبت   أمطار غزيرة وثلوج كثيفة في عدد من الدول العربية نهاية الأسبوع .. تىفاصيل   ابو علي: مباشرة صرف الرديات الاحد واستكمال صرف الـ 60% المتبقية خلال الاشهر الاولى من 2026   تنويه هام من التنفيذ القضائي الى جميع المواطنين   وفاة 3 أطباء أردنيين .. اسماء   وزير الداخلية يتفقد الأعمال الإنشائية في جسر الملك حسين   الخارجية: استلام جثمان المواطن عبدالمطلب القيسي وتسليمه لذويه   العدل: تنفيذ 2143 عقوبة بديلة عن الحبس منذ بداية العام الحالي   تعرف على تطورات المنخفض الجوي القادم إلى المملكة   البدور يقوم بزيارة ليلية مفاجئة لطوارئ مستشفى السلط   إحالة 16 شخصا أثاروا النعرات الدينية والطائفية لمحافظ العاصمة   القوات المسلحة تُحّيد عدد من تجار الأسلحة والمخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية للمملكة   الملك : كل عام وأنتم بألف خير وأردن الوئام ومهد السلام   وزير الصحة : 40 مليون دينار لسداد مديونية مستشفى الملك المؤسس خلال 6 أشهر   لا تسعيرة بعد .. وزير المياه يحسم الجدل حول سعر مياه الناقل الوطني   المصري مستغربًا: لماذا يتبع ديوان المحاسبة إلى الحكومة؟   الهميسات للنواب: مناقشة تقرير ديوان المحاسبة لا تسمن ولا تغني من جوع

التدخين السلبي " يحصد أرواح المواطنين و قانون الصحة العامة غير مفعل

{clean_title}

الزرقاء – عمر ضمرة - كان الأربعيني خالد خازر يغذ الخطى مسرعا كي يلحق بالحافلة قبل الانطلاق من مجمع الحافلات بالزرقاء ، ممنيا نفسه بمقعد وفير وملاذ دافىء وسط هطول المطر وما يصاحبه من برد ترتجف بسببه أطراف جسده النحيل . صعد خازر الحافلة وأراح جسده في مقعد منفرد بجانب السائق ، حيث أخبر الجابي " الكونترول " السائق ، بأن مقاعد الحافلة ممتلئة بالركاب ، فحرك السائق الحافلة باتجاه مخرج المجمع ، وما ان بدأت الحافلة بالسير على الطريق الرئيسي لمنطقة حي الاسكان بالزرقاء ، حتى تناول السائق سيجارة وأشعلها وبدأ بالتدخين. لم يستطع خازر ان يلوذ بالصمت ، وسط تدخين السائق وبعض الركاب الآخرين ، حيث أصبحت الحافلة تعج بدخان السجائر ، لاسيما وان نوافذ الحافلة مغلقة ، فأضحى الجو خانقا ، والتنفس صعبا ، الأمر الذي دعاه للطلب من السائق والركاب اطفاء سجائرهم ، الا أن طلبه قوبل بالرفض المصحوب بالسخرية والتهكم من قبل السائق والركاب المدخنين ، وطلبوا منه النزول من الحافلة ان لم يعجبه الأمر . فما كن من الأربعيني خازر الا أن يلوذ بالصمت ، كاظما غيظه ، متنفسا سحب الدخان التي يعلم أنها تؤذي صدره ،وستجعله يسعل طوال الليل ، فزفر حنقه على القوانين غير المطبقة ، لاسيما ان قانون الصحة العامة يحظر التدخين في وسائل النقل العامة ، معتقدا في قرارة نفسه ، وفي ظل عدم تطبيق قانون الصحة العامة الذي يحظر التدخين في الأماكن العامة ، ان السائق لو أحضر " نرجيلة " داخل الحافلة ، لن تطاله يد القانون ، وسيبقى بمنأى عن المساءلة أو المحاسبة . ورأى خازر، أنه لا يوجد ارادة حقيقية لدى الأجهزة المعنية سواء الأمنية أو الصحية ، لتطبيق العقوبات المنصوص عليها بالتشريعات التي تمنع التدخين في الأماكن العامة ومن ضمنها الحافلات . وبين عميد كلية الطب بالجامعة الهاشمية الدكتور درويش بدران ، ان التدخين السلبي لا يقل ضررا عن التدخين الفعلي ، حيث ان كافة المواد الضارة والمسرطنة من الممكن امتصاصها من جلد الشخص غير المدخن ، مشيرا الى ان الدراسات العملية الحديثة بينت ان تأثير التدخين الضار لا يقتصر فقط على الرئتين والقلب والشرايين ، بل يمتد تأثيره الى أعضاء الجسم الرئيسية الأخرى مثل الكبد والكلى والغدد مثل: غدة البنكرياس المسؤولة عن تنظيم السكر بالدم . كما أشارت دراسات حديثة على فئران التجارب ، الى حدوث اصابات وخلل في افرازات انزيمات الكبد لدى الفئران التي تم تعريضها لدخان السجائر ، فيما تلاشى هذه التأثير عند توقف تعرض الفئران للدخان المتطاير من السجائر ، الأمر الذي يؤشر الى مدى فداحة وخطورة التدخين السلبي . ونوه الدكتور بدران الى ان السميات المصاحبة لدخان السجائر يمكن أن تؤثر على البنكرياس الذي ينتج الأنسولين الذي ينظم السكر في الدم،اذ ان المدخنين السلبيين معرضون لسموم تماثل تلك التي يتعرض لها المدخنون أنفسهم، لكن بعض المواد السامة تكون أكثر تركيزا في الدخان السلبي. بدوره لفت عميد كلية الطب بالجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات،المتخصص بالأمراض الصدرية والتنفسية،ان التدخين السلبي هو الدخان " غير المباشر " الذي يستنشقه الشخص غير المدخن في الأماكن المغلقة مثل البيوت والمطاعم والحافلات والشركات والمؤسسات والدوائر ، اذ أثبتت الأبحاث العلمية أن التعرض لدخان التبغ غير المباشر يسبب المرض والعجز وقد يتسبب بالوفاة . وأوضح ان هناك كمية كبيرة من المواد الكيماوية الضارة التي يحتويها الدخان ، موجودة بالجزء الذي لا يستنشقه المدخن الفعلي ،وانما في الدخان المنتشر في الهواء والذي يكون من نصيب " المدخن السلبي " . وأكد أن غير المدخنين يتعرضون للمواد المسرطنة تمامًا مثل المدخنين بشراهة، حيث يتعرض المدخن السلبي لأنواع عديدة مثل سرطانات : الرئة ،المعدة ،القولون ،غدة البنكرياس، والمثانة ، ناهيك عن أمراض القلب والشرايين وتصلبها . ونوه الى ان نسبة التدخين في الأردن تعتبر من أعلى النسب ، وفقا لدراسة أجريت حديثا في منطقة الشرق الأوسط وشمال افرقيا ،اذ أظهرت بوضوح ان الأردن يعتبر ثالث دولة في عدد المدخنين ، حيث ان أزيد من 35 بالمائة من الأردنيين البالغين مدخنين ، مؤكدا على ضرورة تفعيل قانون الصحة العامة وتغليظ العقوبات على المدخنين بالحافلات والأماكن العامة ، وعدم التساهل في ذلك الأمر نهائيا . ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن "التبغ يقتل ما يقارب من ستة ملايين شخصا بإقليم شرق المتوسط سنويًا، بينهم أكثر من خمسة ملايين متعاطين سابقين وحاليين للتبغ، ونحو 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي". وبحسب التقارير الصادرة عن المنظمة أنه يمكن للتبغ أن يقتل عددًا كبيرًا يصل إلى ثمانية ملايين شخص سنويًا، يعيش 80 بالمئة منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بحلول عام 2030.